الاستشراف يحمل في مضمونه معاني النظر إلى الشيء البعيد ومحاولة التعرف عليه واتخاذ كل السبل التي توصل إلى ذلك بدقة؛ كالصعود إلى مكان مرتفع يتيح لك فرصة أكبر للاستطلاع والإطلاع، واصطلاحا هو اجتهاد علمي منظم يرمى إلى صياغة مجموعة من التنبؤات المشروطة التي تشمل المعالم الأساسية لأوضاع مجموعة ما عبر مدة زمنية للوصول إلى هدف محدد.. وما دعاني لاختيار هذا الاستشراف ما أراه من وجهة نظر شخصية لما سيذهب إليه النادي الملكي في نهاية هذا الموسم، وهو تحقيق حلم المجانين الذي طال أمده. فالفريق وفق المعطيات يسير بخطى حثيثة باتجاه تصدر جدول ترتيب فرق دوري جميل، ولديه من المحفزات ما يجعله يحرص على الثبات في مستوى لاعبيه وتقديمهم إضافات نوعية داخل المستطيل الأخضر تمكنهم من حصد نقاط النزالات المقبلة، دون النظر لما تؤول له مباريات الفرق الأخرى، رغم أنها تصادق على الخطوات السابقة التي يسير عليها الملكي باتجاه كسب النقاط الكاملة. وتأكيدا لهذا المطلب الملح، ومتى ما أراد مسيرو القرار في النادي الأهلي، فإن عليهم «الانكفاء» حول لاعبي النادي والالتصاق بهم والانصهار معهم والقرب منهم وتحفيزهم وشحذ الهمم معنويا ونفسيا وإبعادهم عن الضغوطات الجماهيرية والشحن النفسي ومتابعة الإعلام؛ حتى يكون جل اهتمامهم التركيز ولا غيره وينصب عملهم داخل الملعب بانسيابية وبعيدا عن التشنج؟، ومع كل هذه المؤشرات بإذن الله يتحقق ما يتطلع له محبو وعشاق الملكي.. وغدا لناظره قريب. مباراتان مفصليتان غدا والجمعة المقبلة مباراتان مفصليتان للفريق الأهلاوي يطمح من خلالها لأن يتصدر ترتيب فرق دوري جميل، وإن تحقق له ذلك، فسيكون بمثابة إطلاق شارة السباق مع فرق المقدمة للاستمرار على التقدم نقطيا في سلم الترتيب واحتدام الصراع ومتابعة نتائج الفرق الأخرى لمن سيتعادل ومن يخسر ومن يستمر في حصد الثلاث النقاط تلو الأخرى حتى ينتهي مسلسل المتصدر ويتضح من هو البطل الجديد لهذا الموسم الذي لن يغادر الثلاثة «الأهلي، النصر، الهلال»، وإن كنت أرى أن الأهلي الأقرب لنيل هذا اللقب لعدة معطيات ومؤشرات تمنحه هذه الأحقية، فهو يلعب بوتيرة ومستوى متوازن ولم يهزم حتى الجولة الثانية عشرة وهداف الدوري الأهلاوي عمر السومة وأكثر الأندية تسجيلا للأهداف ومن أقل الفرق تسجيلا في مرماه ويمتلك أفضل العناصر تأثيرا في الميدان سواء الأساسية ومن هي على دكة البدلاء، وما يعيب الفريق قناعات مدربه جروس في إشراك أسماء بعينها وإصراره عليهم في تشكيله الأساسي في كل مباراة ولم يقدموا إضافة نوعية تفيد الفريق وتحسب لهم للبقاء، كما أنه منحهم الفرص تلو الأخرى على حساب إمكانيات لاعبين آخرين لم تستطع لمس «عشب» الملاعب منذ بداية الموسم وحتى الجولة ال11، وما نأمله أن يستفيد جروس من العناصر المتواجدة في دكة الاحتياط ومنحهم فرصة اللعب وخوض غمار المنافسات ليكتسبوا حساسيتهم على الكرة والدخول في أجواء المباريات التي «يحلمون» بها، هذا إذا عرفنا أن الفريق لديه أربعة استحقاقات وجلب هؤلاء بملايين الريالات ولم تشاهدهم جماهيرهم وعشاقهم على أرض الواقع. ممارسات مستغربة يستمرئها البعض بإعلانات التعاقد مع هذا اللاعب، والفريق الآخر بدأ المفاوضات الجادة مع هذا «البركان» ونادٍ أفلس ماديا ولم يعد لديه القدرة لشراء اللاعب «القيصر» ووووو... هذه التصرفات أصبحت بالية ولم تعد الفرق أو حتى المتابعون وعشاق الأندية يأبهون لوسائل التخدير وتشتيت أذهان اللاعبين، كما أن الأجهزة الإدارية في أغلب الأندية باتت ملمة ومحصنة من مثل تلك الرسائل التي عفى عليها الزمن وأضحت «غبار» يحاول الكثير"نفضه» وقذفه خارج أسوار أنديتهم والتفرغ للعمل الجاد، فيما يرى البعض أن مثل هذه الإشاعات من شأنها أن «تشوش» على الفرق المحددة ضمن القوائم المجدولة لهم. حتى الغرباء يرون أن هذا المدلل لا تشمله الضوابط واللوائح المفروضة على البقية وباتوا يسخرون من لجاننا وقراراتها الممجوجة وسياسة فرق تسد والكيل بمكيالين.. وإلى متى؟! سؤال بريء: لماذا كل هذا الغياب غير المبرر عن المباريات الرسمية ل«ياسر المسيليم، محسن العيسى، أحمد العوفي، أمير كردي، ماجد عسيري».