حذر بيئيون من عودة نشاط البعوض المسبب لحمى الضنك في شهر مايو الجاري، خاصة بعد الأمطار الأخيرة التي شهدتها العاصمة المقدسة وجدة قبل أيام، وأدت إلى تشكيل مستنقعات وبرك مائية تعد بيئة خصبة لتكاثر البعوض، وأبدوا خشيتهم من ارتفاع حالات الضنك بعد أن شهدت طوال الشهور الماضية استقرارا في نسب الإصابات، داعين الى ضرورة تكثيف الرش الضبابي داخل الأحياء في الأوقات التي يتواجد فيها الطلاب في مدارسهم أو فترات العصر التي ينتشر فيها بعوض بكثرة. الرش الضبابي ورأى الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس، أن وجود بقايا مياه الأمطار في الشوارع وتكون المستنقعات المائية يشجعان على انتشار وتوالد البعوض الناقل للأمراض والحشرات الضارة بشكل عام، مشددا على ضرورة الاهتمام بالرش الضبابي كأحد أفضل الحلول للقضاء على نواقل الأمراض، وقبل ذلك اتباع المعالجة الجذرية للمستنقعات وتجمعات المياه عبر تجفيفها مع التركيز أكثر على المواقع التي يتواجد فيها البعوض بكثرة مثل الأحراش والأشجار. وأضاف: للقضاء على الحشرات الضارة يجب أن يتم الرش الضبابي في فترة تواجد الأطفال في المدارس أو البيوت، خصوصا الأطفال المصابين بحساسية الصدر والربو، وعلى الأسر تنبيه أبنائها بالابتعاد عن الشوارع أثناء الرش كتأكيد لمبدأ السلامة. حمى الضنك بدوره، اعتبر أستاذ البيئة بجامعة المؤسس الدكتور على عشقي، أن البعوض يعد من الحشرات التي تنتشر في هذه الفترة وخصوصا مع الأجواء الباردة التي تسود المنطقة عقب هطول الأمطار المتفرقة والخفيفة التي شهدتها جدة ومكة المكرمة قبل أيام وتشكل المستنقعات والبرك المائية في بعض المواقع وهو ما يؤدي إلى تكاثرها بسرعة فائقة، مشيرا إلى وجود أنواع عدة من البعوض، وقال «أخطر الأنواع هو المسبب للضنك، وأفضل حل للقضاء على هذه الحشرات الضارة يتم عبر الرش الضبابي وخاصة فترات ما بين العصر والمغرب، ومعالجة البيئات التي قد يتكاثر فيها البعوض كالأشجار والحدائق ذات المسطحات الخضراء». ودعا الدكتور عشقي الى ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية داخل المنزل لتجنب التعرض للدغ البعوض المسبب للضنك، مع منع الأطفال من مطاردة سيارات الرش الضبابي حتى لا يتعرضوا الى الاختناق، خاصة المصابين بحساسية الصدر والربو. مناعة المبيدات من جهته، أوضح الباحث البيئي محمد فلمبان، أن البعوض من الكائنات التي تتأقلم مع التقلبات المناخية مثل الإنسان، وعندما يجد البيئة المناسبة فإن دورة حياته تنشط، وهناك نوعان من البعوض المنتشر في جدة تحديدا، الأول الذي يتسبب في الحكة الجلدية فقط دون أي إصابة خطرة، والثاني يسبب أمراضا خطيرة كالملاريا والضنك، وهنا يهمنا في جدة بعوض الضنك المعروف باسم «الايدس ايجبتاي» المسبب لمرض حمى الضنك وله خصائصه ووقته في الانتشار، وبالتالي فإن القضاء على البعوض يجنب التعرض للأمراض التي يسببها. وطالب فلمبان بتغيير المبيدات الحشرية الخاصة بالرش الضبابي بين فترة وأخرى حتى لا يكتسب البعوض أي مناعة ويصبح الرش بلا جدوى، مؤكدا أن البعوض المسبب للضنك مستوطن، وأن الحل الوحيد لمواجهته هو عبر المكافحة بالطرق العلمية المدروسة. وزاد: لا بد من اتخاذ كافة الطرق الاحترازية داخل المنازل لمنع لدغات البعوض المباغتة، وتجفيف منابع المياه داخل دورات المياه حتى لا يتكاثر البعوض.