لم يدر بخلد أكثر المتشائمين أن يكون ذاك الحضور المخجل حد البكاء لمجانين الملاعب في مباراة الأهلي أمام الفيصلي، والذي قدر ب12 ألفا فقط، وهي على أرضهم وملعب مدينة الملك عبدالله، في وقت كان الجميع يتباهى بهذا العاشق المتيم، وأنه سيملأ الملعب عن بكرة أبيه بعد غياب قارب على الشهر عن معشوقه، ولكن ما رأته الأعين مساء الأحد الماضي أجبر الكل على «دلدلة براطمه» مستغربا هذا العزوف من عشاق هم من نادوا وهشتقوا بمباراة عليكم ومباراة علينا؟!. فريق الأهلي يسير في الطريق الصحيح، فهو يتشبث بالمركز الثالث ب22 نقطة رغم فقدانه 8 نقاط من تعادلات كان أقرب للفوز بها ولم يخسر حتى الجولة العاشرة، ورغم المطالبات بنسيان النزيف النقطي والتفكير في تعديل الأخطاء واللعب على كسب النقاط الثلاث فيما تبقى من استحقاقات الدور الأول الثلاث «الفتح، التعاون، الاتحاد» من جماهير النادي العطشى لتحقيق حلم الدوري بعد أن اكتملت كل عناصر النجاح والتفوق وظهر الفريق بمستوى مبشر طوال المباريات الماضية، إلا أن لاعبي الفريق ما زالوا يمنون النفس بأن يشاهدوا مجانينهم أمامهم في مدرجات الملاعب فهم الوقود الذي يشد من أزرهم، ويأملون مثلما كانت هفوة التعادل مع الفيصلي أن تكون هي ذات الهفوة في قلة حضور المجانين الذين أصبحوا علامة فارقة يتغنى بها عشاق المستديرة. قناعات جروس برغم إجماع المحللين والنقاد على عدم جدوى اللاعب مصطفى الكبير ومحدودية قدراته، إلا أن مدرب الفريق لا يزال يكابر ويصر على قناعاته بإشراك «المدرعم» الكبير و«التائه» بصاص في التشكيل الأساسي لكل مباراة وإبقاء من هو أفضل منهما بسنين ضوئية عديدة بدكة الاحتياط أمثال مهند عسيري، المقهوي، المؤشر، العوفي... ووو، ناهيك أيضا عن عدم الزج وإشراك من تكبدت الإدارة التعاقد معهما بملايين الريالات ولم يمنحهما فرصة المشاركة لتتعرف جماهير الفريق على مستوياتهما، وهما الظهيران أمير كردي وماجد عسيري اللذان استبشرت جماهير النادي بالتعاقد معهما؛ ليكونا إضافة نوعية للفريق، ولا سيما أن الموسم في بداياته وأمام الفريق استحقاقات أربعة محلية وقارية ويحق لهما أن يشاركا فعليا وأساسيين في المباريات الرسمية. لا أدري بماذا يفكر جروس، وما هي رؤيته المستقبلية في قادم المباريات، وبمن سيزج، وهل يدرك أن مهر الدوري دفع وجيش له هذا الموسم ما لا يخطر على بال؛ كي يتحقق بإذن الله، وما أنا بصدده أن أهمس في إذني هذا السويسري أن الإرث التاريخي الأهلاوي أكبر من قناعاته، ويجب أن يتدخل العقلاء ومسيرو القرار في الأهلي والجلوس معه وإفهامه أن الفريق يملك أفضل العناصر، ويتبقى دوره في توظيف هذه العناصر حسب معطيات كل مباراة، وأن تكون قراءاته متوازنه وتبديلاته مقنعة واختيارات اللاعبين الأفضل إضافة والأكثر جهدا لكل ما من شأنه تظافر الجهود ويتحقق الحلم الذي انتظره العشاق طويلا.. فقط على جروس أن يتفهم أننا في عصر بات الجميع مستوعبا للخطط والتكتيك والتكنيك والوعي، والثقافة الكروية وصلت لأصغر مشجع يقبع في آخر مقعد بالمدرج. ما زلت أراهن على أن الإسباني داني لاعب حريف وسيفيد الفريق وصانع لعب بمواصفات ميسي، لكنه يلعب في غير مركزه ومناطة به مهام تعيق وتحيد من إمكانياته، حبذا لو أطلق له العنان وسترون! أطالب وبقوة الحجة إدارة النادي بتسجيل البرازيلي إيريك في الفترة الشتوية، فالأهلي في أمس الحاجة لصانع لعب يمول السومة ومهند ومساند لداني وتيسير و«خلونا" من نغمة الفريق كله صناع لعب هذا إن كانت هناك أمانٍ وطموحات لتحقيق بطولات هذا الموسم؟.