اتفق سكان العاصمة المقدسة، على الهدر المالي في مشاريع تصريف مياه السيول والأمطار بسبب اختيار شركات غير متخصصة لمشاريع تصريف السيول وكذلك تواضع أدائها في العمل وتنفيذه وضخامة قيمة العقود المرصودة من أجل هذه المشاريع الهامة. وأوضحوا أن ما تعرضت له بعض أحياء شمال العاصمة المقدسة من أضرار وتلفيات جسيمة في الممتلكات العامة والخاصة جراء تدفق السيول الجارفة التي هطلت قبل عدة أيام، دليل على ذلك، مطالبين بأن تكون هذه المشاريع على قدر وحجم كميات الأمطار والسيول لتنطوي صفحة الكوارث وأزمات الأمطار أسوة ببعض الدول الأخرى رغم فوارق أسعار التنفيذ بين هنا وهناك، مجمعين على أن القيادة لا تألوا جهدا في رصد مئات الملايين لرفاهية المواطن وتحريك عجلة التنمية إلا أن هناك خللا دائما في تلك المشاريع يغيب عنها المساءلة الإدارية في فشل المشروع أو محاسبة رداءة البنية التحية للمشروع وجودة الأداء للقيام بدوره الذي بني من أجله. وقال عبدالعزيز اللحياني: «منذ عقود مضت ونحن نتابع أخبار توقيع العقود بين الأمانات والشركات المنفذة لمشاريع تصريف السيول، ولكن عندما تأتي الأمطار وتنجرف معها السيول نستحضر تلك العقود وما رصد من أجلها فبعضها يعجز عن المقاومة وبعضها الآخر يكون سببا في خسائر ممتلكات المواطنين وتعطيل مصالحهم، وخير مثال على ذلك مشروع تصريف السيول بحي العمرة الذي ما زال خارج الخدمة منذ عقود مضت، حيث إن كميات الأمطار تبقى راكدة لتقطع الطريق أمام المسافرين وعابري الطريق السريع المؤدي للمدينة لساعات طويلة يتحمل معها المرور عناء فك التلبكات المرورية في مشهد اعتاد عليه الجميع في كل مواسم الأمطار، على الرغم من قيام عدة شركات بمشاريع متكررة لتصريف السيول في هذه المنطقة وعلى الرغم من صرف عشرات الملايين، إلا أن الأمر ما زال متكررا وبشكل مزعج لاسيما مع عدم التأكد من سلامة أداء المشروع على أكمل وجه». ويردف محمد الصاعدي (فقد مركبته جراء السيول): من المسؤول عن فشل المشاريع الحيوية الهامة؟ هل هو المقاول أو الشركة المشرفة على المشروع أم الجهة المنفذة للمشروع؟، هناك خلل واضح في تقصي الحقيقة والتعرف على مكمن فشل المشاريع التي راح ضحيتها أنفس زكية وأموال طائلة، فمشروع تصريف السيول الذي أقيم قبل عدة سنوات وتم تنفيذه من شارع الحج حتى خارج النطاق العمراني بمنطقة العمرة لم يقم بالمهمة التي انتظرها المواطن لسنوات العمل المتواصلة، بل أصبح مجرى لمياه الصرف الصحي تنبعث منه الروائح الكريهة فاختلطت مياه السيول مع المجاري، غير مستفدين من مياه السيول التي تقدر بمئات الملايين من الأمتار المكعبة، خاصة أن مكة تفتقد للمياه العذبة وذلك بوضع سدود استراتيجية خارج مكةالمكرمة تجمع فيها مياه السيول للاستفادة منها بدلا من هدرها دون فائدة. وقال سعود القرشي من سكان وادي صايف: تتكون مياه السيول من وادي صايف الذي نسكن بجواره وذلك من خلال تجمع مياه الأمطار من بين تلك الجبال الشاهقة، حيث تجري المياه نحو حي الندوة والبحيرات مخلفة أضرارا فادحة في الأرواح والممتلكات العامة، وهذا يستوجب ضرورة وجود مصدات خرسانية أو صخرية تخفف من هدير المياه وتكبح جماح السيول الهائجة، أو بناء سد يحفظ فيه كميات كبيرة من المياه يستفاد منها وقت الحاجة خاصة أن وادي صايف يعتبر من أكبر أودية وشعاب شمال العاصمة المقدسة، وأصبح مصدر قلق وإزعاج لسكان حي العمرة خاصة مع توسع الرقعة العمرانية حول هذا الوادي وظل انحسار روافده عبر شوارع ضيقة تساعد على تكوين أمواج عاتية تأتي على حي الندوة وتسبب في كوارث نحن في غنى عنها، مطالبا المسؤولين وأصحاب القرار بالوقوف على الوادي ووضع الحلول المناسبة للحد من خطورته التي تهدد سلامة السكان مع بداية كل قطرة مطر.