عانى الشعب السوري سوء العذاب والقتل والتشريد والتنكيل على مدى السنوات الأربع الماضية على يد النظام الأسدي البربري الهمجي الذي أهلك الحرث والنسل السوري، بدعم من الباسيج الإيراني، ومليشيات حزب الله الطائفية، مع استمرار الصمت الدولي المخزي حيال المجازر التي يرتكبها بشار ضد الشعب السوري المناضل. وعلى استحياء تتواصل بعض الجهود الدولية حاليا، والتي تبرز من ضمتها الجهود الروسية من خلال نائب وزير الخارجية الذي يزور المنطقة حاليا؛ لإقناع مختلف الأطراف بعقد جولة جديدة من المفاوضات بين المعارضة السورية ونظام الأسد، لإحياء الحل السياسي للأزمة يستند إلى «جنيف 1». لكن التساؤل الذي يطرح نفسه هو: ما الذي تغير حتى لا يلقى «جنيف3» المقترح انعقاده خلال وقت قريب جدا حسب مصادر الائتلاف الوطني السوري مصير «جنيف 1» أو «جنيف 2»؟. قد تبدو الإجابة المباشرة أنه لا شيء تغير على السطح، فالبطش السوري مستمر، ومن ثم ما هو جدوى عقد مثل هذه المؤتمرات التي تعد مضيعة للوقت والجهد، بل إنها تعطي الفرصة للنظام الأسدي لقتل المزيد من الشعب السوري وإلقاء المزيد من القنابل والبراميل المتفجرة، خصوصا أن موسكو لا تزال تعلن التمسك بنظام بشار الأسد ولا يزال موقفها داعما له. بيد أن القراءة الأخرى تقول إن هذا التناقض يندرج ضمن إيجاد مساحات مساومة وتفاهم مع الغرب حول الأزمة الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية، لقاء موقف أكثر مرونة حول الأزمة السورية وممارسة ضغوط أكثر على النظام في دمشق من أجل المشاركة في جولة ثالثة من المفاوضات مع المعارضة. لقد وصلت الأزمة السوري ذروتها من التصعيد والمواجهة والشد والجذب على الصعيدين الخارجي والداخلي، ومع تفاقم الأزمة الإنسانية التي وصلت إلى حدود الكارثة والإبادة البشرية، وتدخل أطراف دولية في الصراع لتغيير معالم الثورة السورية.. وعلى العالم أن يفيق من سباته ويعلن دعمه للضحية السورية ويكشف عن سوءة النظام السوري القمعي.. لكي يعيش الشعب السوري بأمن وأمان، ويتم اجتثاث هذا الإرهاب الأسدي من جذوره، ذلك الإرهاب الذي احتضن داعش وكرس الطائفية في سورية.. وأدخل المنطقة في حالة عدم استقرار بسبب تمسكه بمنصبه للاستمرار في قتل شعبه.