عبدالعزيز الربيعي (الطائف) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ قبل أكثر من 60 عاما من الآن بدأت فكرة إنشاء مشروع طريق حيوي يربط بين مدينة الطائف ومرتفعات الهدا بطريق سريع آمن وصولا إلى مكةالمكرمة.. وفي ذلك الوقت بادر الملك سعود بن عبدالعزيز، يرحمه الله، بزيارة إلى منطقة الهدا أثناء فترة اصطيافه في العام 1375ه، حيث أصدر أمراً إلى وزارة المواصلات بإنشاء وتوسعة مشروع طريق الطائف - الهدا - مكة وأثناء زيارته، يرحمه الله، إلى الطائف وجه مؤسسة محمد بن لادن بتنفيذ المشروع وتكملة الطريق وصيانته، حيث تابع مراحل التنفيذ ولي العهد آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالعزيز يرحمهما الله. بدأت الاستعدادات للاحتفال بافتتاح طريق الطائف - الهدا - مكة الجديد، وهو أول طريق من نوعه في الشرق الأوسط في ذلك الوقت.. ودعي للحفل الحاشد عدد كبير من رجال الدولة وأعيان البلاد والسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي، والطريق الذي يربط مكةبالطائف الذي بدأ العمل مع بداية عام 1378ه (1958م)، تم افتتاحه في يوم الأربعاء الموافق 3 صفر 1385ه الموافق (1965م) تحت رعاية الملك فيصل بن عبدالعزيز. ويعد الطريق كما هو معلوم الشريان الرئيس لمدينة الطائف فهو يربطها بمكةوجدة كما يربط شرق المملكة وجنوبها بغربها. وعلى طوال 50 عاما مضت كان طريق الهدا هو مقصد السالكين والمسافرين وقاصدي مكةالمكرمةوجدة دون إغلاق أو حوادث مرورية تذكر ليتم تصنيف طريق الهدا في قائمة أجود وأفضل الطرق السريعة، إذ صمد كثيرا أمام عوامل التعرية بالرغم من أنه طريق على مسارين. العناية المركزة في العشر السنوات الأخيرة تدهورت أوضاع طريق الهدا بعد أن صدرت التوجيهات بتوسعته وتعرض لعدد من العمليات الجراحية المختلفة ولكن تلك العمليات لم تسهم في شفائه بصورة طيبة، بل إن البعض يرى أن العمليات الجراحية ربما فاقمت من حالته حتى إنهم اقترحوا إدخاله إلى قسم العناية المركزة خصوصا في مواسم المطر حتى أصبح إغلاقه أكثر من انفتاحه نتيجة الحوادث المتكررة والانهيارات الصخرية والانزلاقات المتكررة التي دفع ثمنها بعض الضحايا الأبرياء، حيث لم تشفع 450 مليون ريال تكلفة ازدواج الطريق لأن يصمد أمام حركة السير والأمطار. عقبة المحمدية عبدالله القرشي يستغرب هذا الوضع الذي يشهده طريق الهدا من إغلاقات متكررة وسقوط للصخور بصورة يومية مزعجة، ويؤكد أن السنوات الخمسين الماضية كان الطريق على اتجاه واحد غير أنه أفضل حالا من الآن، مشيرا إلى أنه عندما ينوي زيارة الطائف يستعد أولا لمهاتفة أقاربه أو من سبقوه في ذات الطريق لسؤالهم عن الأوضاع ومن يدخل الطريق دون سؤال ربما يتم توجيهه إلى طريق السيل البعيد في رحلة طويلة وشاقة يختصرها طريق الهدا دائم الإغلاق. وفي هذا الشأن يقترح المواطن عمر الحارثي أن يتم وضع أنفاق في المواقع الخطرة بغرض حماية المسافرين وسالكي الطريق من تساقط الصخور وانهياراتها المفاجئة، ويرى الحارثي أن طريق عقبة المحمدية كان البديل المنتظر للهدا لكن طال الأمد ولم يتم إنهاؤه بعد. تحريك النفق تحريك مشروع نفق الكر الذي يربط بين محافظة الطائف ومنطقة مكةالمكرمة، يتطلع إليه سكان محافظة الطائف مؤملين من الجهات المختصة الاهتمام به لينضم إلى الجهود المباركة باعتماد مطار الطائف الدولي. وكانت الآمال قد انتعشت بعد أن صدرت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بتنفيذ مشروع نفق يربط الطائفبمكةالمكرمة، بعد أن وجه سموه محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر بالرفع له مباشرة عن المشروع، قائلا: «لن نبخل على مكةالمكرمة بشيء، وعليكم الرفع لي بتقرير عن المشروع فورا لمناقشته في مجلس الوزراء في أقرب فرصة، وأكد سموه حرص خادم الحرمين الشريفين على دعم كل ما من شأنه تطوير مكةالمكرمة». محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر أكد مجددا حرص سمو ولي العهد، وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة على دعم كل ما من شأنه تطوير المنطقة ومحافظاتها، لافتا إلى أن توجيه سمو ولي العهد يخدم المشاعر المقدسة والمنطقة بأكملها، مؤكدا أن الآمال معقودة في أمير منطقة مكةالمكرمة لدعم المشروع حتى يتحول إلى واقع يخدم الجميع. اختصار الوقت يصل طول مشروع النفق 11 كيلو مترا، ويحتوي على نفق تحت الجبال قطره يصل إلى 13.5 متر بينما ارتفاعه 8.7 متر، فيما حددت الدراسة بداية النفق من منطقة الخالدية في محافظة الطائف بجانب نفق المياه القديم ونهايته في منطقة نعمان بداية مكةالمكرمة، ليكون نفقا مزدوجا باتجاهين بواقع ثلاثة مسارات وعرض ثلاثة أمتار للاتجاه الواحد، مزودا بأحدث تقنيات السلامة، فيما ستربط المسارين أنفاق عرضية للطوارئ على بعد كل 300 متر للإخلاء في حالة الحوادث والطوارئ.. انبثقت فكرة النفق بعد تنفيذ مشروع إيصال المياه من محطة الشعيبة 1 إلى الطائف، والذي تم بواسطة أنابيب مرت عبر جبال الهدا، حيث كان تمرير الأنابيب عبر نفق خاص بالهدا، بمثابة بادرة لمشروع أكبر وهو تمرير نفق من خلال الجبل، وتبلورت فكرته بانتظار الموافقة على الاعتمادات ليكون بعد تنفيذه أطول نفق مزدوج في المملكة. مصدات واقية كشفت مصادر «عكاظ» أن الدراسات لتنفيذ مشروع النفق وضعت العديد من الحلول لمعاناة وإشكاليات السكان وهي أن طريق الهدا الذي يزيد طوله على 40 كيلو مترا تستهلك فيه إطارات السيارات ومحركاتها وتختصر في عمرها الزمني. ويمثل مشروع النفق طريقا سريعا يختصر المسافة بين مدينتي مكةالمكرمةوالطائف، وكانت غرفة الطائف تبنت في وقت سابق إعداد دراسة وتصاميم أولية للمشروع وجدواه الاقتصادية عن طريق أحد المكاتب الهندسية الاستشارية.وفي المقابل يقول ل«عكاظ» مصدر مسؤول في وزارة النقل إن هناك دراسة لعمل أنفاق في عدد من المواقع بغرض إيقاف تساقط الصخور والانهيارات المتكررة في بعض المواسم، حيث ستساهم الأنفاق في منع الصخور من التساقط على الطريق لتكون مصدات للرمال والحجارة حتى يستطيع المسافرون وسالكو الطريق السير بأمان إلى مقاصدهم.