ما زالت معاناة سكان قرى الصخرة وما جاورها من هجر في محافظة ميسان تتنامى مع الطرق الترابية والصخرية الوعرة لأكثر من 20 عاما، وسط مطالبات وبحث في مكاتب وزارة النقل والبلديات والدوائر الحكومية عن العائق الحقيقي وراء ذلك دون جدوى، فيما تكمن المشكلة في استلام أحد المقاولين مشروع السفلتة للطريق حيث أنجز نصفه، فيما تبقى النصف الآخر في انتظار تعميد ميزانية من سنوات رغم أن طوله لا يتجاوز ال 5 كيلو مترات. ويفيد كل من دخيل الله ومحمد بن راضي الحارثي أن المقاول استلم المشروع واختفى بعد إنجاز نصفه تقريبا منذ سنوات عديدة وإلى الآن لم يتم اعتماد أي مقاول أو ميزانية أو إدراج ما تبقى من الطريق الذي يربط بين مركزي ميسان وثقيف ويعد شريانا مهما جدا لتنقل الأهالي، حيث يقدر المتبقي منه بحوالي 5 كيلو مترات فقط. وأضاف مسفر الحارثي أنهم يتكبدون عناء الطريق بصفة يومية جراء الغبار ووعورته لإيصال بناتهم وأبنائهم للمدارس فيما يزداد الأمر صعوبة في موسم الشتاء ومع هطول الأمطار حيث تتسبب السيول في جرف الطريق الترابي وقطعه وعزل القرية وساكنيها الذين يزيد عدد سكانها على 600 نسمة عن العالم الخارجي خاصة أنه لا يوجد بالقرية أي خدمات أو محلات ويعتمد الأهالي على جلب احتياجاتهم من الأسواق المجاورة لهم. مشيرا إلى أن قرى الصرخة وبيضان وصرار ووادي رخمات وقرى الحمه وقرى الصور ما تزال محرومة من الأسفلت، حيث ما يزال بعضها معتمدا من قبل وزارة النقل والبعض الآخر خارج اهتمام البلدية، فيما يأمل الأهالي إنهاء معاناتهم مع هذه الطرق الترابية التي أتلفت سياراتهم، وتسببت في هجرة العديد من سكان القرى والهجر بمحافظة ميسان إلى المدن، فيما تحلى الباقي منهم بالكفاح وحب القرية وتحمل على عاتقه ألم الطريق خاصة من المهتمين بالزراعة وتربية المواشي والنحل وغيرها من المنتجات التي تشتهر بها قرى محافظة ميسان عامة. ويحدو الأهالي أمل كبير في أن يتم ترسية المشروع على أحد مقاولي الشركات للبدء في تنفيذ السفلتة المتوقفة منذ اختفاء المقاول الأول لطريق داماء الصخرة، فيما أكد مصدر بوزارة النقل أن المشروع منفذ كمرحلة أولى بتكلفة تقدر بثمانية ملايين ريال وتبقى مرحلة أخرى ستعتمد خلال الموازنة في العامين المقبلين، فيما أوضح الأهالي أن هذه التكلفة هي لكامل المشروع بطول 9 كيلو مترات، لم ينفذ منها سوى 4 كيلو مترات، مبدين دهشتهم من استلام الوزارة للمشروع دون اكتمال حسب ما هو موضح بالعقد المبرم، فيما ظلت الوصلة المتبقية على وضعها منذ سنوات، ووعد مصدر مسؤول في فرع وزارة النقل بمتابعة المشكلة وإيجاد الحلول الجذرية لها.