يعتقد الكثير من شباب الباحة، أن تهامة هي السبيل الوحيد للهروب من البرد وارتفاع أسعار الوجبات، فيرددون مقولة «لا مناص من تهامة»، في وقت تتزايد المخاوف من وجودهم في تلك المواقع التي يكثر فيها جريان السيول خاصة في الشتاء. وفيما تختلف التبريرات من كل شاب يهوى تهامة، تتوافد قوافل الشباب إلى المنطقة منهم من تستهويه رحلات الشواء، ومنهم من يريد دفء المكان واعتدال المناخ. ويحذر الناطق الإعلامي العقيد جمعان دايس، يحذر من عواقب المغامرة بالنزول من عقبات خطرة وقت هطول الأمطار، تحسبا لوقوع الأضرار، مؤكدا أن أفضل وسيلة للوقاية وتفادي كوارث الأمطار لزوم البيوت وعدم التحرك منها إلا بعد انتهاء المطر واختفاء آثاره من الطرقات، مجددا تحذيره من الارتحال إلى بطون الأودية ومجاري السيول. لكن الشاب محمد عبدالله يرى أن النزول إلى تهامة بالرغم مما قد يكتنفه من مخاطر انهيارات العقبة إلا أنه تحول جزءا من طقس يومي أو أسبوعي عند عدد من الشبان، مشيرا إلى أنه يحرص على نزول تهامة مبكرا قبل حلول صلاة العصر هو وزملاؤه ويزورون قرية ذي عين الأثرية حتى حلول الظلام ومن ثم يتوجهون لأحد المطاعم ويتناولون العشاء سويا ويسهرون حتى منتصف الليل وتكون رحلة مميزة بعد عشاء دسم إما المظبي أو المشوي أو العصيدة والمرق في وسط أجواء تهامية دافئة. ويذهب سليم الحارثي إلى أنه من العقلانية والحرص على السلامة قبل النزول التواصل مع الدفاع المدني والمرور للتأكد من عدم وجود أمطار أو انهيارات صخرية في العقبة، اتباعا لقوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، ويلفت إلى أنه اعتاد النزول إلى تهامة نهاية الأسبوع بشكل دائم وخاصة يوم الجمعة من كل أسبوع هربا من الأجواء الباردة لكي نستمتع بالدفء وتناول الوجبات الشعبية مثل المندي، الحنيذ، المشوي، المظبي، والمضغوط التي تشتهر بها مناطق تهامة. ويشير حمد أحمد إلى أنه ورفاقه يفضلون إعداد طعامهم بأيديهم، حيث يشترون الذبيحة وتبدأ رحلة المشاركة بدءا من الذبح والسلخ والتقطيع وجمع الحطب والشواء إلى الطبخ والتقديم وبمشاركة الجميع. وأضاف نستغل تواجدنا في تهامة للتمتع بأجواء الرحلة بعيدا عن روتين الأسبوع الممل، ونحاول تهيئة ما نحتاجه بأنفسنا بعيدا عن استغلال المطاعم للمتنزهين وسط ارتفاع الأسعار بالمطاعم بنسبة 100 في المائة، حيث يصل سعر كيلو اللحم إلى 100 ريال للمضغوط والمندي، فيما يقفز سعر النفر المندي إلى 50 ريالا في ظل ضعف الرقابة. فيما أكد مدير صحة البيئة في أمانة الباحة عثمان دبيس أن جميع المطاعم في السراة وتهامة والبادية تخضع للرقابة الدائمة والمتابعة، لافتا إلى أن مراقبة الأسعار من اختصاص جهات أخرى إلا أن بعض السلع ومنها وجبات تهامة تخضع لقانون العرض والطلب.