لم يشفع لأهالي قرى أحد المسارحة، وجود خزانات المياه المحلاة بالقرب منهم، ليجدوا أنفسهم ممن يعانون من عدم وصول المياه، مثل سكان القرى البعيدة، فيضطرون للاعتماد على مياه الآبار الجوفية التي لا يعرفون مدى صلاحية مياهها، أو اللجوء لأصحاب الصهاريج المرتفعة الثمن والتي تستنزفهم يوما بعد يوم. ويستغرب الأهالي من عدم وصول المياه إليهم بالرغم من وجود التمديدات اللازمة والعدادات منذ عامين، ليكتشفوا أن المياه التي تضخ لهم حاليا من آبار جوفية حفرها عدد من فاعلي الخير. ولم يجد أهالي قرية المجامة بمحافظة أحد المسارحة وصفا لحالهم مع مشروع الخزن الاستراتيجي لتحلية المياه والذي تتربع خزاناته الضخمة شرق قريتهم بجوار منازلهم سوى بيت الشعر الشهير: (كالعيس في الصحراء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول)، وذلك لعدم استفادتهم من هذا المشروع منذ إنشائه قبل سنوات وحتى الآن بالرغم من تركيب عدادات المياه على جدران المنازل وإتمام الشبكة الداخلية للقرية منذ فتره طويلة. ويقول موسى مجممي: في الوقت الذي قدمنا قطعة أرض كبيرة جدا من أرض الوقف السكني العائد لسكنى أبناء القرية، لوزارة المياه لتمكينهم من إنشاء مشروع الخزن الاستراتيجي لمحافظة أحد المسارحة، وتم الإنتهاء من المشروع وبدأ منذ فترة يضخ المياه المحلاة للكثير من القرى البعيده عنا ولمدينة أحد المسارحة، إلا أننا لا نزال نستجدي أصحاب الوايتات الذين يترددون على أشياب المشروع ويشترون حمولة الوايت بخمسة ريالات، ويقومون ببيعه على أهل القريه بمبلغ 30 ريالا، والمسافة من الأشياب حتى منازل القرية لا تتجاوز عشرات الأمتار. ويضيف عبده جبران: دفعنا الكثير من الأموال لتأمين المياه لمنازلنا عن طريق الوايتات التي استنزفت جيوبنا، والأدهى من ذلك أن أبناء قريتنا ذهبوا ضحايا تحت عجلات الوايتات المتهورة والقلابات التي تسرق التراب من المحافر غير المرخصة رغم قرار المنع الصادر. أما محمد مجممي وعلي مجممي وعبده مجممي فقد أجمعوا على ضرورة الالتفات لمعاناة أهالي المجامة من عدم ضخ المياه لمنازل القرية، والتي للأسف لم تستفد من هذا المشروع الضخم والاستراتيجي بتاتا، بل على النقيض تماما فضجيج أصوات الوايتات المسرعة ليل نهار إلى أشياب المشروع لتحصل على حمولتها وبيعها كاستثمار تجاري خاص لسائقي الوايتات من الجنسية الآسيوية، وخطورة سيرها داخل شوارع القرية الأمر الذي تسبب سابقا في حوادث دهس للأطفال وكبار السن. وأكد سكان المجامة أن السؤال الذي لم يجد الجواب الشافي، هو متى سننعم بضخ المياه المحلاة إلى منازلنا عبر الشبكة الداخلية للمشروع ونودع الوايتات إلى غير رجعة. من جانبه، أوضح الناطق الإعلامي بالمديرية العامة للمياه بمنطقة جازان علاء خرد أنه تم تنفيذ شبكة مياه محلاة وتركيب وصلات المياه بقرية المجامة التابعة لمحافظة الأحد، وتم ربطها بخزان المنصورية (6000)، ويجري العمل حاليا على تنفيذ خط ناقل للمياه المحلاة والذي سيقوم بدوره بتغذية الخزان ومن ثم توزيعها. وبين الخرد أن المديرية تنفذ مشاريعها وفق دراسات مع الأخذ بعين الاعتبار للكثافة السكانية.