•• بالرغم من فوز منتخبنا على العراق «2/1» إلا أنني لم أكن راضيا عن الأداء العام للمنتخب على مدى الشوطين لأنه ما زال يفتقر إلى الهوية والاستقرار في إعداد التشكيلة وتصميم الخطة المناسبة لضمان المستوى المنشود لمنتخب تتوفر له كل فرص التقدم والتفوق واسترداد بطولات آسيا السابقة في الأعوام (84/88/96م) في ظل صعود منتخبات قوية إلى التصفيات النهائية بعد جولات الأمس الفاصلة.. يأتي في مقدمتها الصين.. والإمارات.. وإيران.. والأوزبك.. •• وأنا أحمل مدرب المنتخب «لوبيز» مسؤولية استمرار هذا الاضطراب في المستوى العام بدرجة أساسية.. لأنه ما زال يجرب لاعبين جددا في مواقع حساسة حتى الآن كما أنه ما زال يلعب بخطة «متحفظة» لأنه لم يصل بعد إلى درجة الثقة الكاملة بفريقه في أن ينتقل إلى خطة هجومية لأسباب بعضها فني بحت هو والفريق المساعد له مسؤولون عن عدم اكتماله.. وبعضها لياقي يتشارك هذا الفريق وعناصر المنتخب في تحمل أسبابه لأنه ما زال دون المتوسط بكثير.. ويهدد المنتخب بالخروج مبكرا في التصفيات القادمة إذا لم يرتفع مستوى اللياقة وطاقته عن الحد المتاح حتى الآن.. والبعض الآخر يعود إلى «خبرة» المدرب نفسه في الوصول إلى تشكيلة مثالية يدعمها بنك احتياطي قوي لشغل جميع المواقع الحساسة في المنتخب. •• وللأمانة فإن الفوز على العراق كان ضربة حظ في ظل تفكك أوصال الفريق.. وتذبذب مستوى الأداء ووجود فراغات كبيرة في خط الظهر.. وتباعد مسافات في منطقة الوسط وحالة «توهان» في الهجوم الأمامي.. كانت كفيلة بأن يخرج من هذه المباراة بهزيمة ثقيلة.. ليس لأن المنتخب العراقي كان قويا ومتميزا.. وإنما لأننا كنا أقل تجانسا.. وأقل حماسا.. وأقل لياقة.. وأقل تكاملا في خطوط الفريق الثلاثة.. بدليل حصول العراق على أكثر من (3) فرص مؤكدة.. جانبهم الحظ في تحقيقها.. وكذلك في قدرتهم على الحركة على مدى شوطي المباراة دون توقف وبروح عالية ورغم ضياع تلك الفرص.. ولسيطرتهم على الكرة وقتا أطول وإن اعتمدوا طوال المباراة على اللعب برتم واحد.. هو إرسال كرات طويلة من الدفاع إلى هجوم المقدمة.. وتحديدا إلى اللاعب يونس محمود الذي أثمرت محاولاته المرهقة لدفاعنا عن تسجيل هدف العراق الوحيد.. •• ورغم وضوح هذا التكتيك العراقي وانكشافه لمدرب منتخبنا منذ اللحظة الأولى.. إلا أنه لم يعمد إلى إفساده.. وتحويله إلى مكسب كبير لمنتخبنا.. لأن اعتماد فريق كامل على سرعة لاعب نشط.. وسريع.. ومتحرك.. مهما كانت خطورته هو تسليم لمقاليد هذا الفريق لخصمه إذا أحكم السيطرة على اللاعب الواحد.. •• لم يحدث هذا على مدى (95) دقيقة لعبها المنتخبان.. لأن منتخبنا ظل يلعب في خط الظهر بظهيرين فقط هما: أسامة هوساوي ومحمد عيد.. أما الظهيران (الأيمن) حسن معاذ و(الأيسر) منصور الحربي فقد مالا في لعبهما إلى الهجوم وابتعدا كثيرا عن الأدوار الدفاعية وإن ساعد هذا الهجمة لاسيما في الجانب الأيسر على يد (منصور) كثيرا في التقدم رغم غياب دور (فهد المولد) طوال الشوط الأول.. وتبعه في أداء هذا الدور الهجومي الظهير الأيمن (حسن معاذ) وإن افتقد هو الآخر استثمار طلعاته لعدم فعالية الجناح الأيمن (سالم الدوسري) في أداء مهامه على مدى الشوط الأول وجزء من الشوط الثاني إلى أن تم تغييره ولكن بعد فوات الأوان. •• ولذلك فإنه لولا الجهد الكبير الذي بذله أسامة هوساوي.. وكذلك (محمد عيد) لمواجهة هجوم عراقي متواصل.. لكان وضعنا سيئا للغاية.. لاسيما أن المدرب لم يعالج هذا الخلل الكبير بسهولة.. ويغير الجناحين (فهد وسالم) منذ وقت مبكر.. ويأتي ببديلين أكثر فاعلية منهما.. علاوة على أن كلا من أسامة هوساوي ومحمد عيد كانا يلعبان على خط واحد وذلك كان كفيلا باختراق الهجوم العراقي السهل لهما لولا عشوائية هذا الهجوم وتوتره. وعدم ضبط حركته.. وهذا هو شكل خط الدفاع السعودي الذي كان معرضا للانكشاف في أي لحظة: •• هذا التشكيل الخاطئ كاد يكلفنا الكثير.. ليس في اختيار التشكيلة فقط منذ البداية.. ولكن في الخطأ في توزيع الأدوار.. •• كيف هذا؟! •• كان من الواضح من البداية أن المدرب قد اعتمد خطة تعتمد على الأطراف كثيرا.. وتوفر لنا فرصا أكبر للبقاء في المقدمة وتشكيل ضغط شديد على دفاع العراق من المؤكد أنه كان سيسفر عن نتائج أفضل لو تحقق بالصورة المثلى وتكامل جهد الظهيرين مع الجناحين.. وتحقق استثمار هذا التخطيط في فتح الملعب وتشتيت منطقة وسط الفريق العراقي.. لكن حالة التوهان التي كان عليها (المولد) في اليسار و(سالم) في اليمين ألغت هذا الدور الهجومي الجانبي المؤثر إلى حد كبير.. ومع ذلك فقد استمر الظهيران في طريقتهما الميالة إلى القيام بأدوار هجومية في أكثر أوقات المباراة. ولولا ضعف أطراف العراق اليمنى واليسرى لحقق العراقيون اختراقات خطيرة من منطقتي الظهيرين في منتخبنا ولتحولت الميزة التي يتمتع بها (منصور) و(معاذ) إلى كارثة.. •• ومع ذلك فإن الكرات العراقية الطويلة من الدفاع إلى هجوم المقدمة لكل من (يونس) و(همام) قد عوضت شلل الأطراف وشكلت ضغطا متواصلا على متوسطي دفاع منتخبنا. وكان على مدربنا أن يعالج هذا الوضع ويتداركه (حتى قبل بدء المباراة) ولكنه لم يفعل هذا حتى مع استمرارها وظهور هذا الخلل في خط الظهر بوجود مدافعين فقط (هوساوي/عيد) وكان العلاج سهلا وبسيطا وهو أن يقوم كل من (كريري) و(غالب) بالتراجع خلفا وفقا لطبيعة الهجمة العراقية وحال تقدم (منصور) أو (معاذ) لدعم الهجمة.. لكن ذلك لم يحدث على النحو التالي: •• والعيب هنا.. ليس في تقدم (منصور) و(معاذ) أبدا.. وإنما في عدم قيام المحورين الدفاعيين بمهمة مساندة متوسطي الدفاع سواء لأنهما لم يطالبا بذلك من قبل المدرب.. أو لأن لياقتهما لم تكن تسعفهما للقيام بدور دفاعي مطلوب جنبا إلى جنب أدوارهم المساندة للهجوم في الأصل.. •• صحيح أن كريري وغالب تراجعا في أوقات قليلة إلى الخلف لمساندة الدفاع ولكن تراجعهما كان نادرا ومحدودا وتحركهما كان بطيئا.. •• وحتى عندما كانا يتراجعان لأداء أدوار دفاعية كان تحركهما مشتركا.. ولم يكن منظما بحيث يرجع أحدهما ويظل الآخر في منطقة الوسط التي شغلها العراقيون بامتياز نتيجة حالة الاضطراب التي عانينا منها في هذه المنطقة طوال المباراة وبالذات بعد أن تسبب إبراهيم غالب في أكثر من مخالفة نتيجة دخوله العنيف على اللاعب العراقي نال مع أحدها (كارتا اصفر) وكان يمكن للحكم أن يعمد إلى طرده لولا أن المدرب تنبه لذلك وأخرجه من الملعب وأدخل بدلا منه (أحمد عسيري) ولكن في وقت صعب ومتأخر.. وحتى عسيري تعرض بعد نزوله إلى الملعب لضربة شديدة أفقدته توازنه فقل عطاؤه تماما.. •• وحتى هبوط عسيري في هذا الوقت المتأخر كان محل تساؤل وحيرة.. لأن إحلال (محمد عيد) في موقع متوسط الدفاع إلى جانب (الهوساوي) كان مثار اندهاشنا جميعا لأن درجة تجانس (أحمد عسيري وأسامة هوساوي) معروفة ودواعي الاستقرار في خط الظهر كانت كبيرة.. لكن (محمد عيد) أثبت في هذه المباراة أنه لا يقل أهمية عن العسيري في هذا المكان.. وحقق ما هو مطلوب منه.. وإن قلت درجة تجانسه مع أسامة بعض الشيء. لكنه كان في الفورمة وساهم في تقليص فعالية هجوم العراق رغم غياب مساندة محوري الدفاع (كريري/غالب) عن القيام بدورهما الدفاعي.. •• ومع ذلك فإن على المدرب (لوبيز) أن يستقر في هذه المنطقة بصورة نهائية.. وأن يعتمد خط الظهر الأساسي لأن لديه عددا وافرا في هذه المنطقة.. •• لكن من الواضح أنه يتجه إلى استمرار واستقرار تشكيلة الأمس رغم وجود (كامل الموسى) الذي تخلف عن المباراة للإصابة.. بالإضافة إلى وجود أحمد عسيري وأنا أفضل أن يكون تشكيل هذه المنطقة بصورة أساسية من: منصور الحربي وأحمد عسيري وأسامة هوساوي وحسن معاذ في حالة استمرار غياب (أسامة المولد) عن الملاعب وعدم جاهزيته وإلا فإنه وأسامة هوساوي يشكلان (قفلا) محكما لمنطقة وسط الدفاع إذا أمكن تأهيلهما لهذه المنطقة في الانتظار للتصفيات النهائية عام (2015م) في سيدني. •• ويمكن الاحتفاظ بخط مواز لهذه المجموعة في دكة الاحتياط للتغيير في أية لحظة مكون من: كامل المر.. وأحمد عسيري.. وعمر هوساوي وياسر الشهراني.. للحلول محل الخط الأساسي في حالة الحاجة إلى التغيير وإن كان على المدرب أن يسعى إلى توفير ظهير أيسر يحل محل (منصور) في حالة تعرضه لأي مكروه لأنه لا يوجد لدينا في هذه الخانة من يسد مسده بنفس المستوى ونفس الجاهزية ونفس الفعالية التي يتمتع بها. •• أما منطقة الوسط فإن المدرب كان شديد الحيرة في المفاضلة بين من يشارك (كريري) في شغل موقع محور الارتكاز الآخرين إبراهيم غالب ومحمد أبوسبعان وأحمد عسيري (الجاهز لشغل هذا المكان) ومكان متوسط الدفاع إلى جانب الهوساوي.. ولا شك أن (إبراهيم غالب) لاعب مجيد في هذا الموقع لو تخلى عن عصبيته. وخفف من خطورة فاولاته.. لأنه وكريري من أفضل من يؤدون واجبهم في هذا الموقع الهام شريطة رفع جاهزيتهما وتوسيع دائرة مهامهما لتكون دفاعية/هجومية.. بوضوح تام وبحركة ذاتية تحكمها مجريات اللعب.. •• وفي هذه الحالة فإن كلا من محمد أبوسبعان ووليد باخشوين يصبحان أفضل من يحل محلهما عند الحاجة إلى التغيير وإن كان بإمكان أحمد عسيري أن يقوم أيضا بهذه المهمة عند الحاجة أو عند غياب أحدهما عن التشكيلة لأي سبب من الأسباب. •• أما بالنسبة للأطراف (فهد المولد) في اليسار و(سالم الدوسري) في اليمين.. فإن غياب تأثيرهما في المباراة ومع ذلك استمرارهما كان -على ما يبدو- اضطراريا.. لأنه لا يوجد على دكة الاحتياط من يحل محلهما في نظر المدرب.. لأن (مصطفى بصاص) كان غائبا بحكم التوقيف وإلا لحل مشكلة تواضع مستوى (سالم) في هذه المباراة رغم حيويته المعروفة قبل إصابته الأخيرة.. وإن كان لديه على دكة الاحتياط (حمدان الحمدان) كما أن لديه (نايف هزازي) الذي كان يمكن له أن يتبادل المراكز في المقدمة مع ناصر الشمراني.. ويحقق مستوى أفضل للفريق في خط الهجوم. كما أن لديه من هو أفضل منهما وهو (يحيى الشهري) الذي يجيد اللعب في كل الخطوط.. وبصورة أكثر تحديدا في خط الوسط وفي الأطراف. لكن المدرب أقدم على تغييرات غريبة في الربع الأخير من الشوط الثاني عندما استبعد (سالم) وأدخل (ياسر الشهراني) وبذلك كرر دور حسن معاذ. ولم يحصل على الإضافة الحقيقية للهجمة في وقت كان العراقيون يضاعفون نشاطهم للحصول على التعادل.. ولو تعادلوا لحققوا الفوز بكل تأكيد.. •• فإذا نحن جئنا إلى منطقة هجوم المقدمة وهو: •• فإننا سندرك مدى الفراغ الكبير الذي كان يعاني منه هذا الخط.. حيث تحمل (تيسير الجاسم) الجزء الأكبر من عبء الحركة في المقدمة وتوزعت مهمته بين (تجهيز) الكرة إلى (ناصر).. وبين استقبال الكرات من حسن معاذ في اليمين لتعويض غياب دور سالم.. أو استقبالها من منصور في اليسار لضعف فعالية فهد وبالتالي عزلة ناصر في أكثر الأوقات بالمقدمة مما اضطره لبذل جهد فردي أسفر عن الهدف وضياع فرصة هدف أخرى.. •• وأنا لا ألوم ناصر على عدم فعاليته الكبيرة ولاسيما في الشوط الأول من المباراة.. لأنه لم يجد الدعم الكافي من المؤخرة.. وهذا ليس بسبب قصور تيسير.. بل على العكس من ذلك وإنما السبب عدم وضوح الأدوار التي يقوم بها محورا الدفاع خلف تيسير.. وطغيان دور الظهيرين على دور الجناحين.. مما قلل من خطورة الهجوم ووجود ناصر منفردا في المقدمة أكثر الوقت.. وإن كان تيسير قد وجد نفسه مضطرا للقيام بدور المهاجم الصريح في بعض الأحيان وتحقيق الهدف الأول ببراعة الكبار وخبرتهم.. •• وهذا يعني أن فوضى التشكيلة قد أدت إلى غياب الانضباط في كل من الدفاع والوسط والهجوم وتركت المهام لاجتهادات اللاعبين.. ولم تتم معالجتها بتغييرات ضرورية كان يمكن أن تغير وجه المباراة وتحسمها لصالحنا منذ وقت مبكر.. •• وكما قلت في البداية فإنه لو تمت الاستعانة ب(يحيى الشهري) منذ وقت مبكر لتم دعم خط وسط المقدمة كثيرا.. لأن منطقة الوسط كانت تحتاج إلى دعم أكبر لمساعدة (تيسير) من جهة.. وتعويض أدوار الجناحين غير المثمرة.. لكن المدرب لم يفكر مجرد التفكير في هذا التغيير المهم والمحوري لإنزال لاعب ذكي وحيوي الحركة وقوي القدم مثل الشهري لاسيما مع خط دفاع عراقي كان من الواضح أنه سهل الاختراق.. ويعاني من اختلالات كبيرة سواء في متوسطي دفاعه أو في طرفي الدفاع وهو ما لم نستفد منه بدرجة كافية وأكده وصولنا إلى مرماه مرتين من فرصتين جيدتين لا ثالث لهما.. •• وأخيرا.. •• فإنه لا بد من الإقدام على الخطوات التالية إذا أردنا تصحيح مسار المنتخب.. لاسيما أن أمامنا فترة كافية لمعالجة وضعه المهزوز وتلك هي: - أولا: استقدام فكر كروي (أوروبي) لتولي مسؤولية تدريب المنتخب في الفترة القادمة لأن التصفيات النهائية تتطلب مستوى فنيا ولياقيا وتكتيكيا أعلى يحل محل فترات التجارب التي طالت دون أن تتشكل لمنتخبنا هوية أو ينتهي لمستوى جاد من الأداء المحكوم بالانضباطية.. ووضوح الرؤية. - ثانيا: إعادة قراءة واقع الملاعب من جديد لاكتشاف عناصر شابة جديدة تكون بمثابة روافد يتم تجهيزها وكسب حماستها وتطلعها إلى إثبات وجودها بعد أن خمدت هذه الروح.. في ظل الاعتماد على منهجية (ناعمة) تعودت عليها الكرة الإسبانية وألفها لاعبونا.. - ثالثا: بناء المنتخب على أساس مختلف وجديد في خططه وتشكيلاته.. بحيث يتمكن من رسم خطة اللعب في كل مباراة وفقا لطبيعة المنتخب المقابل.. ونقاط القوة والضعف فيه.. وتجهيز اللاعبين على أساس اللعب بخطتين هما: (3/3/4) في حالة التعامل مع الفرق التي تتفوق هجوميا ويستدعي التعامل معها اللعب بشكل متحفظ ولاسيما في الشوط الأول لاختبار كفاءتها وتحديد نقاط الضعف في خطوطها والانتقال بعد ذلك إلى الخطة الهجومية (3/3/4) لتحقيق نتائج أفضل.. مع ضمان قياس درجة أداء المنتخب الآخر في منطقة الوسط ومعالجة ذلك عند الضرورة بدعم منطقة وسطنا بحيث نلعب عندها بطريقة (3/4/3) بمحورين في خط الظهر.. ومحورين هجوميين في وقت واحد.. شريطة أن تكون لنا أطراف فعالة وقادرة على نقل ثقل المباراة إلى الجانبين والإكثار من الكرات الجانبية المرفوعة وقيام المحورين الهجوميين بدور فعال في استقبال هذه الكرات.. والمراوحة بين التمرير للمهاجم الصريح والتهديف من مناطق بعيدة.. أو بالهجوم المباشر من الخلف.. •• هذه الثقافة كما قلت في البداية تتطلب فكرا كرويا حيا وشجاعا وقادرا على تجهيز منتخب قادر على التشكل بحسب ظروف كل مباراة يسنده بنك احتياطي قوي يستثمر نقاط الضعف في المنتخب المقابل بسرعة ويغير مجرى اللعب بسهولة.. ويربك الفريق المقابل ولا يمكنه من التحرك أمامنا بصورة أفضل.. •• لكن هذا التشكل داخل الملعب وإن بدا مربكا لمنتخبنا إلا أنه لن يكون كذلك إذا كان الجهاز الفني مؤهلا لتوفير كوادر قادرة على التعامل مع كل مباراة مع ثبات التشكيلة وإدخال تعديلات طفيفة عليها وفقا لمسار كل مباراة.. لأن من الغباء أن يمنعنا الثبات والاستقرار على التشكيلة من العمل بذكاء على التغيير للأدوار والمهام بسرعة وأثناء سريان المباراة شرط أن نكون قد عودنا اللاعبين على هذا الانتقال من خطة إلى خطة وجعلناهم جاهزين لأداء أدوار جديدة أثناء سير المباراة.. ولا تعارض في هذه الحالة بين استقرار التشكيلة وتغيير الأدوار داخل الملعب إذا تدرب اللاعبون على ذلك وأجادوه وكانوا جاهزين لأدائه.. •• ذلك جانب.. •• أما الجانب الذي لا يقل أهمية فهو أن يخوض منتخبنا مباريات إعدادية هامة مع فرق قوية ومحترفة بصرف النظر عن النتائج لا أن يتسلى بمباريات (ماراثونية) مع فرق أو منتخبات ضعيفة وكأنها تحصيل حاصل.. ولكن بعد أن نعجل بإعادة تشكيل وبناء المنتخب على يد الفكر الكروي الأوروبي الجديد.. وبدون هذا فإن الوصول إلى الكأس سوف يكون ضربا من المستحيل مع منتخبات تبدو أكثر جاهزية منا.. بينما مضى علينا الوقت ونحن ما زلنا في طور التجريب الخجول والمتردد والضعيف وكأن هذا هو أقصى ما لدينا وأفضل ما عندنا وهذا غير صحيح.. لأن الدولة لم تقصر مع المنتخب ولن تقصر إذا هي وجدت من يفكر له بصورة مختلفة.. وتلك مهمة اتحاد الكرة كما هي مهمة الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومهمتنا نحن كإعلاميين أيضا. *** •• السؤال الأخير الذي يجب أن نطرحه ونجيب عليه هو: •• لماذا قلنا إن الأهلي هو الذي حملنا إلى سيدني؟ والإجابة هي: •• إن من تحمل عبء هذه المباراة بحق وحقيق هم اللاعبون (منصور الحربي/الظهير الأيسر) وقلب الدفاع (أسامة هوساوي) وتيسير الجاسم في الوسط.. هم الذين تحملوا المسؤولية الأكبر في الخروج بهذه النتيجة بصورة أساسية بالتعاون مع بقية اللاعبين وإن كانوا بمثابة مفاتيح اللعب الأساسية وذلك يحسب لهم.. وهم يستحقون منا كل التقدير لأن كلا منهم حصل على (10 من 10) في أداء جميع الأدوار المنوطة بهم.. وهو ما نأمل أن يتحقق من الجميع وعلى يد الجميع في المستقبل إن شاء الله تعالى. •• وإذا كان ما يجب ان نأخذه في الاعتبار مستقبلا فهو تحسين مستوى الحراسة بإيجاد ردائف قوية وشابة تضاف للرصيد الحالي وتدعم وتقوي مستوى أدائه وخبرته أيضا.