دعا عدد من خبراء البيئة إلى ضرورة عزل تجمعات المياه خارج النطاق العمراني في جدة بطبقة عضوية مانعة للأكسجين لتجنب تلوث البيئة ونمو يرقات البعوض. وأوضح أستاذ البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور علي عشقي، أن وجود المياه يساعد على تنشيط دورة حياة البعوض، حيث إنه يمتلك قدرة عجيبة على التكيف مع كل الطقوس، مؤكدا أن القضاء على البعوض يبدأ بمعالجة البرك والمستنقعات. وحول الرش الضبابي قال الدكتور عشقي: الرش الضبابي مفيد في حد ذاته ولكن الأهم المعالجة الجذرية للمستنقعات والتجمعات المائية، حيث إن هناك بعض السلبيات الناتجة عن الرش الضبابي وخصوصا على الأطفال المصابين بحساسية الصدر والربو، وبالتالي فإنه في حالة الرش يفضل أن يكون في فترات تواجد الأطفال داخل المدارس أو البيوت. وبين أن البعوض من الكائنات التي تتأقلم مع كل التقلبات المناخية، مثل الإنسان، وعندما يجد البيئة المناسبة فإن دورة حياته تنشط. وخلص إلى القول: «المستنقعات الكبيرة الخارجة عن النطاق السكني ولا يمكن تجفيفها فإنه يمكن معالجتها مؤقتا بطبقة عضوية عازلة تحجب أكسجين الهواء على الماء وبهذه الطريقة تموت يرقات البعوض، مؤكدا أن هذه الوسيلة أخف ضررا من الناحية البيئية بدلا من تكاثر البعوض وتسببه في إصابة البشر بحمى الضنك». وفي سياق متصل قال الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس: «البعوض يتكيف مع الأجواء الباردة وموجات المطر ومن هنا فإنه متوقع أن نشهد خلال الفترة المقبلة انتشار البعوض بشكل كبير، خصوصا في أماكن تجمعات المياه الراكدة والمستنقعات والحدائق، لذا فإن الأمانة مطالبة الآن بالتركيز أولا على معالجة المستنقعات، وثانيا البدء في الرش الضبابي وتغير المبيدات بين حين وآخر». وأكد على أهمية تعاون المواطنين في إبلاغ الأمانة بأماكن المستنقعات والمياه الراكدة، وعلى الأمانة أن لا تتجاهل هذه البلاغات وتتحرك في معالجتها وفق خطة مدروسة. من جهتها أوضحت الدكتورة هدى فطاني أن البعوض الناقل للضنك يتكيف مع بيئة الإنسان، فهو يحبذ المياه النظيفة ومياه الأمطار ويعيش بالقرب من المنازل أو داخلها، لذا فإن المجتمع مطالب بالمكافحة المنزلية بكل الوسائل المتاحة.