."كانت صدفة و أصبحت واقعا ملموسا" هكذا وصف عبد العزيز يعقوب عجاج موهبته منذ بدايتها و حتى هذه اللحظة مضيفاً : "لدي و أقوم بعمل مسرحية لهم، كما أنني لم أنس موقف أول مسرحية قمت بعملها ضمن جمعية الثقافة و الفنون حيث أن الإدارة قامت بتغيير النص في اللحظة الأخيرة الأمر الذي يجعل من أي ممثل يملؤه الشعور بالارتباك، إلا أنني -و لله الحمد- لم أشعر بذلك أبداً، بل على النقيض كنت عفوياً جداً و متناسياً وجود الجمهور و كأنني أتدرب مع نفسي ، و الجميل أن جائزة أفضل طفل مسرحي استلمتها بعد هذا الأداء" و طالب عجاج من أولياء الأمور أن لا يتهاونوا بمواهب أبنائهم مهما كانت، حيث أن الفرصة تأتي مرة بالعمر فلابد منهم استغلالها جيداً " . وفي نفس السياق طالب عبد العزيز أن يكون هنالك مكان لعمل «البروفات» المسرحية متخصص بذلك، حيث أنهم يقومون الآن بعمل التدريبات في المنازل بعد أن يقوم أعضاء الفريق بالتجمع في مكان واحد. ثقته بنفسه جعلت منه طفلاً موهوباً فيما عبرت والدة عبد العزيز أن ثقته المفرطة في نفسه كانت دافعا كبيرا له، حيث شارك بالعديد من الأعمال المسرحية التابعة لجمعية الثقافة و الفنون بالدمام و نال جائزة المركز الثالث ضمن مسابقة أفضل طفل مسرحي و أضافت عن أول خطوات عبد العزيز في اكتشاف الموهبة: "ما لفت نظري إلى ابني هو تميزه عن إخوته في ثقته المفرطة بنفسه، بالإضافة إلى روحه المرحة و شخصيته الاجتماعية، كما أن لديه القدرة العجيبة في تقليد شخصيات من هم حوله بأدق التفاصيل، و اهتمامه بالشكل الخارجي و تنسيق الألوان أمر مبالغ فيه لدى عبد العزيز". إننا مع الأسف الشديد نعاني بشدة من أولياء الأمور، فنجد الأب والأم يركزان اهتمامهما حول علامات الشهادة، متناسين أنه لولا موهبة الطالب وذكاؤه في مجال ما لما تميز لرفع معدله وعلاماته الدراسية. مدارسنا بحاجة لصقل المواهب من جهة أخرى عبّر الأستاذ جهاد بركة – مرشد طلابي تربوي – عن ضرورة اكتشاف الموهبة منذ بداية انضمام الطالب للمدرسة و قال ناصحاً أقرانه المعلمين: "إن الموهبة نعمة من رب العباد، و لطالما نجد هذا النوع من الكنوز التي أصبحت تتلاشى شيئاً فشيئاً لعدم اهتمامنا بالطريقة السليمة لدعم هذه المواهب، نجد بالمقابل إبداعات تُدفن، وعقولا لم ترَ النور بعد، والمؤسف أن مناهجنا التعليمية لا تجمّل هذه المواهب ضمن مقاييس الذكاء المتباينة، ولذلك دور أساسي في قمع هذه المواهب، وهنا يكمن دور المعلم، يكفي دور المناهج التعليمية الغائبة كلياً بتسليط الضوء على مواهب الطالب، فالموهبة بذرة الإمكانيات، إن لم تُسقَ بالشكل المطلوب و التغذية السليمة والاهتمام الدوري لهذه البذرة، لن نجد شجرة مثمرة تفيد من حولها" وأضاف متسائلاً: «لماذا نجد غياب دور المدارس الحكومية بالدرجة الأولى بعدم التركيز على مواهب طلابنا، واكتفائهم بالروتين المدرسي اليومي؟، كما أننا لم نعد نستفيد من خبرات المدارس القرينة لنا، حيث أن هنالك مدارس استطاعت وبجدارة أن تحتل مراكز عالمية، لماذا لم تستفد مدارسنا الحكومية حتى الآن من هذه التجارب؟، ولا ننسى أن الاهتمام بالطالب الموهوب يجعل من أبناء الوطن وجودا ذا أهمية ودورا فعالا في مجتمعه، وبالتالي يستطيع وطنه أن يستفيد منه بالمستقبل بفتح بيئة علمية مختلفة المجالات". لابد من توزيع الطاقة بين الصفوف المنهجية واللامنهجية وأضاف بركة حول دور أولياء الأمور – الآباء و الأمهات-: «إننا مع الأسف الشديد نعاني بشدة من أولياء الأمور، فنجد الأب والأم يركزان اهتمامهما حول علامات الشهادة، متناسين أنه لولا موهبة الطالب و ذكاؤه في مجال ما، لما تميز لرفع معدله و علاماته الدراسية، فهناك حلقة وصل كبيرة بين العلامات وبين الموهبة، فلابد من تقدير الطاقات التي تُبذل وتوزيعها بالطرق السليمة بين الصفوف المنهجية واللامنهجية، كما أنه لابد أن نجعل مطلق الحرية لأبنائنا في اختيار طريقه بنفسه، ومن ثم يأتي دور الأب و الأم بدعمهما لهذا الطريق الذي اختاره الابن على أن تكون النتيجة بيئة متميزة و سليمة قادرة على إنتاج جيل مختلف بعيدا كل البعد عن الروتين التعليمي".