يعاني أهالي قرى شرقي حلي (84 كلم جنوبي القنفذة) من شح كبير في المياه بعد جفاف البئر التي تغذي القرى بالمياه، وعلى الرغم من وجود مشروعين للمياه المحلاة يحدان تلك القرى من الشرق والغرب، لم تفلح محاولات وشكاوى المواطنين للمديرية العامة للمياه بالمنطقة الغربية لمد خط إلى الشبكة القائمة بتلك القرى بالمياه المحلاة، يقول الشيخ إبراهيم محمد السلامي (شيخ قرى الشعب بحلي) تقدمت بشكاوى عديدة للمديرية العامة للمياه بالمنطقة الغربية وفرع المياه بالقنفذة وإلى محافظ القنفذة وإلى إمارة منطقة مكةالمكرمة لمد خط من الخزان الرئيسي للمياه المحلاة بالصفة بحلي إلى الشبكة القديمة بقرى الشعب وذلك لتوقف المشروع الحالي عن العمل بسبب جفاف البئر التي يقوم عليها المشروع، إلا إن كل تلك المحاولات والشكاوى كتب لها الفشل وكان آخرها قبل تسعة أشهر عندما تقدم بشكوى إلى فرع المياه بالقنفذة لتغذية قرى شرقي حلي من خزان مشروع تحلية المياه بالصفة بحلي التي يبعد عن تلك القرى أكثر من 14 كلم وربط تلك القرى التي توجد بها شبكة سابقة بالخزان الرئيس بالصفة؛ أسوة ببقية القرى وتمت إحالة المعاملة إلى المديرية العامة للمياه بالمنطقة الغربية التي جاء الرد منها، وبحسب الشيخ السلامي مخيبا للآمال برفض الطلب، بمدعاة، أن تلك القرى ليست في حاجة إلى ذلك المشروع لوجود آبار إرتوازية بتلك القرى تغذيها بالمياه. وطالب الشيخ السلامي المسؤولين في المديرية العامة للمياه بالمنطقة الغربية بالنظر بعين الرحمة لمطالب المواطنين بضرورة تغذية تلك القرى بالمياه المحلاة، لا سيما أن البئر التي يتعلل بها مديرية المياه قد نضبت تماما، وأصبح الأهالي في حالة يرثى لها ولا هم لهم سوى توفير المياه بأي ثمن بعد توقف مشروع المياه الحالي عن الضخ تماما بسبب جفاف البئر التي يعمل عليها المشروع الذي يخدم قرى الشعب والرميضة والحدبه والنواشرة والحداب والغوانمة التي يقطنها أكثر من 13 ألف نسمة لم يجدوا سبيلا سوى الوايتات التي تجلب المياه بأسعار خيالية جدا اذ يبلغ سعر حمولة الوايت الصغير 90 ريالا فيما تبلغ سعر حمولة الوايت الكبير 180 ريالا. مشيرا إلى أن تلك الأسعار استنزفت جيوب الأهالي، خصوصا أن غالبية سكان تلك القرى من ذوي الدخل المحدود والفقراء والمعوزين الذين لا يستطيعون التأقلم مع أسعار الوايتات الملتهبة التي لا تتناسب مع ظروفهم المعيشية القاهرة، فيما أكد كل من شامي بروجي السلامي ومحمد الحاج سويدي وحمود عبدالله السلامي أن السبب الرئيس في جفاف البئر التي تغذي قرى شرقي حلي هو إيقاف تدفق المياه في وادي حلي بعد بدء عمل سد وادي حلي وحجزه لتدفق المياه نهائيا واستغربوا حفر آبار ووجود مشروع بسد وادي حلي لتغذية محافظة محايل عسير بالمياه المحلاة، مؤكدين أن قراهم التي تعد محاذية تماما لمشروع سد وادي حلي هي أولى بتلك المياه المحلاة، واعتبروا ذلك نوعا من عدم العدالة في توزيع المياه على المواطنين، مطالبين وزارة المياه بضرورة ربط تلك القرى وبشكل عاجل بالمشروع الذي يتم تنفيذه حاليا بسد وادي حلي، لاسيما أن تلك القرى تحتوي على شبكة سابقة للمياه توصل المياه إلى منازل المواطنين، مؤكدا أن قرى الشعب بحلي تتوسط مشروعين للمياه المحلاة؛ أحدهما يقع شرقي تلك القرى ويتمثل في مشروع للمياه المحلاة بسد وادي حلي وآخر يقع غرب تلك القرى ويتمثل في الخزان الرئيس لتحلية المياه بالصفة الذي يتغذى من محطة تحلية المياه بالقنفذة، وكلاهما لم تستفد منها تلك القرى، مطالبا بسقي تلك القرى بالمياه المحلاة التي يعاني أهلها عطشا كبيرا بسبب جفاف الآبار وعدم وجود المياه، «عكاظ» بدورها واجهت مدير فرع المياه بالقنفذة المهندس نايف الشهري بمطالب المواطنين والذي رفض قطعيا التعليق على مطالب المواطنين بضرورة تغذيتهم بالمياه المحلاة؛ بمدعاة أن لديه تعليمات من مرجعة بعدم التصريح لأية صحيفة رسمية.