منذ أكثر من ربع قرن يترقب سكان قرى جنوبي محافظة الطائف موافقة وزارة النقل على ازدواجية الطريق السياحي مقصد المتنزهين والسياح والباحثين عن الراحة بعد أن حباها الله بذلك الجمال. وتعد قرى بني سعد، ميسان، بني مالك وثقيف من أبرز المراكز على الطريق السياحي وتقع على ارتفاع يتجاوز 1200 مترا عن سطح البحر. فيما ساهمت الخدمات التي وفرتها الحكومة في توطين سكان تلك القرى وعودة الكثير منهم إلى قراهم رغم الخطر الذي يتربص بهم عند الذهاب والعودة عبر الطريق السياحي، وذلك بعد أن تم إيصال المياه واستحداث فرع للكليات للبنات والبنين ودعم الشبكات الهاتفية وإيقاف القطوعات المتكررة للكهرباء في وقت كان يضطر فيه الأهالي إلى العودة للماضي خاصة عند هطول الأمطار أو الغيوم، وذلك باستخدام المولدات القديمة حتى عودة التيار الكهربائي إلى منازلهم، ولا يقتصر انقطاع التيار الكهربائي في قرى جنوبالطائف على قرية بعينها بل يشكل الانقطاع معاناة متكررة للسكان دون أن تتم معالجته من قبل شركة الكهرباء، ما كبد السكان خسائر كبيرة في الأجهزة المنزلية وتلف المواد الغذائية. ومازال العديد من سكان المحافظات وقرى جنوبيالطائف يعانون من غياب الخدمات وتأخر تنفيذ المشاريع البلدية وذلك بعد أن أصبح إسناد المشاريع التنموية لشركات ومؤسسات تنقصها الإمكانيات من حيث المعدات والأيدي العاملة والقدرة على تنفيذها في موعدها المحدد، ما أدى لتأخير تنفيذ بعضها وتعثر بعضها الآخر، مما تسبب بدوره في تحول الشوارع إلى حفر وتشققات، بينما توقفت المشاريع الصحية دونما أي غرامات مالية، وهذا ما كشفته الشوارع التي تئن تحت وطأة الإهمال، وتوقف عدد من المراكز الصحية والمستشفيات لأكثر من عشر سنوات، ورغم التلويح بالعقوبات من قبل الجهات المختصة ضد الشركات المتعثرة، إلا أن ذلك الوعيد وقع بردا وسلاما على المقاولين، ما سهل عليهم تعطيل المشاريع وتنفيذها بالطرق البدائية وبأقل الأسعار، ما حدا بالمواطنين للمطالبة بإيجاد حلول جذرية لتعثر المشاريع وضمان تنفيذها وتسليمها في موعدها المحدد وبكامل الجودة والمواصفات، وذلك في ظل الميزانيات الكبيرة التي تنفقها الدولة على تلك المشاريع، مع توقيع أقصى الغرامات بحق المتلاعبين بالمشاريع. منذ أكثر من 20 عاما وأهالي قرى جنوبالطائف يترقبون مبادرات وزارة النقل في اعتماد تنفذي ازدواجية الطريق السياحي للأهمية السياحية لهذا الطريق والأعداد الكبيرة التي يسلكها المسافرين والسكان في أكثر من ألف قرية ما يشكل خطرا عليهم خاصة وقت الإجازات وموسم الأمطار. ويعاني سكان جنوبالطائف من غياب الكليات ما أجبرهم على الرحيل مع أبنائهم وبناتهم إلى المدن المجاورة للبحث عن فرص للقبول خاصة الفتيات حيث تبدأ الأسر بالرحيل بعد الثانوية العامة وترك منازلهم أو الحرمان من الدراسة الجامعية، فيما تضطر الكثير من الطالبات للدوام اليومي في الطائف والباحة وقطع مسافات يتعرضن خلالها للخطر وسط مطالبات بافتتاح كليات للبنات جنوبالطائف حماية للطالبات من الحوادث التي تتربص بهن وقت الأمطار والضباب. ومن جهة يشكل تعثر مشروع سفلتة قرى بني سعد منذ عامين، معاناة للأهالي الذين قطعتهم السيول ومنعتهم من الوصول إلى قراهم في جدارة، الذويبات، بلاد ربيع واللهوب، وحرمانهم من الخدمات، فيما أرهقت الطرق الأهالي وغابت الأرصفة والإنارة، مطالبين بتشكيل لجنة للوقوف على القرى التي مازالت تعاني من غياب السفلتة وسط تجاهل وصمت البلدية والمجلس البلدي. «عكاظ» علمت من مصادرها وقوف لجنة من جامعة الطائف على عدد من المواقع في محافظة ميسان لتحديد موقع لفرع للجامعة في المحافظة، فيما قلل مصدر مسؤول في وزارة النقل في حديثه ل«عكاظ» من اعتماد ازدواجية الطريق السياحي.