التوحد هو إعاقة متعلقة بالنمو تظهر عادة قبل سن ثلاث سنوات من عمر الطفل ، و تكون نتيجة حدوث اضطراب في الجهاز العصبي ما يؤثر على بعض وظائف المخ و بالتالي يؤثر على نشأة الطفل وسلوكه وكيفية استجابته للآخرين وتواصله معهم. ومرضى التوحد يعانون من مشكلات بصرية تتركز في عدة أعراض منها: عدم القدرة على التواصل البصري مع الآخرين، التحديق بشكل ملفت في اتجاه الضوء او لشئ معين، النظر الى الاشياء أو الاشخاص بشكل جانبي لا بشكل مستقيم، وجود «حول» في بعض الاحيان او حركات غير طبيعية بالعينين، ويمكن تفسير ذلك أو إيعازه إلى وجود الخلل العصبي الذي يحصل عند هذه الفئة و بالتالي فإن هذه الأعراض تختلف من شخص لآخر حسب درجة الإصابة بالتوحد. كما أن المشكلة مع مرضى التوحد تكمن في صعوبة تشخيص وتحديد المشاكل البصرية لديهم وعدم المقدرة على التواصل معهم، اذ كيف يمكن معرفة حدة النظر مثلاَ اذا كان الطفل لا يستجيب بالرد او لا يستطيع التركيز والتفاعل مع الفحص، وفي مثل هذه الحالات يمكن إجراء فحص أولي للنظر بالباس الطفل نظارة برقم معين ومراقبة تفاعله مع النظارة ومدى ارتياحه لها ، وتجدر الاشارة إلى أن هذه الفئة من الاضطرابات البصرية تحتاج عادة لفريق كامل لمساعدة الطفل يتضمن: طبيب أطفال وطبيب أمراض عصبية ونفسية وبوجود أخصائيين للتخاطب. (*) استشاري أول طب وجراحة العيون بمستشفى الملك خالد التخصصي وعضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لطب العيون.