قيمة أخرى متميزة تضاف إلى قيم هذه الحكومة الرشيدة، حكومة المملكة العربية السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، حيث تجسدت هذه القيمة في قرارات اختيار وتعيين أمراء المناطق، ممثلة هذه المرة في اختيار وتعيين سمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود أميرا لمنطقة نجران. لا شك أن اختيار وتعيين الأمير جلوي أميرا لنجران يعد قيمة مضافة إلى قيم ومقامات سابقة باسقة تشرفت بإدارة شؤون منطقة نجران وشرف بها أهل نجران. فسموه ليس غريبا عن منطقة نجران جغرافيا وتاريخيا، حيث إن منطقة نجران والمنطقة الشرقية تمثل امتدادا بشريا وحضاريا متواصلا ومتفاعلا منذ زمن قديم. لم تحل صحراء الربع الخالي دون وصول طلائع أهل نجران إلى المنطقة الشرقية منذ وقت مبكر، حتى صاروا جزءا من التركيبة السكانية والتاريخية والثقافية للمنطقة، شأنهم في ذلك شأن أبناء المناطق الأخرى في المملكة؛ لذلك فإن سمو الأمير جلوي ليس غريبا عن منطقته وأهله في نجران، فهو يعرفها وتعرفه، وبالتالي فإن تعيينه أميرا لها ليس إلا مجرد التقاء تاريخي. عرف سمو الأمير جلوي بتواضعه الجم وحلمه وأناته وجده وإخلاصه في التعامل مع الأشخاص والقضايا التي يتعامل معها. ديدنه في ذلك التروي في أموره كلها، ودليله في عمله وتواصله الأمانة والعدل والحزم واحترام الآخرين. يعمل بصمت ويترك الإنجاز وحده يتحدث عن ذاته. قريب ممن حوله حتى إنك لا تسمع بفرح أو ترح أو حادث وطني في المنطقة الشرقية إلا وكان سمو الأمير من أوائل المهنئين أو المواسين أو المباشرين لمعالجة الحدث. خبرته في إدارة شؤون المناطق ليست جديدة، فهي خبرة واسعة وعميقة في نفس الوقت. تشكلت منذ أن كان نائبا لأمير منطقة تبوك في العام 1421ه، حتى تم تعيينه نائبا لأمير المنطقة الشرقية عام 1425ه. بل لعلنا لا نؤكد إلا الحقيقة، وهي أن خبرة الأمير في الإمارة قد بدأت منذ وقت طويل، فقد عاش في بيت الإمارة، فهو أمير من بيت الأمراء. فلنعم الأمير ذلك الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود، وهنيئا للأمير بهذه الثقة الملكية، وهنيئا لنجران بهذا الأمير. نجران التي هي وجهة سمو الأمير جلوي منطقة تشرف بكل من يأتي إليها أميرا أو مسؤولا أو مواطنا. رجالها ونساؤها مثال للوطنية الصادقة والوفاء الجم والإخلاص المتناهي في حب دينهم ومليكهم ووطنهم. أهل نجران عون وسند لكل من تقلد منصب الإمارة في نجران؛ ولا غرو في ذلك فهم عون وسند للدولة قبل كل شيء. يقفون في ذلك صفا واحدا رجالا ونساء مع إخوانهم من أبناء مناطق المملكة العربية السعودية الأخرى. أهل نجران يقدرون من يأتي لهم، يحفظون له حقوقه، ويعرفون واجباتهم نحوه، ويثمنون له أعماله ويبادرون له في الرخاء والشدة. أهل نجران أثبتوا على الدوام رجالا ونساء أنهم موضع الثقة والفخر والاعتزاز من لدن ولاة الأمر، فهم جزء من كيان وحدة هذا الوطن ولحمته وحماة لمنفذ من منافذه.. أهل نجران يتشرفون بكل من يأتي إلى نجران ويشرفونه بحبهم وكرمهم وولائهم. صفاتهم وأخلاقهم تنسجم مع صفات وأخلاق أميرهم الجديد ولا غرابة في ذلك، فالقيم واحدة والوطن واحد، حتى لكأنك تقرأ في الحدث بأن التلاقي بين الأمير وأهل نجران كان منذ زمن بعيد، ولم يكن تعيين الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود منذ 19/1/1436ه إلا تجسيدا لهذا التطابق والتلاقي بين الأمير وأهل نجران. * عضو مجلس الشورى