يتزاحم المراجعون والمراجعات في العيادات الخارجية بمستشفى القنفذة العام، في ممر ضيق بالكاد يسعهم، وخصوصاً أمام عيادة العظام والأطفال والسيولة، وغرفة لأخذ عينات الدم للتحليل. ويستغربون أن تغض إدارة المستشفى النظر عن هذا المشهد اليومي، خاصة أن الممر لا يتجاوز عرضه 1.5م، ووقوفهم في ممر العيادات نفسه؛ ما ساهم في تكدسهم وزحامهم وصعوبة المرور في الممر للوصول للعيادة، مع عدم وجود أي تنظيم. ويأتي ذلك فيما يعاني المراجعون من محدودية عدد المقاعد الموجودة بالصالة المخصصة للرجال والمقاعد الأخرى الموجودة في غرفتين في الممر نفسه الخاصة بالنساء ذات العدد القليل، والذي لا يتسع لمراجعات ثلاث من العيادات، وافتقادها للخصوصية لوقوف الرجال أمامها وبجوارها وبشكل مزدحم، حيث تلاحظ وقوفهم في الممرات، بمن فيهم النساء وذوو الاحتياجات الخاصة، لفترات طويلة، حتى يتم النداء على أرقامهم، دون وجود آلية تنظيمية. واللافت وقوف الرجال والنساء في الممر نفسه لضيق العيادات، في ظل عدم استيعاب العدد من المراجعين ومحدودية الكراسي، فيما اكتفى كبار السن من الرجال والنساء بالجلوس داخل الممر في انتظار دورهم لدخول العيادة، ودون أن يلفت جلوسهم أنظار مسؤولي العيادات. ويشكو المراجعون لعيادة (السيولة) الواقعة بمكتب عيادة (الصدرية)، والذين يصل عددهم فيها إلى 85 مراجعاً من النساء والرجال؛ حيث إنها عيادة مخصصة لاستقبال المراجعين يوم الخميس فقط، وهو ما ساعد في تكدس المراجعين والمراجعات، إضافة إلى أنهم يأخذون أرقاماً للدخول على غرفة تحليل الدم عن طريق رجل الأمن، حيث لا توزع الأرقام إلا بعد حضور الطبيب، والعودة مرة أخرى للطبيب بالرقم نفسه. أحد مراجعي العيادة روى معاناته واستياءه من سوء التنظيم بعيادة «السيولة» وقال «حضرت اليوم الساعة 7:35، وحصلت على الرقم، وانتظرت حتى وصول الدكتور الساعة التاسعة، حيث لا يتم عمل أي إجراء لنا إلا بعد حضور الدكتور، وبالرقم نفسه سوف ننتظر الدور للدخول لأخذ عينة الدم، ومن ثم ننتظر الدور بالرقم ذاته للدخول على الطبيب بالعيادة، نحن استنزفنا الوقت بالوقوف هنا ننتظر الطبيب حتى وصل، ومن ثم سننتظر للدخول لأخذ عينة الدم، والعودة مرة أخرى إلى الطبيب، فأي تنظيم هذا ونحن لا نجد كراسي للجلوس أو تنظيماً معروفاً وتقنياً للدخول على العيادة وغرفة أخذ العينات فضلاً عن التأخير الذي يعود علينا نحن بالتأخير دون مبالاة بشعور هؤلاء المرضى من النساء والرجال». من جانبه قال الناطق الإعلامي بصحة القنفذة إبراهيم المتحمي، ل«عكاظ»: تستقبل العيادات الخارجية ما بين 600 إلى 800 مريض يومياً، تشمل الحالات المحولة من 34 مركزاً صحياً تابعاً للمحافظة ومراكز صحية أخرى مجاورة للمحافظة تابعة لمنطقتي عسير والباحة ومرضى من محافظة الليث، بالإضافة إلى المرضى الآخرين من قسم الطوارئ وأقسام التنويم لمتابعة الخدمة العلاجية وتحسن حالة المريض، كما يتم استقبال الحالات المرضية المحولة من الوحدات الصحية المدرسية، والحالات المرضية المحولة من السجن العام في المحافظة. وأضاف: توجد في العيادات الخارجية 14 عيادة ما بين عيادات الجراحات والباطنية والأطفال والنساء والولادة وجراحات اليوم، وتوجد استراحة كبيرة خاصة بالرجال، واستراحات نسائية متعددة وذات خصوصية. وبين أنه تم تأمين نظام متطور لاستدعاء المرضى إلى عياداتهم سيتم تركيبه، وسيتم تشغيله مبيناً أنه سيختصر ويسهل عملية استدعاء المراجع إلى عيادته، كما سيتم افتتاح عيادة سيولة أخرى ابتداء من السنة الجديدة، لاستيعاب الحالات المتزايدة من المرضى المستفيدين من العيادة.