عرضت فرقة ورشة جمعية الطائف للثقافة والفنون مسرحية (سفر الهوامش) من تأليف فهد رده الحارثي وإخراج أحمد الأحمري وذلك مساء يوم الأربعاء 7/6/1426 على مسرح إدارة التربية والتعليم ضمن المهرجان المسرحي الأول الذي يقام بمنطقة الباحة وينفذه فرع جمعية الثقافة والفنون بمنطقة الباحة حيث بدأ المهرجان بكلمة ترحيبية لمدير فرع الجمعية الأستاذ عبد الناصر الكرت تلا ذلك كلمة عبد العزيز العسيري أحد أعضاء الورشة المسرحية بالطائف حيث انطلق أولى فعاليات العروض المسرحية بعرض فرقة الطائف لمسرحيتهم (سفر الهوامش) حيث استغرق العرض المسرحي ساعة وقد نالت المسرحية استحسان الحضور وحققت نجاحا باهرا من خلال أضلاع مثلث النجاح المسرحي من حيث النص والعرض والممثلين فقد كان النص يتنقل داخل البيئة الاجتماعية ليصور الحراك الاجتماعي وما يدور داخل المجتمع وما يحيط به ومدى التأثر والتأثير داخل البناء الاجتماعي بأسلوب رمز وبعبارات مختزلة رصينة تعبيرية وخيالية وإيحائية من خلال أداء الممثلين الذي أضاف إلى النص نجاحا آخر من حيث الأداء اللغوي والأداء الحركي والتعبيري أما عن عنصر الإخراج في (سفر الهوامش) فقد جاء سهلا ممتنعا من حيث الملابس العادية التي تدور في حياة المجتمع بشكل تلقائي فجاءت غير مفتعلة أما الإضاءة فجاءت إيحائية مع بعض المقاطع بين اللون الأحمر والأصفر والإضاءة العادية المتدرجة التي يشاركها الإعتام في مقاطع أخرى وجاء أيضا الديكور بسيطا جدا ومتواضعا في مكوناته تعبيريا يحركه الممثلون ليضيفوا من خلال تحريكه وتحركهم به أبعادا رمزية مختلفة تنطلق من اتجاه الحركة وشكلها كذلك الإكسسوار البسيطة المعبرة لتكتمل المنظومة بمؤثرات صوتية مؤثرة مصاحبة في التعبير والحركة لتخلق هذه العناصر مشاهد مسرحية فرضت الإنصات واستثارة الأذهان من اللحظات الأولى حتى نهاية المسرحية. تلا ذلك جلسة نقدية أدارها الدكتور علي بن محمد الرباعي وشارك فيها فهد الحارثي وعبد العزيز العسيري رئيس مسرح فرع الجمعية بالطائف حيث استمعا إلى العديد من المداخلات والأسئلة حول عرض المسرحية من خلال النص وأخرى من خلال الممثلين وأخرى من خلال الإخراج. (ثقافة اليوم) التقت في لقاء خاص بمؤلف المسرحية فهد ردة الحارثي وتناولت معه العديد من القضايا التي تخص المسرح السعودي والذي جاء رده حولها قائلا : لقد أهدينا هذه المسرحية إلى الأستاذ عبد الرحمن المريخي لأنه علم مسرحي سعودي ورائد من رواد الحركة المسرحية السعودية والخليجية خاصة في مسرح الطفل وهذا الإهداء الأول من نوعه كما أن المسرح السعودي يعاني في الواقع من أزمة مشروع مسرحي صحيح أن لدينا نشاطا مسرحيا بجهود ذاتية من فرق مسرحية لكن لا يصل إلى المستوى الذي نسميه بمشروع مسرحي أما عن مسئولية المسرح فهي مسئولية مشتركة بين العديد من المؤسسات الثقافية وليس حكرا على جهة واحدة وعن أزمة النص فأنا أقول ليس هناك ما يسمى بأزمة نص وأبدا هذه المشكلة لم تعد موجودة إنما المشكلة والأزمة هي أزمة فكر أما عن دور وزارة التربية والتعليم كواجهة أولى في هذا الفن وبوابة يعبر من خلالها النشء فآخر إحصائية حول عدد المسارح وجد أن لدينا في المملكة أكثر من (2000 مسرح) فوزارة التربية والتعليم ميعت هذا الفن وأذابته لتدخله تحت مسمى النشاط الثقافي الذي يندرج تحته العديد من الأنشطة وهذا يعني عدم اعترافها بالمسرح كفن على الرغم من أن هذا الفن كان نشاطا مستقلا له برامجه وآلياته أما الناقد المتخصص فحضوره مهم في أي عمل لأنه بدون شك سيثري العمل المسرحي ويكون أحد أسباب تطوره أما يا أخي النص الذي يصل إلى الجمهور اليوم فأنا أرى كل النصوص تصل متى ما تم الوصول أصلا إلى الجمهور أما عن الحركة المسرحية التي تميزت في (سفر الهوامش) فهذا سؤال جميل يعتمد على رؤية نقدية فأنت ترى أنه يعود على عناصر العرض أولا ثم النص ثانيا وهذا رأي علمي نقدي دقيق لكني أضيف إلى ذلك أن المحصلة المسرحية هي الصورة بمختلف مكوناتها أما بالنسبة للدعم فهو بدعم من أعضاء الورشة نفسها وعن دور وسائل الإعلام فبدون شك مقصر كل التقصير خاصة التلفزيون فعلى سبيل المثال ما عرض هذا العام من مسرحيات الجنادرية كان يعرض بعد (الساعة الواحدة والنصف ليلا) وعن دور الجمعيات عامة في دعم الحركة المسرحية وتبنيها كمشروع مسرحي يقول منذ أن تأسست أول جمعية للثقافة والفنون منذ أكثر من (25 عاما) وحتى اليوم بكل أسف دورها كيف تحمل هذا الفن غيرها من الجهات الأخرى التي يفترض أن دورها مساهمة معها في هذا الفن الرائد وختاما فالمستوى الذي حققناه عربيا أدهش المهتمين بهذا الفن حتى أن البعض اعتبره ضرب من الخيال أو صدمة بواقع فريق مسرحي يعمل ذاتيا بهذا النجاح والتميز وختاما أسمح لي أن أقدم شكري لصحيفة الرياض على هذه التغطية والحضور المسرحي الهادف المتميز.