شدد خبراء سعوديون على أن الاتحاد الخليجي بات ضرورة ملحة في عصر التكتلات السياسية والاقتصادية. وقالوا ل«عكاظ» إن التطورات الإقليمية والدولية تتطلب تكتلا اقتصاديا قادرا على مواجهة التحديات العالمية. وأكد أستاذ إدارة الأعمال والتسويق الدولي في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حبيب تركستاني، أن دول الخليج تحتاج إلى التحول للاتحاد بصورة ملحة، خاصة أن الاقتصاد العالمي والمحلي يشهد تحديات كبيرة تتطلب وجود تكتل اقتصادي قادر على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية. وقال: إن الدعوة إلى الاتحاد الاقتصادي الكامل تعد المرحلة الرابعة من مراحل التكامل الاقتصادي، بعدما اجتازت دول المجلس مرحلة المنطقة الحرة والاتحاد الجمركي والسوق المشتركة. وأضاف: إن الانعكاسات الإيجابية لهذه المرحلة كبيرة ومعروفة، لافتا إلى أن التجربة الأوروبية خير دليل، إذ تمكنت الدول الأوروبية من إنشاء الوحدة الاقتصادية بعد أن أسست السوق الأوروبية المشتركة. وأفاد تركستاني، أن دول المجلس ليست بحاجة إلى نماذج ناجحة لكي تتحول إلى الاتحاد الاقتصادي فهي أسست استراتيجيتها ورؤيتها الاقتصادية على أساس الوصول إلى الاتحاد الاقتصادي الكامل، وهو ما نأمل أن يتحقق خلال المرحلة المقبلة. من جهته، شدد الدكتور سالم باعجاجة أستاذ المحاسبة في جامعة الطائف، على أن التحول من مرحلة التعاون إلى الاتحاد بات ضرورة ملحة تفرضها التغيرات الأمنية والسياسية والاقتصادية للحفاظ على منظومة مجلس التعاون والمكتسبات التي حققتها. وأوضح أن الانتقال إلى مرحلة الاتحاد يتطلب تبني مبادرة خادم الحرمين الشريفين، تسريع مسيرة التطوير والإصلاح الشامل، ترسيخ الوحدة الوطنية استنادا إلى المساواة بين المواطنين أمام القانون وفي الحقوق والواجبات، تسريع مسيرة التطوير والإصلاح الشامل، تحقيق أعلى درجات التكامل الاقتصادي وتجاوز العوائق التي تعترض مسيرة الإنجاز للاتحاد الجمركي والوحدة النقدية والسوق المشتركة. وأكد باعجاجة على ضرورة تطوير التعاون الدفاعي والأمني بما يكفل التصدي بسرعة وفعالية بشكل جماعي وموحد لأية مخاطر أو طوارئ، تفعيل دبلوماسية مجلس التعاون لخدمة القضايا الوطنية والعربية والإسلامية، والتواصل الجماعي مع كافة القوى الإقليمية والدولية وصون المصالح المشتركة في المحافل الدولية، تعميق الانتماء المشترك للشباب وتحسين هويته وحماية مكتسباته. بدوره، أفاد أستاذ الاقتصاد والتمويل الإسلامي الدكتور عبدالرحيم ساعاتي، أن دول الخليج الآن في مرحلة متقدمة من التكامل الاقتصادي، مشيرا إلى أن دول الخليج بدأت من تأسيس مجلس التعاون عمليات التكامل لتصل إلى وحدة اقتصادية. وأشار المحلل الاقتصادي غسان بادكوك، إلى أنه في زمن التكتلات الاقتصادية الكبرى سيظل التكامل الاقتصادي بمفهومة الشامل الخيار الأكثر أهمية أمام دول مجلس التعاون إذا ما أراد تعزيز مكانته التنافسية دوليا. وأفاد أن دول الخليج أمامها الكثير قبل أن تحول تعاونها في المجال الاقتصادي إلى صيغة اتحادية قادرة على المنافسة في مواجهة التكتلات، لافتا إلى أنه بعد أن نجحت دول المجلس في إقامة الاتحاد الجمركي عام 2003م وتأسيس السوق الخليجية المشتركة في 2008م والسماح بانتقال البضائع بدون قيود، يتعين عليها المضي قدما في اتجاه توحيد السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية وإقرار الوحدة النقدية التي تم تأجيلها مرارا في السنوات الماضية، معربا عن أمله أن يتم تحقيقها العام المقبل.