استبق المجلس البلدي في محافظة المزاحمية معالجة تداعيات السيول والأمطار برفع توصية إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية لمحاسبة من تسبب في تحويل مشروع درء أخطار السيول الذي كلف نحو 3 ملايين ريال إلى سور مزرعة خاصة، وكشف ل(عكاظ) عبدالكريم بن سعد الشمالي رئيس المجلس البلدي أن الاجتماع الذي عقد أمس رفع توصية إلى الوزارة بهذا الشأن، مشيرا الى أن سور المزرعة يقع في جزء من وادي جمل جنوبي المحافظة خارج النطاق العمراني وسبق أن تمت حماية المنطقة المذكورة بعبارات سيول حفاظا على الأرواح والممتلكات. وأكد الشمالي أن السبب في إصرار المجلس وإقراره بالإجماع علي التوصية استهدف محاسبة المتسبب، حيث تكررت المخالفات والتجاوزات بتنفيذ مشاريع ونقل بعضها دون الرجوع للمجلس ولكون تلك المخالفات تتعارض مع المصلحة العامة ومنح الأولوية لمشاريع درء أخطار السيول وحماية أرواح المواطنين من أخطار السيول، مؤكدا أن المشروع لم يتم عرضه علي المجلس ولم يتم إقراره في موقعه المنفذ به حاليا. وأشار الشمالي إلى أن المجلس بإجماع أعضائه الحاضرين في الجلسة اتخذوا القرار مطالبين بمحاسبة المتسبب أو المتسببين في ذلك، إيمانا منهم بأن مثل هذا التصرف يعتبر هدرا للمال العام دون الرجوع للمجلس الذي يعتبر المسؤول الأول عن تحديد الأولويات، لافتا الي أن هناك مواقع داخل المحافظة ومحيطة بسكان القري والمراكز معرضة لأخطار السيول. في الطائف كشفت الأمطار الأخيرة ضعف مشاريع التصريف رغم الأرقام الفلكية التي صرفت لتنفيذها وبدأ العمل فيها منذ سنوات، حيث غرقت الشوارع والأحياء وفقا لما وثقته الصور والعدسات، وهي اللقطات المتكررة في كل عام لتثبت عدم كفاءة المشاريع. وبحسب مصدر تحدث ل(عكاظ) من الطائف أن عدم قدرة المشروعات على تصريف كميات المياه يعود لضعف البنية التحتية للشوارع وعدم دقة المصبات، حيث لم تؤخذ في الاعتبار المنحدرات الكافية، فضلا عن ضيقها وصغرها، ما يشير الى وجود تجاوزات في العقود والدراسات. إلى ذلك، طالب عدد من سكان الطائف بضرورة تشكيل لجان محايدة تراقب وتدقق كل العقود المبرمة ومعرفة أهلية الشركات والمؤسسات التي قامت بالتنفيذ والضرب بيد من حديد تجاه كل من يثبت تقصيره وتهديده سلامة الأرواح والممتلكات. ويقول شاكر النفيعي، فيصل الحارثي وأحمد النمري إن أمطار الطائف كشفت فشل المشاريع بنسبة كبيرة. ويقول السكان: يجب البدء في فتح ملف تحقيق ومتابعة شاملة لمحاسبة كل مقصر، والضرب على أيدي العابثين، لأن مخالفاتهم تهدد الأرواح.. ولا ينسى المواطنون الكوارث التي حدثت العام الماضي وراح ضحيتها ثلاثة شبان ابتلعتهم السيول وقذفت بجثثهم الى مسافات بعيدة بعد أن تجاوزت السيول المندفعة كل مشروعات التصريف. ويضيف المتحدثون في الطائف ان السيول الهادرة اخترقت أحياء الوسط كالعزيزيه والشرفية والمنطقة المركزية والسليمانية، وفي الأمس القريب فوجئ سكان حي المنتزه بسياراتهم تطفو مثل كرات الثلج في أنهار السيول التي تكونت في أقل من 30 دقيقة وأثبتت أن كل الوعود والمشاريع التي أطلقتها أمانة الطائف مجرد كلام لم يصمد كثيرا.