رغم أن قرود البابون، تستهوي الكثيرين، إلا أنها بالنسبة لأهالي فيفاء تشكل معاناة وقلقا دائمين، بعدما فقدوا السيطرة عليها، بعدما غزت المنازل وراحت تروع الصغار والكبار، وأتلفت المحاصيل الزراعية، ولوثت خزانات المياه، وعبثت بكل محتويات المنازل. ولأنها العدو الذي يصعب اصطياده لفراره إلى الغابات والاختفاء داخلها، يعرف الأهالي أنهم يتعاملون مع عدو ذكي يستطيع العبث والهرب، ولا تجدي معه كل محاولات المكافحة الاعتيادية ولا حتى المبيدات الكيميائية التي باتت القرود تعرف خطورتها ولا تقرب منها. ولا يعرف جبران الفيفي حلا لمواجهة تلك القرود سوى باستخدام المصائد الشبكية والصعق الكهربائي لمنعها من الاقتراب من المنازل. لكن على المشنوي، يذهب إلى أبعد من ذلك، ويرى أن النمر العربي، هو الحل الوحيد لإنهاء تواجد هذه القرود، مشيرا إلى أن اختفاءه ساهم بشكل أو بآخر في انتشارها بالمنطقة، إضافة إلى توفير الطعام لها من عشاق القرود العابرين بالطرقات والذين لا يجهلون أو لا يبالون بخطورتها على السكان المجاورين، فهم يساهمون في تربيتها وإبقائها على قيد الحياة، ولم تفلح اللوحات الارشادية التي نشرتها بلدية فيفاء مؤخرا على بعض الطرقات التي تتكاثر عليها حيوانات قرود البابون في فيفاء للتوعية بخطرها والتحذير من تقديم الأكل لها حيث اتخذت القرود من هذه اللوحات اماكن خاصة تتسلقها وتحتمي بها. ويشير محمد الفيفي إلى أن قوافل القرود تقتحم المنازل في الصباح وتخرب كل ما تطاله وتضايق الحيوانات من مواش وتتلف المزارع، ولا نعرف كيف نواجهها، وأصبحت هاجسا للمواطنين، لذا يجب على البلدية وهيئة الحياة الفطرية وكافة الجهات المعنية مساعدتهم وإيجاد الحلول العاجلة لإنهاء معاناتهم والحد من تكاثر القرود ومحاربتها. من جانبه أوضح رئيس بلدية فيفاء الدكتور سالم آل منيف أن البلدية رفعت خطابا لأمانة منطقة جازان لبحث الآليات المناسبة للتعامل مع القرود وجار بحث الموضوع مع المختصين، مشيرا إلى أن البلدية نفذت سابقا حملات توعوية من خلال لوحات ولافتات إرشادية وتحذيرية في محاولة منها للحد من انتشار القرود بفيفاء، مناشدا الأهالي التعاون وعدم رمي الأطعمة وتوفيرها لهذه الحيوانات في المناطق القريبة من التجمعات السكنية والطرقات والمداخل الرئيسة للمحافظة.