الإنسان الكائن الوحيد الذي ميزه الله بنعمة العقل عن باقي مخلوقاته، ولهذا العقل مراحله المختلفة بالنمو باختلاف مراحله العمرية واكتساب ثقافاته وخبراته وتعليمه. فعقل الطفل يملؤه حب الاستطلاع والاكتشاف، وعقلية الشاب تملؤها حب التجارب، بينما نجد العقل الناضج تطغى عليه الاستفادة من تجاربه وتكون تصرفاته مبنية من مراحل عمره المختلفة ليقطف ثمار خبراته.. وما بين هذا وذاك نجد أن من أهم المراحل العمرية هي المرحلة المليئة بالطاقة وعنفوان واندفاع الشباب والتي يجب الاستفادة منها لتكون طاقة إيجابية يستفاد منها للشخص نفسه ولمستقبله بما يفيد المجتمع.. والتي تكون بعكسها بطاقة سلبية تزعج كل من حولها وبمعنى أصح (إما أن تشغله أو يشغلك).. وللسيطرة والاستفادة من هذه المرحلة العمرية الحرجة يأتي دور صقل الهوايات وتوفرها بالطريقة التي تجذب وتطور الموهبة. وأهم ما بموضوع الهوايات هوا معرفة الشخص نفسه بموهبته وهواياته. أعرف أحد الأشخاص والذي اكتشف موهبته في الكتابة بالصدفة بعدما قد تعدى عمره الأربعين عاما عندما طلب منه أحد الأصدقاء كتابة مقالة له فأصبح بعدها من المبدعين الذين يشار لهم بالبنان.. يا ترى لو كان قد اكتشف موهبته من عمر مبكر كم كان سيفيد ويستفيد. الكثير منا عندما يذكر موضوع الهوايات ينظر إليها نظرة ثانوية كنوع من الرفاهيات والكماليات وغير المبالاة .. بينما هي من الأساسيات والتي قد يرسم بها مجرى حياتك، فطبيعة الإنسان بالإبداع والإخلاص بما يحب أن يفعله..