(جدة) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ يواجه المسرح السعودي أزمة حقيقية تمنعه من النهوض واللحاق بركب المسرح العربي والعالمي، حيث تتعدد الأسباب وتتشعب الإشكاليات بحيث يصعب على المتابع من أين يبدأ البحث والتقصي عن العراقيل التي تكبل المهتمين والمشتغلين بهذا القطاع الهام في حياة الشعوب وتمنعهم من صناعة حركة مسرحية سعودية تليق بالمملكة وشعبها التواق للثقافة والأدب. «عكاظ» بحثت القضية مع عدد من المختصين والمهتمين وخرجت بمايلي: بداية قال ياسر مدخلي إن الواقع الذي يعيشه المسرح السعودي لا يختلف كثيرا عن ماضيه فمازال الفعل يراوح مكانه لأسباب عديدة ومتنوعة تراكمت على مشتغليه مما جعله جسدا مثخنا بالضربات الموجعة، ومن تلك الأسباب الذهنية الاجتماعية التي تصور المسرح ضمن إطار العمل الترفيهي المنتج للمتعة والترف والتسلية في حين كانت التسلية تعاني حربا أدخلها في دائرة الفسوق والبدع. وأضاف: «أنا أعتبر أن المخرج من هذا الواقع يرتكز على فهمنا للمسرح بشكل دقيق وان نتعامل معه (وخصوصا المسرحيين) ككائن حي ننمي علاقتنا به ليكون لسانا وفكرا وقلبا لنا تتشكل روحه من قضايانا ويعلو صوته بأفكارنا ويرقص على ضحكات متلقيه ويحتضن كل حزن في دواخل الضمير الجمعي.. وتابع المسرح السعودي بحاجة لمسؤول واع لدوره الهام كوسيط من وسائط التنشئة الاجتماعية فمن خلاله تبرز القيم وتتكون النظرة تجاه قضايا الحياة بشتى أصنافها، والمثير للشفقة أن مسرحنا يقابل بالتكريم والدهشة في الخارج والوطن تأخر كثيرا في التنمية الثقافية مما جعل نسبة الفعاليات الثقافية أقل بكثير من الفعاليات السياسية والدينية والاجتماعية والتعليمية .. والمسرح لم يحض بالتفاتة تليق به حتى على مستوى الصحافة والتلفزيون.. أمام الفنان عبد الرحمن الخريجي أحد رواد التمثيل المسرحي والتلفزيوني في المملكة فقال: «المسرح السعودي يعيش في أزمة حقيقية نتيجة لعدة أسباب لكن أهمها الفكرة السائدة في المجتمع حول المسرح والتمثيل على وجه العموم والتي تعتبره محرما شرعا. ولذلك لا تجد من يشجع المسرح أو يذهب لحضور المسرحيات إلا قلة من الناس وهذا يعكس نفسه على واقع المسرح السعودي بكل عام. وعن وجود النصوص المسرحية قال: النصوص المسرحية هي انعكاس لهذا الوضع فإذا وجدت حركة مسرحية قوية وجمهورا متفاعلا معها ستجد من يكتب للمسرح. من جهته قال المخرج المسرحي علي السعيد إن أزمة المسرح السعودي ليست بعيدة عن أزمة الثقافة بشكل عام في المملكة والجانب الإداري والمالي يشكل حيزا كبيرا منها فوزارة الثقافة والإعلام حتى الآن لم تفلح في أن تقدم نفسها للمسرح كما ينبغي فلا هي دعمت جمعية المسرحيين المعطلة ولا هي دعمت جمعية الثقافة والفنون كما ينبغي، بل إن بعض مسؤولي الوزارة سخروا من تقشف الجمعية ذات يوم، فأي نتيجة نرجوها من مؤسسة محدودة الإمكانيات ميزانية النشاط فيها لكل فرع 50 ألف ريال. في حين أن وكالة الوزارة للشؤون الثقافية تقوم بإنتاج أعمال مسرحية خاصة بها وكأنها تنافس بها مؤسساتها. تمر الآن الدورة العاشرة لمشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث ولم نسمع عن أي مسار للفنون بشكل عام والمسرح بشكل خاص .. غياب ابتعاث الكفاءات المسرحية سيؤدي إلى نضوب المعين الإبداعي لدى المجتهدين، باختصار لا توجد استراتيجية لتسيير النشاط المسرحي بالمملكة والأمر يسير بالبركة.