أكد محللون سياسيون سعوديون على أهمية كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي ألقاها نيابة عنه سمو ولي العهد الأمير سلمان عبدالعزيز في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشورى أمس، والتي تعتبر خارطة طريق لإرساء السلام في المنطقة والتأكيد على ثوابت المملكة وسياساتها الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والتنمية لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين. حيث أوضح المحلل الاستراتيجي فضل بن سعد البوعينين بأن كلمة خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها نيابة عنه سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز؛ ركز فيها على خمسة محاور رئيسة؛ الأول التشديد على أهمية حماية الوطن؛ والحفاظ على مكتسباته؛ ورسالته الإسلامية السامية المعتمدة على قيم الإسلام السمحة والحوار والتفاعل مع الأمم. المحور الثاني الاعتراف بمكانة مجلس الشورى، وتجسيده وحدة الوطن، ومسؤوليته في صنع القرار، وصياغة حاضر ومستقبلِ الوطن، ما يفرض على أعضائه الدفع بمسار التنمية الوطنية لتحقيقِ تطلعات المواطن. المحور الثالث التذكير بالتحديات التي تواجه الوطن؛ بوجوده في منطقة تشهد العديد من الأزمات، التي أفرزت تحديات كبيرة، كان للحكومة والمجلس دور كبير في التعامل معها بحذق؛ إلا أن إفرازات الحروب وما نتج عنها من حروب أهلية ونزاعات طائفية في الدول القريبة تستدعي اليقظة والحذر، وهنا إشارة واضحة إلى اللحمة الوطنية؛ وتكريسها؛ وتحقيق الأمن المجتمعي في مواجهة الأزمات، وأن الحكومة قادرة على التعامل معها بكفاءة إلا أن دور المجلس الذي يمثل المجتمع بكل توجهاته هو دور محوري في تحقيق السلم المجتمعي وتكريس الأمن الداخلي. والمحور الرابع؛ ركز على الجانب الاقتصادي، حيث تناول أزمة أسعار النفط العالمية التي حدد أسبابها بضعف النمو في الاقتصاد العالمي؛ وكأنه يرد على من قال بافتعال أزمة الأسعار ويوجه رسالة صريحة إلى الداخل والخارج أن المملكة ليس لها دور فيما حدث؛ بل عوامل السوق المختلفة وأهمها ضعف الطلب العالمي. وشدد على قدرة الحكومة على التتعامل مع المستجدات في سوقِ البترولِ العالمي وفق النهج الذي تعاملت به من قبل مع الأزمات المشابهة. والمحور الخامس ركز على رفاهية المواطن؛ والتنمية المستدامة، ومصالح أجيالِ الحاضر والمستقبل؛ التي أشار إلى أنها تفرض على الحكومة الدفاع عن مصالحها الاقتصادية بشكل عام. إضافة إلى ذلك كان هناك إشارة واضحة إلى نوعية التطور المأمول وهو التطور الذي يتم وِفق خطى موزونة، تراعي متطلبات الإصلاح، والقرارات الرشيدة التي يتم اتخاذها بعيدا عنِ العواطف، وتصب في صميم مصلحة الوطنِ والمواطنِ، واحسب أن في هذه إشارة لبعض الطرح الاقتصادي المخالف للقرارات الاقتصادية المتخذة من قبل الحكومة؛ وهي قرارات استراتيجية تحتاج إلى مزيد من الوقت لظهور نتائجها. وأشار الخبير الاستراتيجي الدكتور أنور عشقي، إلى أن كلمة خادم الحرمين الشريفين أمام مجلس الشورى عكست اهتمام المملكة بإرساء الأمن في المنطقة. مضيفا بأن الكلمة أكدت على استمرار الدولة في برامج تنمية المواطن ورفاهيته، وفي الوقت ذاته مشددة على حماية أمنه وأمن الوطن من خلال بذل كل الإمكانات لمحاربة الإرهاب والتطرف والعمل على ضمان استقرار أمن المملكة داخليا. وأوضح عشقي بأن كلمة خادم الحرمين الشريفين حملت في مضامينها السياسة الثابتة للمملكة في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية وخاصة قضية فلسطين وإحلال السلام في المنطقة. وقال: إن المملكة كانت ولا تزال حريصة على تعزيز الروابط بينها وبين أشقائها في المحيط الخليجي والعربي والإسلامي وتأسيس تضامن قوي يعمل على الوقوف أمام التحديات الخارجية والتي تهدف إلى تمزيق خارطة الوطن العربي. وفي نفس السياق، أكد المحلل السياسي إبراهيم ناظر على أن كلمة خادم الحرمين الشريفين أمام مجلس الشورى هي خارطة طريق مستقبلية للوطن ونظرة حكيمة من قائد محنك، وحملت في ثناياها مضامين ودلالات استراتيجية وضرورة أداء أعضاء مجلس الشورى واجبهم والعمل على كل ما يستوجب تنمية الوطن والمواطن. وأضاف أن الكلمة عكست الجهود التي تقوم بها أجهزة الأمن في المملكة لمحاربة ومكافحة الجريمة والإرهاب والفكر الضال الذي يهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي للشعب السعودي، مؤكدا على أهمية المجلس الذي يمثل أعضاءه نخبة شرائح المجتمع السعودي الذين يجتهدون في العمل على كل ما فيه تنمية للوطن والمواطنين. وأكد على أهمية ما جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين من مضامين هامة وحرص المملكة على بذل كل ما فيه تقوية الروابط الخليجية خاصة والعربية والعمل على وحدة الصف في مواجهة التحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.