لم يشفع لأهالي القرى التابعة لمحافظة صامطة وجود خزانات المياه المحلاة بالقرب منهم، ليجدوا أنفسهم ممن يعانون من عدم وصول المياه لمنازلهم، مثل سكان القرى البعيدة، فيضطرون للاعتماد على مياه الآبار الجوفية التي لا يعرفون مدى صلاحية مياهها، أو اللجوء لأصحاب الصهاريج المرتفعة الثمن والتي تستنزفهم يوما بعد يوم. ويستغرب الأهالي من عدم وصول المياه إلى منازلهم بالرغم من وجود التمديدات اللازمة والعدادات منذ عامين، ليكتشفوا أن المياه التي تضخ لهم حاليا من آبار جوفية قام بحفرها عدد من فاعلي الخير. وقال هادي يحيى طالبي، من سكان قرية الركوبة أن المياه التي تضخ للقرى من الآبار الارتوازية ولا ندري مدى سلامتها وصحتها؛ حيث إنها تضخ مباشرة من الآبار الجوفية إلى البيوت المستهدفة دون المرور على معامل التكرير والتعقيم، وقد تكون ملوثة بالبكتيريا التي تعيش في مثل هذه الآبار، وفي الغالب لا نستخدم هذه المياه إلا في أضيق الحدود كغسيل الأواني والمنزل والملابس؛ تخوفا من تلوثها، والغريب أن أهالي قرى الركوبة والجاضع ومجعر وصاحب البار نفذت لهم شبكات المياه بملايين الريالات منذ عامين، كما تم الانتهاء منها وتبقى الخط الناقل من خزانات المياه الرئيسة والتي لا تبعد عن القرى سوى 1500م، وتعلق التنفيذ حتى الآن رغم صغر المسافة. وبين أنه شخصيا قد راجع مرات عديدة مدير عام المديرية العامة للمياه بمنطقة جازان المهندس حمزة قناعي وفي كل مرة يعده بسرعة التنفيذ ولكن لم يتم تنفيذ أي شيء على أرض الواقع، مضيفا في المرة الأخيرة راجعته قبل شهر رمضان، وذكر أن المشروع لدى المقاول، وهو نفس الحديث المكرر منذ عامين ولم ينته المشروع، وفوجئنا منذ حوالي شهر بأنه تم سحب معظم عدادات المياه من الصناديق المثبتة على المنازل مما يعنى أنه لا يوجد أمل في توصيل المياه، فلماذا صرفت كل هذه الملايين. ويشير حسن عواجي مدخلي إلى أن الخط الناقل للمياه المحلاة يضخ إلى قرى أخرى تبعد عن المحطة مسافات أبعد بكثير من المسافة التي تبعد بيننا وبين المحطة، فلماذا نحرم من المياه التي تجاور منازلنا، وهل مديرية المياه بمنطقة جازان عاجزة عن عمل تحويله مسافة 1500م لقرانا. وذكر شاكر طالبي أن محافظة صامطة يتبع لها العديد من القرى ويسكن فيها الآلاف، وساكنو هذه القرى يعيشون على مياه الآبار الجوفية التي لا تصل أحيانا إلى منازلهم بسبب المضخات القديمة والضعيفة والتي تعمل على مواتير قديمة جدا تعمل يوما وتتعطل شهرا، رغم أن الكهرباء لا تبعد عنها سوى بضعة أمتار، مما يضطر الأهالي لشراء وايتات بأسعار باهظة الثمن. وأضاف أن البنية التحتية لضخ المياه المحلاة تقريبا جاهزة، وكل ما هو مطلوب هو توصيل الخط الناقل من خزانات محافظة صامط إلى القرى. وبين عبدالله بجوي من سكان قرية الجاضع أنه حتى في ظل ضخ مياه الآبار الارتوازية فهي أيضا لا تفي بالغرض ولا تصل إلى بعض البيوت وبعض الحارات، وشكونا الأمر إلى مديرية المياه بجازان، وقد وعدونا أن هذه المشكلة سوف تحل خلال فترة وجيزة ولكن إلى الآن لم يحصل أي شيء من تلك الوعود، والغريب أن المياه المحلاة وصلت حتى إلى مناطق جبلية ونائية ووعرة جدا، ولم تصلنا ونحن في أرض سهلية ساحلية يسهل العمل والحفر فيها.