بيارات المجاري تمثل حفرا للموت، تسبب الجروح والدموع لأهل الضحايا الذين ابتلعتهم. وحديث المجتمع هذه الأيام.. الكل يتهم والكل يبحث عن رأس المتسبب. أعتقد أن كل ذلك ردة فعل طبيعية لأهل الضحايا، وسط كل هذا الضجيج والتشنج يجب أن لا نهمل السرعة في إيجاد الحلول لهذه المشكلة، ونترك لأصحاب الشأن إيجاد المتسبب ومحاسبته في عجالة، نتعرف عن مصطلح حفر الموت وهي الفتحات التي تخفي تحتها فراغا عميقا، مثل الآبار القديمة أو الارتوازية المهجورة، وحلها ممكن عن طريق الدفاع المدني بالتنسيق مع وزارة الزراعة لرصد الآبار ودفنها. ولكن المشكلة تكمن في بيارات المجاري داخل المدن، وبالذات تلك التي لا يوجد جهة مسؤولة عنها مباشرة مثل بيارة التحلية التي ابتلعت طفلا ووالده، وبيارة كيلو 14 لتي ابتلعت طالب الثانوية، فهذه الفتحات متنازع على مرجعيتها هل هو المالك أو البلدية أو شركة المياه الوطنية. لو أمعنا النظر حولنا لوجدنا أن هناك المئات من تلك الفتحات تتربص بنا، والكثير من البيارات سرقت أغطيتها الحديدية بليل، وأهملنا سرعة معالجتها، والسؤال هل نحتاج فعلا هذه الفتحات؟ الجواب.. في الوقت الحاضر لا نحتاجها، هندسيا.. يمكننا الاستغناء عنها بالكلية ويكفى فتحة صغيرة لا تتجاوز أضلاعها 20 سم لإدخال ليات الشفط. في السابق، كانت تستعمل هذه الفتحات الكبير (80 سم 80X سم) للنزول لداخل البيارة لنظافتها من الرواسب المتراكمة، أما الآن وبوجود مواتير الضخ العكسي، التي تقوم بتقليب تلك الرواسب ومن ثم شفطها، أصبحنا لا نحتاج الفتحات الكبيرة أصلا، وهذا الحل متوفر في الأسواق، وهو عبارة عن أغطية مؤمنة ومثبتة ولا يمكن انتزاعها، وبها فتحة صغيرة تسمح فقط لليات الشفط بالولوج لداخل البيارة، وأما بالنسبة للبيارات قيد الإنشاء فيتم إلزام المالك أو المقاول بالاستغناء عن الفتحات الكبيرة، وذلك بتنفيذ فتحة صغيرة لا تتجاوز أضلاعها ال 20 سم لغرض الشفط. وأخيرا.. تبقى آلية وسرعة تنفيذ هذه الفكرة بيد صاحب الصلاحية لإلزام الجميع بها.