وصف عدد من المواطنين دور المجالس البلدية بالغائب ودون المستوى، مشيرين إلى أنهم لا يعرفون عن تلك المجالس سوى الحملات الانتخابية للأعضاء والوعود التي قطعوها على أنفسهم. وقال المواطنون: «ما إن دخل الأعضاء المجلس حتى تواروا عن الأنظار ولم نعد نسمع عنهم شيئا، على الرغم من أننا بحاجتهم في كثير من الظروف»، مقترحين إقامة لقاء بين المواطنين وأعضاء المجلس مرة كل شهر، لنقل همومهم والعمل على حلها من خلال نقلها للجهات المختصة». وتساءل أيمن بكري عن دور المجالس البلدية، مشيرا إلى أنهم استبشروا بها في بادئ الأمر من خلال حملات المرشحين ومخيماتهم وديوانياتهم والبرامج التي أطلقوها وصورهم التي ملأت الشوارع، إلا أنه بعد انتهاء الانتخابات لم يروا لهم أي أثر (على حد قوله). وقال بكري: «هناك بعض المحاولات من الأعضاء في سماع الأهالي وعرض مشاكلهم واقتراحاتهم، على طاولة المجلس البلدي بالمنطقة، ومع مرور الوقت عرفنا أن أعضاء المجلس البلدي ليس بيدهم إلا حضور الجلسات الشهرية للمجلس البلدي واستلام المكافأة الشهرية وكل الوعود والأحلام، والاقتراحات ظلت حبيسة أدراج الأمانة»، لافتا إلى أن الشيء الوحيد الذي تعلموه من أعضاء المجلس هو عملية الانتخابات وطريقتها. واستهل عبدالرحمن الحربي حديثه بالقول: «للأسف نسمع عن المجلس البلدي ولا نراه في أرض الواقع، ولا ندري ما الدور الذي يؤديه»، مشيرا إلى أنهم في أمس الحاجة له ليستمع لآراء الناس ويعمل على تذليل العقبات التي تعترضهم في حياتهم، خصوصا أن حي المروة الذي يقطنونه به كثير من السلبيات منها انتشار المقاهي والورش فيه، على الرغم من أن الأنظمة تمنع إنشائها بين الأحياء السكنية، مبينا أن تلك المرافق المخالفة تتسبب في إرباك حركة السير. وتساءل عن دور المجلس البلدي في حل كثير من السلبيات التي يعاني منها الحي، مثل المستنقعات التي انتشرت في المروة وأنحاء جدة، بهطول الأمطار مؤخرا، متمنيا تفعيل دوره لينهي المعاناة التي يشكو من السكان. واعتبر خالد عريشي المجلس البلدي جهة مجهولة الملامح بالنسبة للمواطنين، الذين لا يعرفون دوره وصلاحياته حتى الآن، مشيرا إلى أنه لم يلمسوا منه أي تفاعل مع مشاكل المواطنين. وقال: «لم نسمع عن اجتماعاتهم وتوصياتهم أو اعتراض من أي منتخب على نوع الخدمات المقدمة للمجتمع والمواطن، ونحن لا نحملهم المسؤولية بمفردهم بل نتحمل جزءا منها معهم، لأننا لم نوفق في الاختيار». وبدأ محمد كرامة الأحمر حديثه بالتساؤل: «أين المجلس البلدي؟ وأين الوعود التي قالوا بأنهم سوف يوفون بها، وأين دورهم في نقل معاناة وهموم المواطنين، وإيجاد الحلول لتذليل المعوقات»، مؤكدا أن المجلس ليس له دور حتى الآن، ولم يسمع أنه أسهم في حل مشكلة. ورأى أنه كان من الأجدى أن يعقد جلسة مع المواطنين كل شهر أو شهرين يستمع خلالها لهمومهم، ويستعرض ما أنجز خلال هذه الفترة، وعن المشاريع التي سوف يتم تنفيذها الشركات المتعاقدة لها، مبينا أنهم يرفضون أن يطلبوا منهم الانتخاب ومن ثم يختفون. وأفاد عماد طه أنه لم يسمع بالمجلس البلدي إلا عندما تكون هناك انتخابات من خلال الحملات الإعلانية التي تنتشر في الطرق، وبعد انتهاء الانتخابات يتوارون عن الأنظار، متمنيا تفعيل دور المجلس والاستماع لهموم السكان والعمل على حلها، وإلا لن يكون لها أي داع (على حد قوله).