أكد سماحة مفتي عام المملكة فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن الجامعة الإسلامية ستظل صلتها متوارثة ودائما مع خريجيها في الخارج لتحقيق الرسالة السامية من العلم. وكان سماحة المفتي قد شهد أمس احتفال الجامعة الإسلامية بإطلاق أعمال كرسي «سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ للخريجين» الذي يسعى لرفع كفاءة خريجي الجامعة وتوثيق الصلة بهم ودعمهم بما يحقق رسالة وأهداف الجامعة، كما دشن سماحته ورشة عمل إعداد الخطة الاستراتيجية للكرسي والموقع الإلكتروني له. وقال سماحته في كلمته، إن الجامعة الإسلامية أسست وربت وخرجت وعلمت أجيالا عظيمة متعددة في سنوات طويلة منذ أكثر من خمسين سنة، وهي تخرج طلابا من مختلف كلياتها يحملون رسالة عليا وتصورات سليمة وأفكارا طيبة، وقد علمناهم وربيناهم وأصلنا الخير في نفوسهم على قدر استطاعتنا فهيأنا الأسباب وأعناهم على ذلك، فعلاقتنا بهم ينبغي ألا تنقطع، وصلتنا بهم طلابا قد أديناها إن شاء الله، وتبقى صلة الجامعة بهم وهم في الخارج، فيجب أن تبقى هذه الصلة متوارثة دائمة لننظر في أحوالهم ونجيب عن أسئلتهم ونرشدهم فيما أشكل عليهم، ونعينهم في حل مشكلاتهم التي تمر بهم، ونشعرهم أن لهم إخوة يبثون لهم همومهم وقضاياهم. ومن هنا تأتي أهمية هذا الكرسي حين يعلم الخريجون أن هناك يدا ترعاهم وأن الجامعة تتلمس مشكلاتهم وأن صلتها بهم لم يعطلها التخرج بل هي باقية ومستمرة ومتواصلة، خاصة مع ما يتعرضون له في بلدانهم من فتن ومشكلات. وأضاف آل الشيخ: إن العالم الإسلامي يموج بالفتن والمصائب وقلّ من الناس من يثبت على الحق ويستقيم عليه، لكن من توفيق الله أن هذا الكرسي سيكون الرابطة القوية والصلة المتينة بين الجامعة وبين خريجيها، رعتهم طلابا وترعاهم خريجين، لأننا إذا انقطعنا عنهم ربما اجتذبتهم جهات أخرى، فصلتهم بنا تقوي الروابط وتجعل الخريجين على ثقة بأن جامعتهم باقية لهم، ولا بد من استثمار هذه الصلة، ولا شك أن وجود قاعدة معلومات للخريجين ودعوتهم لمؤتمر كل ثلاث سنوات يضم كبار الخريجين لمناقشة واقعهم وما قد يواجههم من معوقات، سيكون له أكبر الأثر، خاصة أن منهم وزراء وقضاة ومسؤولين لهم مكانتهم في بلدانهم. والجامعة قد بذلت ما في وسعها في تعليمهم وتخريجهم فعليهم القيام بواجب شكر الله تعالى أولا ثم أداء واجب هذه العلوم والدعوة إلى الله تعالى، بأن يكون دعاة صادقين ينشرون الحق ويعرفون لهذه البلاد فضلها ومكانتها. وبين سماحة المفتي أن هذه الجامعة مكرمة من هذه الدولة وعنوان استقامة وصلاح لها، فإن هذه الدولة المباركة تدعو إلى الإسلام في الأقوال والأفعال وتحكم شريعة الله وتقيم حدوده ونظمها ومناهجها على شرع الله إن شاء الله، فنرجو إن شاء الله أن تستمر في عطائها وبذلها، فهي احتضنتها هذه البلاد وزارها ملوك المملكة وعرفوا أهميتها وأدركوا منفعتها وعظيم شأنها فدعموها إلى أن أصبحت تضم أكثر من 190 جنسية ووصل عدد طلابها لما يزيد على 30 ألفا، وقبل فيها هذا العام سبعة آلاف طالب، ونسأل الله المزيد، لأن العالم الإسلامي في أمس الحاجة إلى علم نافعة ودعوة صادقة بعيدا عن الغلو والتطرف والإفراط والتفريط.