عقب صدور بيان وزارة الداخلية أمس الأول أن تنظيم داعش الإرهابي كان يقف خلف جريمة قرية الدالوة، وأن التعليمات التي تلقاها رئيس المجموعة الإرهابية التي نفذت الجريمة كانت صادرة من زعيم وقيادات التنظيم، وأن عدد المتورطين في الحادثة الذين تم القبض عليهم في العمليات الأمنية المتزامنة في 13 منطقة ومحافظة بلغ 77 شخصا، وعلى ضوء ما كشفه المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي من أن تنظيم داعش الإرهابي يسعى بشكل كبير لإثارة الفتنة داخل المملكة وزرع الفوضى وتشتيت الجهود الأمنية، وأن كلا من تنظيمي القاعدة وداعش يسعيان للمساس بالاستقرار والأمن في المملكة سواء باستهداف مسؤولين أو منشآت أو رجال الأمن أو مواطنين ومقيمين، تحدث ل«عكاظ» عدد من المسؤولين وأهل الفكر والرأي مؤكدين أن هؤلاء يسعون للتغرير بالشباب، مشددين على ضرورة لجم التشدد والمغالاة وتحصين الشباب ضد نفوذ الجماعات المتطرفة. بداية، يؤكد العميد متقاعد الدكتور عبدالعزيز سليمان الحوشان مدير الإدارة العامة لدوريات الأمن سابقا والباحث في جرائم الأسرة أن حادثة الدالوة بمحافظة الأحساء أوجعت القلوب لأنها راح ضحيتها أناس أبرياء لا ذنب لهم والفئة التي ارتكبت هذه العمل الإجرامي لا ضمير لها لأنها باعته لأعداء الوطن فهم بذلك دعاة فتنة وضعاف نظر لأنهم أرخصوا الوطن لإرضاء أعدائه الذين يسعون لنشر الفوضى وخرق اللحمة الوطنية ناسين صلابتها وقوتها وحبهم لقيادتهم ولا يعلمون أن مثل هذه الأعمال تزيدهم صلابة والتفافا حول القيادة، معربا عن سعادته وأبناء الوطن بالجهود التي قامت بها أجهزة الأمن في سرعة ضبط الفئة الباغية في ساعات محدودة وفي عدة مواقع متابعدة وضبط عناصرها وهاهم يسعدوننا في كل يوم بخبر ضبط عناصر أخرى. ومن جانبه، يوضح الشيخ الدكتور محمد بن عمر العتين قاضي التمييز السابق والمستشار القضائي والمحامي أن الأيادي التي قتلت سابقا هي نفس الأيادي التي قتلت في حادثة الدالوة بالأحساء، مشيرا إلى أن الأمر يحتاج إلى تنبيه أبناء الوطن وتوعية المجتمع لفهم هؤلاء الإرهابيين وتوجهاتهم وبعدهم عن الإسلام وتعاليمه السمحة، لافتا إلى المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق العلماء وقادة الرأي والفكر والإعلام بغرس المفاهيم والتعاليم الدينية الصحيحة البعيدة عن الغلو والتطرف والطائفية والتشتت والفرقة، داعيا إلى تكاتف الجميع واستثمار هذا الظرف في توحيد الصف والكلمة. وفي السياق يؤكد الشيخ نواف بن عمير السعدون رئيس المحكمة العامة بالنعيرية أن حادثة الدالوة زادت اللحمة الوطنية والتقارب بين أبناء الشعب، واصفا مسلحي داعش وأمثالهم من الإرهابيين بأنهم مجرمون وبعيدون كل البعد عن تعاليم ديننا الحنيف الذي يدعو إلى الخير والسلام والأمن والتسامح والتآخي، مؤكدا أنه لا نجاة للأمة من الفتن والشدائد التي حلت بها إلا بالاعتصام بالكتاب والسنة، ذلك أن هؤلاء الإرهابيين فضلا عن القتل والدمار واستباحتهم دماء الناس وأعراضهم فإنهم يزيدون في تشتت الأمة وإضعاف المسلمين وهذا مناف لتعاليم الإسلام، محذرا من أفكارهم وتوجهاتهم، داعيا إلى حفظ الشباب من الانجراف خلف دعواتهم المضللة.