لم يكن غريبا أن ترتعد فرائص الشعب السعودي حين تلقى نبأ دخول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المستشفى لفحوصات طبية، فمساحة الحب الواسعة على خارطة قلوب المواطنين لهذا الملك الصالح تجعل العلاقة بين الشعب والملك علاقة انتماء لا مثيل لها تجسد أعمق معاني الإنسانية والحب المتبادل مع المواطنين وصور تلاحم تلقائية في معناه الواسع العميق. والمتأمل في شخصية الملك عبدالله يقرأ سمات القائد المؤثر فهو يملك الكاريزما المانحة للجاذبية الكبيرة والحضور المؤثر مع ما يتمتع به من القدرة على التأثير على الآخرين إيجابيا بالارتباط بهم جسديا وعاطفيا وثقافيا، وهو بالفعل سحر شخصي وشخصية تثير الولاء والحماس وهو ما خلق الرابطة الثنائية الاستثنائية بين قطبي المعادلة السياسية «النظام والشعب». وحين نتحدث عن قائد كالملك عبدالله فإن مسارات الحديث تتشعب فهو قائد تاريخي مختلف في حين نوجه الرؤية صوب العالم العربي والإسلامي نجد أن الملك عبدالله قائد عربي غيور مهتم بالعالم العربي وأحواله، دائما يسعى لتوحيد الصف العربي وحل نزاعاته لقطع الطريق على كل من يحاول استغلال تلك الخلافات أو يعمل في الظلام، يهدف دائما إلى تحقيق السلام العربي وتجاوز التناقضات والخلافات العربية وتكوين أسرة عربية واحدة، دائما يشارك إخوانه العرب أحزانهم ويخفف من آلامهم، أحبه العالم العربي وتأملوا فيه إيجاد الحلول لأزماتهم واقتدوا بآرائه ومبادراته العربية، وصفوه بصقر العروبة، وصقر الجزيرة، وملك العروبة، كما أنه على مستوى العالم الإسلامي قائد عظيم ورمز من رموز الأمة الإسلامية، دائما يرعى مصلحة الإسلام والمسلمين، ويبذل الغالي والنفيس لرفع راية التوحيد ونصرة الإسلام، غيور على دينه وعقيدته الإسلامية، كرس جهوده لخدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن فسموه القائد المسلم، وقائد الأمة. وعلى المستوى الدولي عد قادة العالم في غير مناسبة أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز قائد دولي حكيم ينادي بالسلام والتسامح والعيش في أمن وأمان، ودائما ما يطالب بتكوين مجتمع دولي شعاره التفاهم والسلام، وتسود المحبة بين جميع شعوبه، وهي العلاقات التي قال عنها الملك: «إنها تنطلق من قيمنا، فنحن نصادق الجميع ونتمنى السلام للجميع». هذه رؤية خارجية لمواقف عدة لقائدنا الوالد خادم الحرمين الشريفين، أما شعب الحرمين فليت الكلمات تفي بما يكنه هذا الشعب من حب لهذا القائد، لقد احتل خادم الحرمين الشريفين مساحة شاسعة في نفوس شعبه وكون ثنائية حب لا شبيه لها في العالم أجمع. فالملك عبدالله بن عبدالعزيز حاضر في قلوب رجال الوطن ونسائه، صغاره وكباره، مسؤوليه ومواطنيه وهي محبة نابعة من سويداء القلوب الملك عبدالله يتسم بالزعامة والريادة والتفرد والحضور اللافت والرؤية الحكيمة لذا فالكل في بلادنا يجمع على صدقه وحنكته وشفافيته وإنسانيته وأبوته الحانية. وهنا يمكن القول إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز من القادة القلائل الذي عملوا على تدوين صفحات من التاريخ بأفعالهم ومواقفهم البيضاء، بما يمتلك من القيادة الواعية والرؤية الحكيمة والقرار الصائب والانحياز للشعب في مجمل قراراته وأحاديثه إلى جانب ما يتحلى به من الصدق والشفافية، والقول دائما يتبعه العمل، يحب الخير لمن حوله ويعيش همومهم وأوضاعهم، يفتح آفاقا وعلاقات مع الغير، ويدعو للسلام والتسامح، إنه شخصية قيادية تستحق التوقف عندها طويلا، فالملك يختزل في شخصية معاني إنسانية كريمة وطيبة، ذو نظرة فاحصة وعميقة. فحين نتوقف عند الشأن المحلي نجده يأتي من ضمن الأولويات الأساسية في حياة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فقد كان قريبا كل القرب من شعبه، يرى ويرعى أوضاعهم، أرسى العدل بينهم فأحبوه وأخلصوا له، احترم إنسانيتهم فزادهم وطنية ووفاء، خصص الكثير من ميزانيات الدولة لتنفيذ الكثير من المشاريع التنموية العملاقة من أجل رفاهية المواطن، ومن أجل صنع غد كريم للأجيال المقبلة، أحبه شعبه وأطلقوا عليه الكثير من الألقاب والأسماء التي تعبر عن مدى حبهم وتقديرهم له، سموه ملك الإنسانية، ملك الخير، وملك العطاء وملك القلوب. لذا لا يختلف اثنان حيال فيض المحبة الرابطة بين الشعب السعودي وقيادته ووضوح تلك الحالة في كثير من المناسبات وفي المقدمة أوقات الأزمات، فحين تسلل الألم إلى جسد خادم الحرمين الشريفين، عمت سماء المملكة حالة حزن لم يشهد لها مثيل ستظل مسيطرة حتى نرى الشفاء يتسربل ملك القلوب، حيث سيظل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قلب الوطن النابض بحب الشعب وستكون الرابطة الثنائية بين قيادة المملكة وشعبها استثنائية بكل المعاني وسنظل مع كل ذكرى بيعة نجدد له الولاء والبيعة لأنه أبو متعب. * نائب الغرفة التجارية في مكة المكرمة