عاد إلى «عكاظ» معترفاً.. عادل جمجوم: ديوننا تفوق ال 51 مليوناً

يهرب نائب رئيس نادي الاتحاد عادل جمجوم من حصار الديون والالتزامات ومطالبات اللاعبين والعقود المؤجلة وغياب الرعاة إلى الحديث عن مستقبل مشرق يراه هو ولا يلحظه حتى المقربون من الإدارة التي يعد الرجل الأقوى فيها، وأكثر من ذلك فهو يرى بأن الإدارة الحالية ضحية تراكمات لأخطاء إدارات سابقة لايتحرج في الحديث عنها بطريقة العموميات دون أن يعطي دليلا واحدا على أن ما يقوله صحيح مائة بالمائة. وها هو الجمجوم يعود مرة أخرى لأحضان «عكاظ» عبر هذا الحوار ليواصل ما انقطع من حديث، قدمت فيه «عكاظ» الكثير من الحقائق الغائبة وبقي عليه أن يرد بتلك الصراحة التي تحدث بها في أكثر من محفل، لأن الغرض ليس التشويش أو التهويش أو التشويه إنما مصلحة الاتحاد الكيان، خاصة أن البطولة اليتيمة التي حققها الفريق لن تصلح أن تكون ورقة التوت التي تستر عورة الإدارة المحاصرة بالكثير من التناقضات والمتناقضات والتقاطعات في كل مرة يسألون فيها عما قدموه للنادي، وهو هنا يتحدث من نقطة البداية مرورا بكل المحطات الهامة وحتى اللحظة التي لازالت الأصوات تتعالى فيها بالكثير من المطالبات دون جدوى.
• بداية ما الذي دفعك لدخول الوسط الرياضي وتولي هذا المنصب في ناد كبير بحجم الاتحاد وهو يواجه كل هذه الضغوطات الجماهيرية الكبيرة؟
عشقي الكبير للكيان الاتحادي هو الذي دفعني إلى تجاهل مصالحي الشخصية، فقررت أن أكون عضوا في إدارة الأستاذ محمد الفايز حتى أشارك في عملية إنقاذ الاتحاد وإعادته إلى واجهة البطولات على الصعيد المحلي والقاري.
• أفهم من حديثك أنكم تسلمتم إدارة الاتحاد في ظروف غير جيدة فهل هذا صحيح؟
نعم كان الوضع سيئا جدا عندما تسلمنا زمام الأمور في النادي فالإدارة السابقة ورطت النادي وحملته أعباء مالية ضخمة تاركة خلفها الكثير من الديون المتراكمة والمستحقات المتأخرة لتضعنا في موقف محرج لانحسد عليه إطلاقا لكننا تحملنا كل هذه الظروف وواجهنا جميع الصعوبات وكافة العقبات ووضعنا مصلحة النادي فوق كل اعتبار حتى نعيد للكيان الاتحادي هيبته المفقودة.
عازمون على التصحيح
• اتخذتم خلال إدارتكم للنادي الكثير من القرارات الجريئة والصعبة لعل أبرزها عملية الإحلال والاستغناء عن النجوم.. كيف أقدمتم على اتخاذ هذه القرارات وهل كنتم تدركون أبعادها الفنية والإعلامية والجماهيرية؟
بالطبع كنا ندرك جيدا أبعاد قراراتنا كمجلس إدارة لكننا كنا عازمين على التصحيح مهما كلفنا الأمر، والقرارات التي اتخذناها نرى أنها تصب في مصلحة الفريق الاتحادي رغم أنها قوبلت بالرفض والانتقاد اللاذع من قبل الإعلام والجماهير لكننا أثبتنا للجميع أننا نسير في الطريق الصحيح بعد حصولنا على كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بفريق شاب وواعد يبشر بمستقبل باهر للكرة الاتحادية في المرحلة المقبلة بإذن الله.
• هل كنتم تخططون للظفر بتلك البطولة أم أنها تحققت بعيدا عن التوقعات والآمال؟
بصراحة كنا نطمح للبطولة ونعمل لها بصمت كمجلس إدارة ولم نكن نطالب اللاعبين بها حتى لانضعهم تحت الضغط ونحملهم فوق طاقتهم، ولكن صدقني كنت أملك إحساسا قويا أن البطولة ستكون من نصيبنا ولن أنسى كلمات رئيس النادي الأستاذ محمد الفايز للاعبين في غرفة الملابس قبل المباراة النهائية عندما طالب اللاعبين بتقديم مستوى مشرف بغض النظر عن النتيجة التي هي في تقدير الله عز وجل، ليأتي الجواب من اللاعبين الذين ردوا عليه بصوت واحد لكننا سنلعب من أجل الحصول على الكأس عندها تيقنت أننا سنحصد البطولة بتوفيق الله عز وجل أولا ثم بهذه الروح العالية التي لمستها في اللاعبين.
نبحث عن راع
• واجهتم صعوبة كبيرة في تسجيل المحترفين الأجانب كيف تخطيتموها؟
لابد أن يعلم الجميع أن الاتحاد أصبح بلا راع رسمي كما أنه لايجد الدعم من أعضاء الشرف لذا كان علينا التحرك هنا وهناك لتجاوز هذه الأزمة ويعلم الله عز وجل كم ضحينا بأموالنا وجهدنا في تلك الفترة حتى تتم عملية التسجيل وتم ذلك ولله الحمد.
• أصدرتم بيانا وصفتم فيه الاتحاد السعودي لكرة القدم بالدكتاتورية فهل كنتم تتحدثون عن رئيس الاتحاد أحمد عيد؟
لا، كنا نتحدث عن لجنة الاحتراف ووصفناها بذلك لأنها لم تطبق الأنظمة واللوائح ومنعتنا من التسجيل بناء على قضايا ودعاوى لم تثبت إدانتنا بها وكان الأحرى باللجنة أن تكون أكثر إنصافا وتسمح لنا بتسجيل محترفينا بعد أن قمنا بسداد المستحقات المتأخرة علينا.
• أليست هذه هي نفس اللجنة التي كنتم تصدرون بحقها بيانات المديح والثناء؟
لابد أنك مخطئ فنحن كنا نشيد برئيس اللجنة الدكتور عبدالله البرقان كشخص يتمتع بأخلاق عالية وفكر راق وليس كلجنة فنحن عانينا منها الأمرين أثناء فترة التسجيل.
خذلونا جميعا
• من الذي ساعدكم كمجلس إدارة ومن الذي خذلكم؟
لم يساعدنا أحد فقد وقفنا بجانب بعضنا وساعدنا أنفسنا في الوقت الذي خذلنا فيه جميع أعضاء الشرف باستثناء الأستاذ منصور البلوي الذي قدم لنا دعما «على خفيف»، وأنا أقدم له كل الشكر والتقدير على الأقل يبقى داعما أكثر من غيره، وأنا أستغرب هذا الموقف من رجالات الاتحاد وأعضاء شرفه الذين من المفترض أن يساندوا النادي في ظل هذه الظروف العصيبة.
• لماذا لم تحاولوا لم الشمل وتقريب وجهات النظر بينكم وبين أعضاء الشرف؟
حاولنا ذلك مرارا وتكرارا لكن ذلك لم ينجح ويؤسفني أن أقول إن ابتعاد الأسماء القوية عن الواجهة أمثال العضو الداعم عبدالمحسن آل الشيخ جعل الغالبية يفضلون الابتعاد عن المشهد خوفا من ظهور الحقيقة التي تؤكد أن المنظومة الشرفية تعتمد على اسم أو اثنين فقط ولا أريد أن أصف البقية بوصف لايليق بهم ولكن هناك أسماء اتحادية عريقة تدعم النادي منذ سنوات طويلة لكن يظل دعمها بقدر ثابت لايتغير.
• كيف تسيرون أمور النادي في الفترة الحالية من الناحية المادية؟
مازلنا نسير على اجتهاداتنا الشخصية في ظل غياب الدعم وعقود الرعاية لكننا نسعى جاهدين إلى توفير راع في أقرب وقت لتجاوز الأزمة المادية الخانقة.
ديون كبيرة جدا
• هل نفهم من ذلك أن الأزمة المادية مازالت مستمرة وهل من الممكن أن تؤثر عليكم في فترة التسجيل الثانية؟
سأكون صريحا وأعترف أن النادي عليه ديون ومستحقات تصل إلى ما يقارب 51 مليون ريال لكنني واثق بإذن الله أننا سنتجاوز الأزمة كسابقتها ولن نتأثر في فترة التسجيل القادمة وكلنا أمل في أن يقف الجميع خلف الكيان في هذه الظروف الحرجة.
• هل هناك قضايا مرفوعة على النادي لدى الاتحاد الدولي وهل من الممكن أن تؤثر عليكم في المشاركة في دوري أبطال آسيا؟
نعم هناك قضايا مرفوعة لنا وعلينا في الاتحاد الدولي لكرة القدم لكنها لن تؤثر علينا في المشاركة في دوري الأبطال وهذا هو الفرق بين الاتحاد السعودي والاتحاد الدولي لأن الاتحاد الدولي لايعاقب إلا في حال صدور حكم نهائي على النادي وهذا هو المنطق الطبيعي فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته.
• في ظل الأزمة المادية التي يعيشها النادي هل من الممكن أن نشهد رحيل أسامة المولد وسعود كريري كما يتداول في وسائل الإعلام؟
نحن متمسكون بلاعبينا ولن نفرط فيهم إلا في حال رغبة اللاعب الانتقال لفريق آخر عندها لايمكننا إجباره على الاستمرار، لكنني أود أن أؤكد أن النادي لن يبيع نجومه لحل الأزمة المالية.
نايف تركنا
• ولكن سبق وأن تم التفريط في اللاعب نايف هزازي لهذا الغرض؟
بالطبع لا فاللاعب نايف هزازي فضل الرحيل وعدم الاستمرار مع الفريق ونحن احترمنا رغبته وقدرناها ولم تكن المادة هدفنا من وراء انتقاله.
• يقال إن هناك مشكلات بين الإدارة وبين رباعي الخبرة أسامة المولد وسعود كريري وحمد المنتشري ومبروك زايد ما مدى صحة ذلك؟
هذا غير صحيح فهؤلاء النجوم يعدون من الركائز الأساسية في الفريق داخل الملعب وخارجه لتوجيه زملائهم الشباب وإكسابهم المزيد من الخبرة ولا ألوم من طالب بحقه مثل حمد المنتشري فهذا من أبسط حقوقه كما أن الحارس مبروك زايد موجود مع الفريق أما مشاركته من عدمها فهو أمر فني راجع للمدرب.
• كيف تقيم المدرب الإسباني بينات؟
بينات مدرب ذكي وطموح وحماسي وهو قريب من اللاعبين بحكم صغر سنه إضافة إلى أنه يتمتع بالموهبة والكفاءة وهو يسير بخطوات واثقة حتى الآن وأتمنى أن يحقق تطلعات الجماهير الاتحادية.
• كيف تقيم مستوى المحترفين الأجانب ومن الأقرب للرحيل في فترة الانتقالات الشتوية؟
المحترفون الأجانب يقدمون مستويات مميزة وهم يشكلون إضافة قوية للفريق وقد اتفقنا مع المدرب أن يرفع لنا مرئياته بشأنهم قبل فترة التوقف القادمة ولا أريد أن أحدد لاعبا بعينه ليكون الأقرب للرحيل لكنه قد يكون البرازيلي بيانو في حال استمراره على نفس مستواه الذي لم يضف الشيء الكثير للفريق الاتحادي في الفترة الماضية في ظل انخفاض المستوى اللياقي للاعب.
لن نلعب على ملعبنا
• الجمهور الاتحادي يتمنى أن يشاهد فريقه يلعب مبارياته على ملعبه فمتى من الممكن أن يحدث ذلك؟
للأسف لن يحدث ذلك لأن أرضية الملعب لاتساعد على إقامة المباريات فيه وذلك قد يضر باللاعبين نظرا لضغط الاستخدام على هذا الملعب الذي تقام فيه تمارين مختلف الفئات السنية.
• هل نستطيع أن نصف صفقة الفريدي بالورطة؟
على العكس الفريدي مكسب كبير للفريق الاتحادي بما يملكه من خبرة وإمكانيات فنية عالية وإذا كنت تقصد مبلغ الصفقة البالغ 30 مليون ريال فهذا ليس مبلغ العقد بل إنه يشمل السكن والسيارة وغيرها من الأمور، ونحن قادرون بإذن الله على إتمام مستحقات اللاعب.
نور مثل مارادونا
• لا شك أن إبعاد القائد الاتحادي السابق محمد نور لم يكن قرارا سهلا لماذا تم إبعاده وهل أنتم نادمون على هذا القرار؟
قبل أن أجيبك على هذا السؤال أود أن أسأل أين زيدان ومارادونا وبيليه وغيرهم من النجوم وهل غضبت الجماهير لرحيلهم أو اعتزالهم وهل انهارت أنديتهم بمغادرتهم، الجواب بالتأكيد لا ومع احترامي لأي لاعب سعودي سواء كان نور أو غيره فهو لايقارن بهؤلاء اللاعبين وعندما نتحدث عن اللاعب محمد نور فنحن نتحدث عن لاعب كبير لايختلف اثنان على تاريخه وأمجاده التي حققها مع الفريق الاتحادي لكن إبعاده كان لأسباب فنية إضافة إلى أسباب أخرى أهمها أنه كان يعشق الاتحاد لدرجة أنه من الممكن أن يضر الفريق دون أن يقصد أو يشعر بذلك وأتمنى لنور التوفيق والنجاح في مسيرته الكروية.
• ما هي طموحاتكم كإدارة في الفترة المقبلة؟
لدينا هدفان رئيسيان الأول أن نجعل الاتحاد مكتفيا ذاتيا من الناحية المادية والثاني صناعة فريق قوي وقادر على المنافسة في مختلف البطولات.
قادرون على المنافسة
• هل تعتقد أنه مازال بإمكان الفريق المنافسة على لقب بطولة الدوري أم أن الأمور أصبحت معقدة بهذا الخصوص؟
على العكس أرى أننا قادرون على المنافسة على بطولة الدوري فالفارق النقطي بيننا وبين المتصدر يقارب 10 نقاط ورغم صعوبة المهمة في ظل الإمكانيات التي يملكها النادي حاليا إلا أنني أراهن على الروح العالية للاعبين وأنها كافية بعد توفيق الله عز وجل للحصول على هذا اللقب الكبير.
• هل من جديد حول المشاريع الاستثمارية لرفع مستوى الدخل في الفريق الاتحادي؟
نعم أطلقنا مؤخرا بطاقة جديدة خاصة بالجماهير وهي بطاقة مزايا التي تتيح للمشجع الاتحادي العديد من الامتيازات والخدمات داخل النادي وخارجه مقابل 150 ريالا فقط لكن الأمر المؤسف أن المشتركين في هذه البطاقة لم يتجاوز 50 مشجعا حتى الآن ورغم عتبي على الجماهير الاتحادية الوفية إلا أنني لا أستطيع أن ألومهم بسبب قلة الوعي الاستثماري لدى الجماهير الرياضية في المملكة بشكل عام حيث يعتقد المشجع أن النادي لايستفيد من هذه الرسوم وأن الشركة المسوقة هي المستفيد الأكبر وهذا غير صحيح وأنا هنا أناشد الجماهير الاتحادية بالوقوف مع النادي في هذه الفترة الصعبة والقيام بدورها كشريك استراتيجي مهم.
الدور على الجماهير
• ألا تخشى أن يقال إنك تستجدي الجماهير بهذا الكلام؟
لايهمني ما يقال فقد قيل الكثير وأنا أتحدث بمنطق احترافي فالنادي الملكي الإسباني ريال مدريد عندما تعاقد مع اللاعب الإنجليزي بيكهام بمبلغ 22 مليون يورو طرح قميص اللاعب للبيع وفاقت المبيعات حجم الصفقة بكثير وهذا هو الدور الحقيقي الذي يجب أن تلعبه الجماهير لدعم ناديها في عصر أصبح فيه الجمهور عاملا مؤثرا في التعاقد مع شركات الرعاية وغيرها من القنوات الاستثمارية.
• هل صحيح أن اجتماعكم الأخير في منزل رئيس النادي كان بغرض التفكير في الرحيل؟
هذا غير صحيح إطلاقا ولو كنا نريد الرحيل لغادرنا مباشرة بعد تتويجنا بكأس الأبطال لكننا مستمرون بإذن الله حتى انتهاء فترتنا الرئاسية والتي تنتهي عام 2016.
لن أستقيل
• ما الذي قد يدفعك للاستقالة؟
لايوجد ما يدفعني للاستقالة إلا شعوري أنني غير قادر على تقديم المزيد للكيان الاتحادي وعدا ذلك فسأستمر في خدمة الاتحاد بكل ما أملك.
• هل من الممكن أن نراك رئيسا لنادي الاتحاد يوما ما؟
لو احتاج الاتحاد لوجودي في منصب الرئاسة فلن أتردد في ذلك وهذا شرف كبير لي.
النقد الهادف غائب
• كيف تقيم الإعلام الرياضي؟
بصراحة لا أميل لمتابعة الإعلام الرياضي وخاصة الصحافة لما فيها من السب والكذب والأخبار الملفقة والتجريح والإساءة والإهانة وهذا يتناقض مع الأهداف الحقيقية للإعلام حيث من المفترض أن يكون الإعلام الرياضي شريكا للأندية ومكملا لها ويقوم بالتصحيح والتوجيه والتوعية والتثقيف والنقد الهادف البناء وهذا للأسف الشديد لايتوافر في إعلامنا الرياضي إلا من رحم الله.
• يقال بأنك من تدير الأمور فعليا في البيت الاتحادي كيف تعلق على ذلك؟
أنا نائب لرئيس النادي الأستاذ محمد الفايز ولو كنت رئيسا للنادي لتدخلت في كافة الملفات مثل الاستثمار والتسويق والأمانة العامة والمحاسبة لكنني مجرد مستمع لهذه الملفات في مجلس الإدارة.
• إذن لماذا تظهر في وسائل الإعلام أكثر من رئيس النادي؟
لأنني مسؤول عن فريق كرة القدم وهذا ما يبحث عنه الإعلام لذلك تجد الأضواء مسلطة تجاهي بشكل كبير ولو كنت معنيا بفريق كرة السلة لما وجدت هذا الاهتمام.
• في نهاية هذا الحوار ماذا بقي من حديث؟
فقط أشكرك على هذا الحوار الشيق وأتمنى أن يكون القادم أجمل للجماهير الاتحادية وأعدهم ببذل كل ما يمكن لرسم البسمة على محياهم.