حذر خبراء مكافحة الإرهاب في أوروبا من احتمال وقوع مخزن للأسلحة الكيماوية العراقية في أيادي التنظيم الإرهابي داعش، فيما كانت صحيفة النيويورك تايمز أشارت إلى هذا الحدث في مقال سابق لها، في الوقت الذي اهتمت به الأوساط السياسية الداخلية في أوروبا باحتواء العائدين من الشرق الأوسط من شباب مسلم مشتبه فيهم بالمشاركة في أعمال إرهاب داعش.. وفي تواصل لأحداث داعش نقلت صحيفة «بيلد» الألمانية واسعة الانتشار تحت عنوان: هل يقع الكيماوي في أيدي داعش، فكتبت تقول إن هناك مخازن أسلحة من مخلفات الجيش العراقي في عهد الرئيس الأسبق صدام حسين خلال الحرب العراقية الإيرانية، وأكدت الصحيفة صحة هذه المعلومات بناء عن تقرير للبنتاجون لعدد من العسكريين الأمريكيين وعراقيين أدلوا بها خلال حرب العراق الأخيرة في عام 2003، وغير معروف ما إذا كانت هذه الأسلحة يمكن استخدامها، أم أنها مجرد مخلفات لا قيمة لها. ورأى الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب فريدهالم ماير، في تصريحات ل«عكاظ»، أنه ينبغي التركيز على عمل التحالف الدولي لمكافحة داعش، وأن الأنباء المثيرة للجدل قد ربما تغذي التيار المتطرف وتحد من قدرات التحالف الدولي. وأوضح أن الدور السعودي بالغ الأهمية وكبير جدا؛ لأنه بدون المملكة العربية السعودية كان من الصعب تشكيل التحالف لمحاربة داعش، ولا سيما كسب دول مجلس التعاون الخليجي العربي.. وحث المسؤولين في ألمانيا والاتحاد الأوروبي بدعم التحالف الدولي، مشيرا إلى أن إرهاب داعش لا يهدد فقط المنطقة في العراق وسورية والشرق الأوسط، وإنما يمتد إرهابه وتهديداته إلى أوروبا. وبالعودة إلى تقرير الصحيفة الألمانية بناء على مقال النيويورك تايمز قال ماير من دون أدنى شك أن هناك مخزونا للغاز السام العراقي والحديث عن 5 آلاف مخبأ، حسبما جاء في التقرير الأمريكي. ودعا التحالف الدولي للاستعانة بالخبراء في هذا المجال لعدم إصابة المواطنين في مناطق القتال، ولا سيما في كوباني وتساءل حول أسباب ظهور هذا التقرير بعد سنوات من الحرب على الإرهاب. وفي السياق نفسه، شدد نائب رئيس الأكاديمية الألمانية للسياسة الأمنية الجنرال أرمين شتايغيس على دور الائتلاف الدولي لمحاربة داعش ومشاركة المملكة العربية السعودية ودول الخليج فيه، مشيرا إلى أن الوزن السياسي للمملكة يجعل مشاركتها ذات أهمية خاصة، ويلقي الضوء على عزم الرياض على دعم سياسة إقرار السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وأعرب عن أمله من إنشاء منطقة عازلة ما بين الحدود التركية ومدينة كوباني على الحدود السورية التركية، فيما أعرب عن قلقه من عدم سماح الحكومة التركية للقوات الأمريكية الجوية باستخدام القاعدة الجوية أنجرليك في تركيا. وأفاد بأنه ليس من مصلحة أحد أن يتعرقل مسار محادثات السلام ما بين أنقرة وحزب العمل الكردستاني؛ لما يشكله التوافق التركي الكردي من أهمية للتهدئة على الساحة السياسية في هذه المنطقة. واعتبر أن تنظيم داعش يشكل خطورة كبيرة ويذبذب الأمن والاستقرار ويدعو لأفكار من شأنها تهديد مجتمعات الشرق الأوسط، وطالب بوقف طرق تهريب الإرهابيين الذين يشاركون داعش أعمال الإرهاب في المنطقة، مشيرا إلى أنها طرق تبدأ من أنقرة التركية إلى محافظة هاتاي التي كانت تعرف في السابق بلواء الأسكندرون، ومنها إلى سورية، ومنها إلى مناطق أخرى، لافتا إلى أن الأجانب يصلون إلى مناطق القتال بسهولة كبيرة، الأمر الذي يستدعي مراقبة الحدود ووقف هذا السيل من الإرهابيين.