جدد خبراء بيئة تحذيراتهم من عودة نشاط البعوض المسبب لحمى الضنك بعد أن شهدت جدة قبل ثلاثة أيام أمطارا متفرقة أدت إلى تكون المستنقعات التي تعد بيئة خصبة لتوالد البعوض. وأبدوا مخاوفهم من ارتفاع حالات الضنك بعد أن شهدت طوال الشهور الماضية استقرارا في نسب الإصابات، داعين إلى ضرورة تكثيف الرش الضبابي في داخل الأحياء في الأوقات التي يتواجد فيها الطلاب في مدارسهم أو فترات العصر التي ينتشر فيها بعوض الضنك. الرش الضبابي ورأى أستاذ البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور علي عشقي، أن وجود بقايا مياه الأمطار في الشوارع وتكون المستنقعات يشجع على انتشار وتوالد البعوض، حيث إن البيئة تصبح خصبة لانتشار الحشرات بشكل عام. وشدد د. عشقي على ضرورة الاهتمام بالرش الضبابي وقبل ذلك المعالجة الجذرية للمستنقعات وتجمعات المياه والتركيز على المواقع التي يتواجد فيها البعوض بكثرة مثل الأشجار. وأكد على أنه في حالة الرش الضبابي فإنه يفضل أن يكون في فترة تواجد الأطفال داخل المدارس أو البيوت وخصوصا الأطفال المصابين بحساسية الصدر والربو. مناعة المبيدات أما مدير التوعية والإعلام البيئي في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور نايف صالح الشلهوب، فأوضح أن البعوض من الكائنات التي تتأقلم مع كل التقلبات المناخية مثل الإنسان، وعندما يجد البيئة المناسبة فإن دورة حياته تنشط، وهناك نوعان من البعوض الذي ينتشر في جدة تحديدا الأول الذي يتسبب في الحكة الجلدية فقط دون أي إصابة خطرة، والثاني يسبب أمراضا خطيرة كالملاريا والضنك وبالطبع يهمنا في جدة بعوض الضنك المعروف باسم الإيدس إيجبتاي المسبب لمرض حمى الضنك وله خصائصه ووقته في الانتشار، وبالتالي فإن القضاء على البعوض يجنب التعرض لأي أمراض مسببة. الدكتور الشلهوب طالب عند الرش الضبابي بتغيير المبيدات بين فترة وأخرى حتى لا يكتسب البعوض أي مناعة ويصبح الرش بلا جدوى، مؤكدا أن البعوض المسبب للضنك مستوطن، وأن الحل الوحيد لمواجهته هو مكافحته بالطرق العلمية المدروسة، وفي داخل المنزل يجب اتخاذ كل الطرق الاحترازية التي تمنع لدغاته المباغتة. حمى الضنك واعتبر الباحث البيئي محمد فلمبان، أن البعوض من الحشرات التي تنتشر في هذه الفترة وخصوصا مع الأجواء الباردة ولاسيما بعد هطول الأمطار المتفرقة والخفيفة التي شهدتها جدة قبل أيام، حيث تتكاثر بسرعة فائقة. وأشار إلى أن هناك عدة أنواع للبعوض ولكن أخطرها المسبب للضنك الذي تؤدي لدغته إلى الإصابة بحمى الضنك، لذا فإن أنسب حل لمواجهة ذلك خلال هذه الفترة هو الرش الضبابي ويفضل أن يكون في فترات مابين العصر والمغرب، ومعالجة البيئات التي قد تتكاثر فيها البعوض كالأشجار والحدائق. فلمبان دعا إلى ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية داخل المنزل لتجنب التعرض للدغة البعوض المسبب للضنك، مع منع الأطفال في مطاردة سيارات الرش الضبابي حتى لا يتعرضوا إلى الاختناق ولا سيما الأطفال المصابين بحساسية الصدر والربو.