نوه وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، بأهمية التواصل مع المملكة، باعتباره محورا أساسيا في السياسة الألمانية. وقال ل«عكاظ» إن الرياض تمثل مرتكزا رئيسا في التوصل إلى أية حلول لقضايا المنطقة. وأضاف أن مشاركة المملكة في مؤتمر برلين للاجئين السوريين يعكس مدى تضامن الدبلوماسية السعودية مع المجتمع الدولي. ورحب شتاينماير بالاتفاق اليمني على تشكيل حكومة كفاءات وطنية، مشددا على ضرورة التزام كافة الأطراف بتطبيق اتفاق السلم والشراكة. وانتقد شتاينماير سياسة الاستيطان الإسرائيلية، مؤكدا أنها تعرقل تحقيق السلام في المنطقة. كيف تنظرون إلى العلاقات السعودية الألمانية في ضوء زيارتكم الأخيرة للمملكة؟ جاءت هذه الزيارة بعد نحو ستة أعوام على آخر زيارة للمملكة، لذا فإنها زيارة مهمة للغاية على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين، وقد تمحورت بالإضافة إلى ملف العلاقات الثنائية وسبل تفعيل التعاون، حول قضايا الشرق الأوسط والدور السعودي الرائد في المنطقة. وما هي رؤيتكم للدور الذي تلعبه المملكة في تهدئة التوترات في المنطقة؟ في الحقيقة نعتبر الدور السعودي مهما ومحوريا، وحل أزمات الشرق الأوسط والمنطقة العربية لا بد أن يمر عبر الرياض، وقد أثبتت الدبلوماسية السعودية أنها حريصة على سياسة الأمن والاستقرار وهو ما يجعل التواصل مع المملكة أمرا ضروريا ومحوريا لنا، إذ نحرص على التشاور حول الأوضاع في سورياوالعراق ومخاطر التنظيمات الإرهابية. والمملكة تولت مسؤولياتها تجاه قضايا المنطقة حين دعت الدول العربية الشريكة للتحالف في الحرب على الإرهاب والتطرف الذي يهدد المنطقة، وهو ما أثمر عن تشكيل التحالف الدولي لمحاربة داعش. وخلال زيارتي الأخيرة للمملكة لاحظت التطور الكبير والطفرة الاقتصادية الكبرى التي تمر بها المملكة بجانب التطور العلمي، ومن هنا أؤكد على أهمية التواصل والحوار مع حكومة المملكة والمجتمع المدني. استضافت برلين المؤتمر الدولي بشأن اللاجئين السوريين.. ما هي أهمية هذا المؤتمر؟ بداية أشير إلى أن مشاركة المملكة في المؤتمر ممثلة بنائب وزير الخارجية يدل على المسؤولية التي تتولاها المملكة في التعاون مع المجتمع الدولي في حل الأزمة السورية، والمساهمة الفعالة في تخفيف المعاناة الإنسانية للاجئين. وقد ركزنا في المؤتمر الذي شاركت فيه 35 دولة على توسيع الرؤى في ملف الأزمة السورية والحفاظ على الاستقرار والأمن في الدول التي تستضيف اللاجئيين خاصة لبنان التي تستضيف نحو 1.5 مليون لاجئ. كيف تنظرون إلى ما يجري في كوباني والحرب على الإرهاب؟ لابد أن نعرف أن تنظيم داعش الإرهابي يهدد العراق والمنطقة وأوروبا، وهو ما يدعو لمزيد من تكاتف الجهود لمحاربة الإرهاب والتطرف.. وقد تابعنا الدعم الذي لقيته قوات البشمركة ما مكنها من وقف الزحف إلى قلب كوباني، ومن جانبنا ندعم شمال العراق ليس فقط في المجال الإنساني وإنما عبر التدريب العسكري والعتاد والمعدات لتعزيز قدرات قوات شمال العراق في حربها ضد الإرهاب الذي يمثله داعش وجميع التنظيمات الإرهابية الأخرى. اليمن يتحرك باتجاه تشكيل وزاري جديد.. كيف تقرؤون الأحداث اليمنية وتأثيرها على المنطقة؟ نرحب بخطوة تشكيل حكومة كفاءات في اليمن ونؤيد مطالب المبعوث الأممي التي تحذر من تفاقم الخلافات والصراعات المذهبية، وندعو إلى الإسراع في تشكيل حكومة تضم جميع الأطراف لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة، كما نطالب بضرورة الالتزام باتفاق السلام والشراكة من جميع الأطراف خاصة الحوثيين وهو الأمر الذي من شأنه تحقيق مصلحة الوطن. فاليمن أمامه مشوار طويل نظرا للتحديات العديدة التي تواجه الحكومة، ولكن من المهم أن نعرف أن تحقيق الأهداف المنشودة في اليمن بعيدا عن المذهبية هو الخيار الوحيد لمحاربة الإرهاب وتحقيق الوحدة الوطنية. كيف ترون استمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلي، ومطالب الفلسطينيين بقرار قرار دولي لإنهاء الاحتلال؟ نحن نؤيد المطالب الرامية لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، إلا أننا قلقون من مشروعات البناء الإسرائيلية الجديدة في القدسالشرقية، ونرى أن هذا التحرك يوسع دائرة العقبات التي تعرقل مستقبل خيار الدولتين وتشكل عقبة خطرة في طريق السلام وتؤثر سلبا على نتائج المفاوضات. ومن هنا فإنه على المدى الطويل ليس أمام الإسرائيليين والفلسطينيين أي بديل سوى العودة إلى مائدة المفاوضات وكل ما نحتاجه في الشرق الأوسط هو تحالف العقل من جانب المسؤولين عن السياسة الخارجية ممن يستشعرون أهمية تحقيق السلام. ما هو موقفكم بعد إعلان السويد الاعتراف بدولة فلسطين؟ الحكومة الألمانية تؤيد وتدعم خيار الدولتين اللتين تعيشان في سلام جنبا إلى جنب، ونحن على قناعة بأن هذا الهدف وهو خيار الدولتين لا يمكن أن يتحقق إلا عبر المفاوضات، وأؤكد أن هذا المسار مدعوم من الاتحاد الأوروبي ولا يوجد خلاف على ذلك.