(أبها) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ يحتفى أبناء منطقة عسير بتراثهم العمراني، فهم يرون فيه وجوه وحكايات آبائهم وتاريخ أجدادهم، يرون في أبواب منازلهم العتيقة آفاقا متجددة لا منطوية ولا ماضية، يشمون في رائحة طينها عطر النقاء والطهر والإخلاص للأرض التي ولدوا فيها وعشقوها. ولكل منهم حكايات متميزة في الحفاظ على تراثهم العمراني، تستحق كل منها أن تروى وتحكى. قرية العرش، واحدة من فصول التاريخ التي تمتد إلى ما يقارب 7 قرون، حيث يؤكد المشرف على القرية الأثرية الواقعة شمالب محافظة النماص صالح محمد الشهري «بدأنا الحفاظ على تراث الآباء والأجداد بالقرية التي يزيد عمرها على 700 عام وتقع على مساحة تقارب 20 ألف متر مربع، تضم حوالى 100 منزل، بحيث تكفل كل مواطن بترميم منزله القديم، بينما قامت بلدية النماص برصف ممرات وطرقات القرية وإنارتها»، مبينا أن المواقع التي كانت تقام فيها مناسبات الختان والزواج وتسمى بالجرين وحاليا بالبرحة أو الساحة، طورت بجهود الأهالي أيضاً. ورغم ذلك إلا أن الشهري لم يخف التطلع إلى تطوير القرية أكثر وإقرار وضع الحراسات للمتاحف الخاصة، منوهاً في الوقت ذاته بأنه تم تسجيل متحف العرش. ويستعيد الشهري ذاكرة بناء القرية، قائلا «بنيت من الحجارة، حيث كان الناس قديما يقومون بعملية تصليح الحجارة في الجبل وتهذيبها ونقلها على الجمال إلى مكان المنزل، ثم يتواصل صاحب المنزل مع أقاربه الذين يفزعون له بالبناء والمساعدة، فتصل المباني إلى 4 أدوار في القرية، وأقلها دوران، يصمم حسب طلب صاحب المبنى»، لافتاً إلى أن الكبير يسمى «ساحة» والصغير «منزل» أو «بيت»، وأن جميع التصميمات متشابهة. وأضاف «لم يكن هناك اهتمام بالنقش في قرى رجال الحجر كما في قبائل عسير، حيث كانوا يستخدمون الطين الأبيض والأسود، وينقش بالطين في الزوايا، كما تضم القرية بئرا أثرية، وهي أحد أسباب التجمع السكاني، ولا تزال المياه موجودة، وهناك حصون في الجبال كحراسة للقرية، إضافة إلى المتحف الذي يضم 3 آلاف قطعة تراثية، تم إحياء جميع الأشياء التي كان يستعان بها في الماضي من الأدوات الزراعية والمطبخ وإحياء الدكاكين القديمة والبضائع». وتعد قرية آل عليان، هي الأخرى قلعة شاهقة على مساحة 40 ألف متر مربع، حيث يوضح صاحب قرية آل عليان التاريخية صالح محمد آل عليان العمري أن القرية تضم 96 غرفة في قلعة آل عليان، وباقي المباني أكثر من 20 مبنى. ويتعمق في توضيح الجهود التي بذلت في سبيل الحفاظ على القرية وطابعها الفريد، قائلا «رصفت القرية وأنيرت، بناء على تعليمات رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، فيما قمت بترميم حوالى 60 حجرة بتكلفة تزيد على 400 ألف ريال، حباً في تراث أهلي وأجدادي، ونتطلع لوجود دعم لإكمال تطوير القرية والقلعة»، مشيرا إلى أن الزوار يحبون مشاهدة القلعة والحصون التي يبلغ ارتفاعها من 4 إلى 6 أداور من الحجر، والمقابر والمشهرة «غرفة الحراسة» والساحة الشعبية ومكان الضيافة القديم، بالإضافة إلى متحف قرية ال عليان الذي يضم أكثر من 3 آلاف قطعة تحتاج إلى الاهتمام بها. وهناك قصر بن هتيل، الذي يمثل تراث الآباء والأجداد، ويؤكد صاحب قصر بن هتيل التاريخي في محافظة بيشة عبدالله مفرح بن هتيل أن القصر بني من الطين والحجر بارتفاع 3 أداور، ويضم غرف للمعيشة والنوم والمجالس والحصون في الدور الثالث، حيث يبلغ عمر القصر 300 سنة في حي قنيع. ويبين الصعوبات في سبيل التمسك بهوية القصر «قمت بالإشراف على القصر وترميمه وتطويره وصينته وإضافات خارجية وضيافة عبارة عن مجالس من حجر ودورات مياه وصالات للزوار والاجتماعات وغرف طعام، بتكلفة بلغت أكثر من مليوني ريال، مع العمل بالشكل التراثي والحفاظ على الشكل القديم، رغم الصعوبات التي واجهتها، فالقصر ملك لوالدي وجدي وورثته عنهما». ولفت بن هتيل إلى أن القصر يضم قطعا أثرية نادرة، عددها أكثر من 3 آلاف قطعة، متطلعاً للدعم في تطوير المواقع الخارجية وتوسعة الموقع وإيجاد مطاعم شعبية وأجنحة فندقية زراعية وكذلك تطوير زراعة النخيل والبئر التي يزيد عمرها على 4 آلاف عام ليكون معلما من معالم الوطن. وأشار إلى أنه تشرف بزيارة رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار الأمير سلطان بن سلمان قبل 3 سنوات وأخرى في مهرجان البادية عام 1435، وحصل على جائزة أفضل قصر تراثي على مستوى المملكة.