سيكون مخيبا للآمال خروجنا اليوم من بطولة كأس الخليج إذا نحن تراخينا أمام منتخب الإمارات ومكناه من الفوز علينا والصعود إلى المباراة النهائية والاحتفاظ بكأس البطولة أيضا.. فنحن عندما نفقد البطولة فوق أرضنا وبعد (11) سنة من الغياب عنها.. فإننا نؤكد بذلك أن الكرة لدينا تعاني طوال هذه السنوات.. ليس فقط على مستوى الخليج.. وإنما على مستوى كأس آسيا ومن باب أولى أن نكون غائبين عن كأس العالم بالرغم من صعود دول أخرى إليها جاءت بعدنا بكثير ولاسيما من القارة الآسيوية التي نحن جزء منها مثل كوريا.. واليابان.. والصين.. وغيرها.. وغيرها.. •• ومباراة اليوم تحديدا.. تشكل بالنسبة لنا تحديا مهما يجب أن نجتازه.. ولا نفرط في الخروج من مأزقه.. لأن الفوز اليوم خطوة هامة إلى البطولة شبه المؤكدة.. عوامل الفوز بالبطولة •• فما هي فرص الفوز على المنتخب الإماراتي؟! •• أو على الأصح.. كيف يمكن لمنتخبنا أن يلعب للفوز؟ •• الإجابة المباشرة على هذا السؤال تنحصر في عدة أمور هي: • أولا: اختيار التشكيلة المناسبة للعب المباراة منذ البداية بناء على ما توفر لدينا من معلومات عن تشكيلة منتخب الإمارات المتوقعة. • ثانيا: وضع طريقة اللعب السليمة.. وفقا للقراءة الصحيحة لكافة المواجهات السابقة مع المنتخب الإماراتي والمعرفة الدقيقة لمصادر القوة والضعف فيه بعيدا عن الفلسفات والاجتهادات والمغامرات. • ثالثا: ضمان الحد الأعلى من: (1) التنظيم الدفاعي المحكم. (2) امتلاء الوسط.. وضبط حركة عمر عبدالرحمن بصورة أكثر تحديدا وإلغاء فعاليته بقدر الإمكان. (3) القدرة على توزيع الجهد على وقت المباراة بتوازن شديد.. وبعيدا عن الاستدراج إلى استنزافنا من الشوط الأول. (4) تفعيل دور الأطراف. (5) توزيع المهام بإتقان على اللاعبين.. وضمان وجود محاور قوة في الخلف وصانع ألعاب حاضر الذهن في المقدمة.. ورأس حربة متحرك ومبادر وسريع التصرف في التعامل مع الهجمات الخاطفة. (6) تنويع اللعب في منطقة دفاع الإمارات بين الإكثار من الكرات العرضية.. والبينية والساقطة من خلف المدافعين مع حسن الاستقبال لها بالرأس.. (7) عدم التأخر في التغيير ولاسيما في خط المقدمة وبما يحقق لمنتخبنا الفوز بهذه المباراة. طريقة اللعب المثلى •• ولذلك فإن السؤال الآن هو: • ما هي التشكيلة الأساسية المقترحة؟ • والجواب هو في خارطة اللعب التالية: •• هذه التشكيلة.. رغم بعض الملاحظات عليها توفر الاستقرار والثبات.. وإن كان التغيير الأبرز فيها لإحضار سلمان الفرج إليها بدلا سالم الدوسري.. لسبب جوهري هو: أن مقاومة وسط الإمارات القوي والممتلئ محتاج إلى (4) محاور.. اثنان منهما في الخلف هما: (كريري وباخشوين) واثنان في المقدمة هما (تيسير وسلمان الفرج) وذلك لأن تفرغ كريري أو باخشوين لمتابعة عمر عبدالرحمن.. أمر مطلوب ولكنه قد يفتح ثغرة يستغلها لاعبو الإمارات بذكاء.. وبالتالي فإن عودة سلمان لملء المساحة الفارغة مهم وضروري في حالة الهجمة علينا.. في الوقت الذي يحتاج فريقنا أيضا إلى تحريك منطقة الوسط المتقدم للتفاعل بصورة أكبر من تيسير (خلف المهاجم الرئيسي) و(نواف) في الطرف الأيسر وذلك بإتقان تمرير كرات بينية قاتلة في حلق مرمى الإمارات والابتعاد بقدر الإمكان عن الكرات العالية ومفاجأة الحارس من العمق.. وهذا يحقق هدفين اثنين هما: (أ) أن تيسير الجاسم بوجود سلمان الفرج سيركز على الدور الهجومي خلف ناصر الشمراني.. ولن يحتاج إلى العودة خلفا والقيام بدور دفاعي إضافي.. (ب) أن سلمان سيجد نفسه بمثابة عنصر تعويض في المقدمة إذا تأخر تيسير أو اتجه إلى اليسار لمساعدة نواف واستلام الكرة منه.. أو يعود إلى الخلف لملء فراغات كريري المكلف بمتابعة عمر عبدالرحمن. •• لو لعب منتخبنا بهذا التكامل العددي والتوازن في الأدوار والمسؤوليات.. فإن الفرصة ستكون أمامنا جيدة لبناء هجمات قوية تبدأ من الخلف (كريري/ باخشوين) ولاستطعنا بذلك أن نضمن إغلاق منطقة الظهر بصورة محكمة شريطة أن يقلل (عمر هوساوي) من اندفاعاته الكثيرة إلى المقدمة.. ويكون (الزوري) في اليسار حاضر الذهن ومستعدا لملء الفراغات التي يحدثها تقدم (عمر هوساوي) في بعض الأحيان لأنه ينسى نفسه ويبالغ في القيام بأدوار هجومية.. أو المشاركة في استقبال الكرات المرفوعة من «الكورنر».. •• وإذا لم يتنبه (باخشوين) لتقدم (عمر هوساوي) ولم يعد إلى الخلف لتغطيته فإن (أسامة هوساوي) قد ينهار أمام هجوم الإمارات القوي.. ومهاجمه (علي مبخوت) وهو الذي يستغل عمر عبدالرحمن قدرته على الحركة في المقدمة ويمرر له كرات قاتلة يعرف كيف ينهيها في مرمى الخصم.. كما فعل ذلك في مباراتهم الأخيرة أمام المنتخب العراقي عندما سجل هدفين بذكاء نادر. •• الشيء الوحيد الذي لست متأكدا منه هو خروج «ناصر الشمراني» من حالة الشرود الذهني التي ظهر بها في هذه البطولة وخرج فيها من كل مباراة واستبدل بغيره.. وتحديدا ب«نايف هزازي».. وإن كان «نايف» أيضا قد ظهر بنفس الحالة من عدم التركيز.. ولم يقدم شيئا في المباريات التي لعبها.. أهمية دور رأس الحربة •• والسؤال هو: لماذا اختفى دور رأس الحربة في المباريات الماضية.. سواء كان في هذا الموقع ناصر أو نايف أو نواف؟! •• والجواب هو.. هروب المهاجمين لدينا من منطقة المواجهة للمرمى.. والمبالغة في الذهاب إلى أقصى اليمين أو اليسار وذلك يعود لأكثر من سبب يرد في مقدمتها: (1) أن صانع الألعاب الذي يقف وراء رأس الحربة لا يقوم بدوره كما يجب لمساعدة المهاجم على التخلص من الرقابة الدفاعية بتمريرات أرضية محكمة. (2) أو أن المهاجم لا يجيد التمركز في المكان والزمان المناسبين وبالتالي لا يستفيد من الكرات التي تحتاج إلى من يستقبلها من اللاعب المحور أو الجناح الأيمن أو الأيسر. (3) أو أن المهاجم الأمامي لا يجيد استقبال الكرات العالية وإسكانها في مرمى الخصم وبالذات في حالة ناصر الذي يجيد التعامل مع الكرات الأرضية على عكس نايف هزازي.. •• وإذا استمرت حالة التوهان عند ناصر الشمراني ولم يوجهه المدرب بالتمركز أمام المرمى الإماراتي أكثر من التحرك على الأطراف، فإن تغييره بنايف هزازي قد يكون ضرورة مطلوبة في الوقت المناسب.. وإن كان التغيير الأنسب هو إدخال فهد المولد.. كجناح.. وإحلال نواف العابد إلى الهجوم بدلا من ناصر أو نايف، وإن كان يعيب هذا الاختيار أن «نواف» قصير القامة.. وإن كان قصره قد لا يحول دون تحقيقه النتيجة المطلوبة إذا هو استخدم مهاراته ولعب كرات بينية مع أقرب مهاجم إليه وتلاعب بدفاع الإمارات طوال القامة.. •• لكن هذا الخيار يظل هو الخيار الأخير.. وقد لا نحتاج إليه في هذه المباراة لأن مهاجم المقدمة لابد وأن يكون سريع التصرف في الكرة وتلك ميزة يملكها (مختار فلاتة) إذا تحقق التجانس بينه وبين صانع الألعاب وقلل من استعراضاته البهلوانية وذلك هو التغيير الأقل احتمالا وضرورة لأننا لا يجب أن نكثر من التغيير في المقدمة.. وإنما في طريقة تقاسم الأدوار بين صانع الألعاب ومهاجم المقدمة والأطراف وتلك مسؤولية تيسير الجاسم أولا وأخيرا.. الهزيمة واردة.. ولكن •• غير أن كلا من التشكيلة والخطة تعتمدان على توفر العناصر التالية: (أ) هدوء لاعبي المنتخب السعودي وعدم تعجل النتيجة في الربع ساعة الأولى من المباراة، واللعب بتركيز شديد وعدم إعطاء لاعبي الإمارات مساحات يستغلونها لغزو مناطق دفاعنا في أي وقت من الأوقات. (ب) استغلال الفرص المتاحة لنا أمام مرمى الإمارات باللجوء إلى المهارة الفائقة والتمركز الجيد في المقدمة وإتقان التصويب الأرضي للكرات في مرمى حارس الإمارات. (ج) حضور الحارس (وليد عبدالله) الذهني وعدم انزلاقه إلى المقدمة تفاديا للكرات الساقطة من خلفه كما حدث له في بعض المباريات. (د) سرعة تصريف الكرة وتجنب التحضير البطيء في وسط الملعب. (ه) التهديف من أكثر من منطقة مع تنويع الهجمات وعدم الاقتصار على عنصر الغزو المباشر من داخل خط ال(6) ومباغتة الحارس بكرات مفاجئة. (و) تجنب العنف.. والتعرض للبطاقات الصفراء وربما الطرد.. وهذا الكلام موجه لكل من (وليد باخشوين) وسلمان الفرج بصورة أكثر تحديدا. •• وإذا لم تحدث أخطاء تكتيكية.. •• وإذا لم يكن الانضباط محكما في المناطق الثلاث.. •• وإذا حسب اللاعبون حسابا دقيقا لعنصر الوقت وتجنبوا المبالغة في «الحرفنة» والاحتفاظ بالكرة.. فإننا سنكون الأقرب إلى الفوز وبالذات إذا نحن نجحنا في شل حركة «الدينمو» عمر عبدالرحمن في الوسط.. ومهاجم المقدمة «علي مبخوت» في الأمام.. •• أما إذا نحن لعبنا المباراة بدون هذا التوازن والاستثمار لكل دقيقة.. فإن لياقتنا البدنية قد لا تساعدنا في الخروج من المباراة بنتيجة مرضية إن هي لم تعرضنا لا سمح الله لهزيمة مماثلة لهزيمة المنتخب الكويتي أمام عمان (5/صفر) وهي أكبر وأغرب نتيجة تحققت في البطولة.. وإن لم تكن كثيرة على لاعبي المنتخب العماني الذين كانوا في مستوى الفوز الكبير خدمة للكرة.. وتجانسا مع بعضهم البعض وتصميما على الفوز وإن لم يكونوا يتوقعونه بهذا القدر من الأهداف.. •• وعلى لاعبينا أن يختاروا بين الفوز المشرف وبين الهزيمة «المذلة» إذا لم يتوفر الانضباط والحماس والتجانس والإحساس الكامل بالمسؤولية واستثمار عاملي الأرض والجمهور. تكافؤ المنتخبين مشكلة •• وعلى أية حال.. •• فإن المنتخبين متكافئان في قدراتهما وإمكاناتهما وحتى في خططهما وتكتيكاتهما.. وهذا يجعل فرص استمرار المباراة إلى شوطين إضافيين ينتهيان بضربات الترجيح في حالة التعادل كبيرة للغاية، وفي هذه الحالة فإن لياقة أحد المنتخبين هي التي ستحدد من يحسمها لصالحه.. وهذا ما يدعونا إلى القول بأهمية التنبه إلى ضرورة توزيع الجهد على الأشواط الأربعة.. واستغلال الفرص السانحة وزيادة معدل التركيز في توجيه الكرة وضبط حركتها وعدم الاستجابة للانفعالات الداخلية أو الحروب النفسية التي تدور بين اللاعبين داخل الملعب كأهم عوامل الحسم للنتائج في بعض الأحيان.. •• ولذلك فإن الهدوء كما قلت مطلوب .. وإن كان الهدوء لا يعني التراخي.. ولا يعني إضاعة الوقت.. كما لا يعني بطء التحضير وسط الملعب.. وإنما يعني السيطرة على المباراة.. وعدم إضاعة الوقت.. والبعد عن اللعب العشوائي ولعب الكرة على الأرض بالسرعة الكافية وبالتركيز الشديد.. •• ومن يفعل غير هذا فإنه سيغادر البطولة غير مأسوف عليه.. وأرجو أن لا نكون نحن الذين نفرط فيها بعد أن اقتربنا منها إلى حد ما.. •• وأخيرا.. فإن المباراة اليوم هي مباراة اللاعبين وليست مباراة المدرب «لوبيز».. وعلى قائد الفريق «كريري» أو من يحل محله في حالة تغييره أن يقود الفريق إلى النصر وينظم صفوف فريقه ولاسيما في الظروف الصعبة وبالذات إذا ما باغتنا الإماراتيون بتسجيل هدف قبل وصولنا إلى مرماهم.. •• أما المدرب.. فإن مصيره سيتحدد بعد هذه البطولة بكل تأكيد.. وعليه أن يتخذ اليوم قرارات صحيحة تمكننا من الفوز وتمكنه هو من التأهل للاستمرار.