حوار: حسين الشريف شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ قرابة نصف قرن هو عمر ارتباط محمد بن داخل بنادي الاتحاد، حيث عرف بحبه الكبير لهذا النادي العريق، وظل لثلاثة عقود منها وهو يقدم خدمات جليلة للنادي لم يربطها أبدا بالمناصب بل بعشقه الكبير للعميد بدأها بإداري أشرف على الفريق الأول لكرة القدم، مرورا بعضو مجلس إدارة وانتهاء برئاسة النادي، ولكن نهايته مع العمل الرسمي لم تكن متوازنة أو منصفة مع سنوات العطاء التي كان يمثل خلالها الأنموذج للرجل المحب والمخلص لناديه. «عكاظ» قلبت أوراق محمد بن داخل الجهني الرئيس الأسبق لنادي الاتحاد، ليتحدث عن جوانب عديدة إبان رئاسته للنادي وما بعدها، موضحا أن هناك من الشرفيين من خذلوه وأنه استقال بناء على الوعود السرية التي أطلقتها مجموعة المستقبل آنذاك، كما أشار إلى أن فريق كرة القدم في طريقه لاستعادة توازنه، ولكن برغم تجربته الصعبة في رئاسة الاتحاد إلا أنه لا يمانع في تكرار التجربة ولكن وفق رؤية جديدة هذه المرة تختلف عن السابق. وهنا نص الحوار معه: بداية دعنا نسألك، أين أنت من الاتحاد الآن؟ أنا موجود دائما مع الاتحاد وبجانبه ومتابع لكل أنشطته، وأتمنى أن يحالف التوفيق جميع الألعاب بالنادي وفي مقدمتها كرة القدم، صحيح ربما الظروف أحيانا لا تسمح بأن أكون متواجدا جسديا بالنادي، لكن أنا دائما مع الاتحاد قلبا وقالبا، وفي كل الظروف بغض النظر كنت مسؤولا أو مشجعا فالاتحاد يظل بيتي ولا يمكن لأي إنسان أن يغيب عن بيته. ولكن الملاحظ أنك منذ أن غادرت كرسي الرئاسة وأنت مبتعد ولم تقدم أي خدمة كما عهدك الجمهور الاتحادي في فترات سابقة؟ من أكثر من أربعين عاما وأنا متوجد إلى جانب الاتحاد، فما يربطني بهذا الكيان ليس مناصب وإنما حب وعشق وانتماء منذ تلك السنوات الطويلة منذ أيام يوسف الطويل (يرحمه الله) ونحن نعمل من أجل الاتحاد حتى يومنا هذا ولم ابتعد فأنا حضرت للعديد من الاجتماعات والمناسبات التي أقيمت بالنادي، وكذلك حضرت للمباريات ولن أتوقف عن ذلك، بل لو احتاجني الاتحاد أو طلبت الإدارة الحالية أي مساندة سواء ماديا أو معنويا، فأنا على استعداد طالما هدفنا واحد وهو خدمة الاتحاد. المستويات في تصاعد بهذه المناسبة كيف ترى الاتحاد حاليا؟ مقارنة بالفترة الماضية الاتحاد في تحسن مستمر وأعتقد بأن الفريق قدم أمام الشباب والأهلي والهلال مستويات كبيرة، ولم يوفق في تحقيق نتائج إيجابية، ولكن الجميع أثنى على الأداء الذي لم يقدمه الاتحاد منذ فترة طويلة، وأعتقد خلال المرحلة المقبلة أتوقع أن يشهد تصاعدا فنيا للفريق، لاسيما بعدما يتعرف المدرب بيتوركا على إمكانات اللاعبين بشكل جيد، وأنا بطبعي متفائل وأدرك تماما بأن الاتحاد سيعود للمنافسة، ولكن يحتاج إلى بعض الأشياء التي تساعد الفريق على العطاء الأفضل كلاعبين أجانب على مستوى أفضل مما هو عليه الآن ولاسيما في خط المقدمة، أيضا محتاج إلى تدعيم ببعض اللاعبين المحليين، وأعتقد وحسب ما بلغني بأن إدارة إبراهيم البلوي تقوم بجهد كبير في هذا الاتجاه، وكنت أرى بأن اللاعبين المميزين معظمهم يلعبون للأندية المنافسة للاتحاد ومن الصعب الحصول عليهم وهذا ينطبق على جميع الأندية، لكن بعد الفترة الشتوية أتصور الاتحاد سيكون مختلفا وربما يعود أكثر إصرارا وروحا للمنافسة، وهذا أمر متوقع حتى وإن كان هناك فارق نقطي إلا أني على يقين بأن الاتحاد متى ما تم تطعيمه بلاعبين أفضل لسد بعض النقص لديه سيعود للواجهة بمساندة وموازرة الجمهور الاتحادي الكبير الذي أثبت بأنه الجمهور رقم واحد وقد أكدت الأرقام ذلك. والإدارة الحالية ما رأيك فيها؟ وفق الظروف التي مر بها نادي الاتحاد والتي يعلمها جميع الاتحاديين وغيرهم والتي ساهمت في إغراقه بالديون أمام هذه المعطيات أنا أعتقد بأن إدارة إبراهيم البلوي قدمت عملا جيدا يستحق الإشادة به، فقد استطاعت أن توقف الفريق على أقدامه بعد أن كان يعاني في المواسم الماضية، ولكن لا تزال هناك أعمال كبيرة يجب أن تقوم بها من أجل أن يعود النمور للركض، كما أتمنى من الاتحاديين الغيورين على ناديهم أن يلتفوا حوله لمساندته ماديا ومعنويا، وأنا متفائل بمستقبل الاتحاد برغم كل الظروف الصعبة لأني أثق برجالات الاتحاد ودورهم الكبير فيما وصل إليه الاتحاد من إنجازات، وأتصور بأن المرحلة القادمة مرحلة تحد للاتحاديين جميعا، وأتمنى من الشرفيين أن يقتدوا بالجمهور الاتحادي الذي أصبح علامة فارقة في مسيرة الدوري السعودي. والمدرب الروماني بيتوركا.. ماذا عنه؟ السيرة الذاتية للمدرب مشرفة، حيث درب المنتخب الروماني لأكثر من عشر سنوات، بالإضافة إلى المكانة الكبيرة التي يحظى بها على الصعيد العالمي فهو مدرب كبير يجب أن يمنح الفرصة الكاملة بغض النظر عن النتائج الأولية التي لم تكن في مستوى الطموح الاتحادي، ولكن حقيقة شاهدنا في مباريات الشباب والأهلي والهلال هوية فنية للاتحاد، لذا أتوقع أن يقدم نفسه أكثر في الدور الثاني بعد أن يختار اللاعبين الذين يحتاجهم لأن من الظلم أن نضع الفترة الراهنة كمقياس وهو الذي لم يكن له دور في اختيار اللاعبين الأجانب ولم يتعرف بصورة كاملة على إمكانات اللاعبين الموجودين بالفريق، لذا أنا أؤيد إدارة الاتحاد في منح هذا المدرب صلاحية كاملة للأمور الفنية، وأنا متفائل بأن تظهر بصماته إذا لم تكن في الدور الثاني ففي الموسم المقبل وهو موسم تقييم بيتوركا. اللاعبون الأجانب الحاليون هل أفادوا الفريق؟ إذا نظرت لهم فهم أسماء كبيرة سواء يوكونان أو ماركينهو أو سامبا حتى الضميري إلا أن الظروف العامة والتغييرات الفنية لم تكن مواتية، وبشكل عام الاتحاد محتاج إلى تغيير الثلاثي الأجنبي والإبقاء على البرازيلي ماركينهو، ونأمل بأن يكون اختيار اللاعب العراقي اختيارا موفقا. ابتعاد آل الشيخ كثير من الاتحاديين كانوا يلومون محمد بن داخل خلال فترة رئاسته بل اتهمه البعض بأنه هو من ساهم في ابتعاد العضو الداعم عبدالمحسن آل الشيخ.. ما تعليقك؟ أتمنى أن تكون الصورة قد وضحت لجمهور الاتحادي فيما يتعلق بابتعاد عبد المحسن آل الشيخ وأدركوا بأن محمد بن داخل لا علاقة له بهذا الشان، فأنا لم أكن في يوم من الأيام سببا في ابتعاد أي شخصية اتحادية صغيرة أو كبيرة قدمت للنادي دعما ماديا أو معنويا بل كنت من المرحبين دائما بجميع الاتحاديين، وقد يعرف ذلك الكثير من الاتحاديين الذين تعاملوا معي على مدار السنوات الماضية حيث كنت أرحب بكل الانتقادات والمقترحات ولا يوجد شخص سبق أن طلب تقديم مقترح للإدارة أو للنادي بشكل عام وتم رفضه، فما بالك بشخصية قدمت للاتحاد الكثير والكثير، وكان له الدور الأبرز في عودة الاتحاد بعد توفيق الله سبحانه وتعالى وقد دعم جميع الإدارات التي مرت على النادي في الفترة الذهبية للاتحاد بل حتى إدارتي تلقت دعما ماديا من قبل عبدالمحسن تجاوز 18 مليون ريال قبل أن يبتعد لظروفه الخاصة التي يعلمها جميع الاتحاديين، فأين الذين كانوا يتحدثون ويحاولون تشوية صورة إدارة محمد بن داخل وأنها السبب الرئيسي في ابتعاد أبو عبدالملك؟ أين الذين غرروا ببعض الجماهير الاتحادية عندما قالوا بأن عودة عبدالمحسن آل الشيخ مرهونة بابتعاد بن داخل؟ الحمد لله الجميع أدرك بأن محمد بن داخل لم يكن يوما من الأيام سببا في ابتعاد أحد وإنما كنت ولا زلت أسعى دائما لأجل التفاف الاتحاديين حول ناديهم، حتى عندما طلب البعض تقديم استقالتي وأن هناك مجموعة يصل عددها إلى 100 عضو يسمون بمجموعة المستقبل تريد أن تدعم الاتحاد وأنها لن تدعمه إلا بعد رحيل محمد بن داخل من رئاسة الاتحاد رحلت فماذا عملوا للاتحاد؟. أين مجموعة المستقبل ؟ أبو طلال.. الاآن وبعد أن مر على استقالتك أكثر من ثلاث سنوات، بماذا تفسر طلب مجموعة المستقبل عدم دعمك.. وماذا تحب أن تقول لمحمد الفايز وهو الذي طلب منك تقديم استقالتك؟ أولا، أنا كنت أعمل في الاتحاد بما يمليه علي ضميري، ولا أخفي عليك بأني كنت أشعر بأن هناك تجمعات واجتماعات لمجموعة المستقبل تدور حولي ومن خلفي من أجل توليهم رئاسة النادي، وكنت أعلم بأن هناك من يسعى لتحقيق ذلك بغض النظر عن نجح بن داخل أو لم ينجح في رئاسة الاتحاد. بل من المحزن أن هناك بعض من مجلس إدارتي كان متواصلا معهم دون علمي، وكان ينقل لهم كل شيء، المهم أنهم لا يريدوني أن استمر في الرئاسة وأن البعض منهم ربط بين دعمه لنادي الاتحاد باستقالة ابن داخل، وقد اجتمعت مع محمد الفايز الذي طلب مني تقديم الاستقالة، وبحضور لؤي قزاز وأيمن الطويل، وقد رحبت طالما أن هناك دعما سيأتي للنادي، فقد كنت حريصا على الاتحاد وقلت لنفسي طلما أن هناك 100 عضو سوف يدعمون الاتحاد فلو دعم كل شخص بمليون فسوف يدخل خزينة نادي الاتحاد 100 مليون، وهي كافية لمعالجة كل القضايا والديون، ولاسيما أن الديون في تلك الفترة لا تتجاوز 17 مليونا مع استحقاقات مستقبلية لم يحن موعد استحقاقها ربما تصل في مجملها 40 مليونا، بالتالي هناك فائض سوف يعود بالنفع على الاتحاد، وعندها سألت لؤي قزاز قال نعم نحن لدينا كامل الاستعداد لتحمل هذه الديون ولدينا خطة عمل للنهوض بالاتحاد واتفقت معهم على تقديم الاستقالة، ولكن طلبت أن أعرض الأمر على مجلس الإدارة، وبالفعل في أول اجتماع بلغت الأعضاء بأني سوف أقدم استقالتي، وللأمانة هناك من مجلس الإدارة من طلب منى عدم التسرع، فربما لا يكون هناك جدية في الأمر من قبل مجموعة المستقبل، ولكن كنت مصرا على تقديم الاستقالة، فلم أكن أرغب أن أكون حجر عثرة أمام أي عمل يفيد الاتحاد بالفعل قدمت الاستقالة وسلمت النادي للأخوان في مجموعة المستقبل. وبعد كل ما جرى، ماذا تود أن تقول لمحمد الفايز الذي مر بنفس التجربة؟ محمد الفايز رجل طيب، ولم أكن أتمنى أن يخرج من الاتحاد بتلك الطريقة التي خرج بها على اعتبار أنه ليس له ذنب وإنما حضر لرئاسة الاتحاد من أجل إنقاذ الموقف. هؤلاء أول من خذلوني خلال فترة رئاستك من وقف معك.. ومن خذلك؟ حقيقة الذين خذلوني كثير، وهم الذين وعدوني بالدعم ثم تواروا بل البعض ربط بين دعمه للنادي وتنفيذ بعض رغباته، وهذا الذي رفضته ولم أقبله على نادي الاتحاد، وهناك من خذلني من بعض أعضاء مجلس الإدارة، أما من دعمني فهم الأمير طلال بن منصور الشخصية الاتحادية التاريخية، فهو كان يدعم بالملايين ولا يحب أن يذكرها أو يشترط مقابلها شيء، وحقيقة مهما قلت عن الأمير طلال بن منصور فلن أوفيه حقه، فهو النموذج الحقيقي لرجل الاتحاد العاشق المحب للنادي دون مزايدات، أيضا هناك فايز السواط أحد الشخصيات التي تدعم الاتحاد دون أن تظهر للإعلام وهناك أيضا عيد الجهني وغيرهم من محبي الاتحاد الذين لا أريد أن أنساهم. الآن لو عرضت عليك رئاسة الاتحاد هل توافق؟ لا شك أن الفترة الأولى كانت حافلة بالتجارب التي استفدت منها، حيث كنت أؤمل على بعض الشخصيات التي كانت قريبة مني لمعاونتي في إدارة الاتحاد، ولكن ذلك لم يتم ولكن إذا الظروف سمحت لي برئاسة النادي، بلا شك سأضرب بيد من حديد ولن أسمح لأحد بالصعود على اكتاف الاتحاد. نفهم من كلامك أنك لا تمانع ترؤس الاتحاد من جديد؟ نعم، ولكن بطريقة مختلفة عن الفترة الماضية. وأخيرا ماذا بقي مما لم نقله؟ بقي فقط أن أشكركم على هذا اللقاء، وأتمنى لنادي الاتحاد وجماهيره وإدارته الحالية وجميع محبيه أن يكون العام الحالي عام خير على أنشطة النادي، وأن تستطيع الإدارة تجاوز أزمة الديون المرهقة والمتراكمة منذ الفترة الماضية.