ثمة ما يجعله مختلفا عن اقرانه الشعراء، عندما يمتطي صهوة العرضة تجده يصول ويجول كالفارس الذي لا يشق له غبار وعندما يتحدث تشعر بلذة ابجديات الكلام وما إن تقترب منه تحسبه صديق طفولتك الذي فرقت بينك وبينه الحياة، يراه الكثير صوت المواطن ورئته التي يتنفس بها من خلال قصائده الاجتماعية. في هذه المواجهة كشف الشاعر الدكتور عبدالواحد الزهراني عن مكنوناته قائلا: أشعر بتأنيب الضمير عندما اقطع 1000 كلم لاحياء حفله وأنام عن الصلاة، مؤكدا ان شعراء العرضة والقلطة ضحية للفقر والحاجة والعوز ومشبها شعر الفصحى بأبراج التجارة التي هدمها أهلها واتهموا بها أناسا آخرين، موجها رسالة للشعراء يحرضهم على المشاكسة قائلا ان لم تكن شاعرا مشاكسا فالاحرى ان ترسل قصائدك على ايميلك الشخصي لتقرأها وحدك فقط. واليكم نص الحوار: في مسيرتك الشعرية يتضح انك شاعر مشاكس ترفض القيود وترقص على جروح اجتماعية خطرة.. عن ماذا تبحث؟ ان لم يكن الشاعر كذلك فالأحرى به أن يرسل قصائده على إيميله الشخصي لنفسه ويستمتع بإلقائها فهي لا تهم الا هو. تلوح اكثر من مرة بالاعتزال لكن لا تفعل، هل هذه المناورات جزء من لعبة الأضواء أم ثمة ما يحول دون إرادة خفية في ذاتك؟ لم أصرح ولا حتى ألمح الا مرة وحيدة لظروف كانت تحتم علي ذلك أما بقية ما ينشر فلا يزيد عن فبركات اعلامية، وفي القرآن الكريم (أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون) للشعر علاج وحيد هو الموت يتهم شعر العرضة بهدم اللغة الفصحى.. ما حقيقة ذلك؟ شعر الفصحى كأبراج التجارة التي هدمها أهلها واتهموا بها الناس وللأسف ان أول من هدم شعر الفصحى الذين سموا أنفسهم النخبة وبدأوا بالكتابة لبعضهم بعضا فقط. علاقة شعراء العرضة الجنوبية براعي الحفل أشبه بعلاقة أدوات النصب والجزم.. ترفعه حينا وتسلبه حالته الفعلية أخرى.. تعليقك! كلاهما ضحية، صاحب الحفل ضحية التكاليف التي تثقل كاهله من أجل عيون المجتمع، والشاعر ضحية الحاجة المادية التي تجعل شعره متاحا بتلك المبالغ الضئيلة. قصيدة تتبرأ منها وندمت انها لك وتتعير من نسبها إليك؟ لم أندم على قصيدة بعينها ولكن استطيع القول إن مجاراتي لبعض الشعراء في الهبوط بالمفردة هي الصفحات السوداء التي تنغص علي نشوة الانجاز. بعد أربعة عقود في الميدان.. ما الذي كسبته وخسرته؟ كسبت كل ما يمكن أن يكسبه من يدخل هذا المجال مال وشهرة وعلاقات مميزة، وخسرت الكثييير مما لم يخسره غيري، أشعر بتأنيب الضمير عندما أقطع 1000 كلم من أجل مبلغ من المال وفي نفس الرحلة أنام عن صلاة. تساقط رموز الموروث العمالقة هل يبكيك أم تراه جزءا من طبيعة الحياة؟ قبل وفاة والدتي رحمها الله كان الموت يرعبني ويخيفني ويؤلمني فقد أي شخص كان في دائرة حياتي، بعد فقد أمي آمنت أن الأصل هو الموت وأن الحياة هي الطارئ المؤقت فلم أعد أحزن لأحد بل بدأت التفكير متى يناديني المنادي. رغم شعبيتك الجارفة إلا أن تأثيرك في «تويتر» ومواقع التواصل الاجتماعي محدود.. هل تلتزم الحياد أم لا تميل للمشاكسة فيها؟ ارتباط تلك الوسائل بالاسماء المستعارة ودخول كثير من المتطفلين للتعليق وإخراج سياق الحديث من مفهوم الحوار الى مفهومهم السخيف (قصف الجبهات) يجعلني اقول الحمد لله على العافية. نصف المجتمع مغيب في شعرك هل هو مقصود أم طبيعة الموروث تحول دون إقحام المرأة في العرضة؟ هي أكثر الكائنات تواجدا في الأدب الشعبي عموما ليس في الشعر فقط حتى أولئك الذين كانوا يرقصون رقصات خارقة كل ثمنها زغروطة من امرأة لا غير. حصولك على درجة الدكتوراه هل زاد من نضجك الشعري أم تراه حد من جرأتك المعهودة؟ ليست الدكتوراه من جعل انتاجي مختلفا بل هي ظروف في غاية القسوة جعلت مني كائنا مختلفا وآلام مبرحة أتجرعها مضاعفة كوني شاعرا وأقف لها متحديا كوني ابن سعود بن سحبان.