أكد وزير الخارجية اللبناني الأسبق فارس بويز، أن فوز الجمهوريين لن يؤدي إلى تغيير في سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية الخارجية، لأن الكونغرس هو من يسيطر على سياسة الرئيس باراك أوباما باتجاه ما يراه مناسبا، فالمتابع للسياسة الأمريكية يرى أن أوباما لم يتمكن حتى اليوم من تنفيذ سياساته. وأضاف: إن أغلب الملفات الشرق أوسطية ستبقى على حالها، إن في العراق أو سوريا أو لبنان، كذلك الأمر بالنسبة للملف النووي الإيراني، فالكونغرس لم يرغب يوما بالتفاهم أو الحوار مع الإيرانيين، واليوم بوجود الجمهوريين كأكثرية في الكونغرس فإن أي تقدم في هذا الملف لن يحصل على المدى المنظور ودائما وفقا لسيطرة الكونغرس المتحمس لإسرائيل على سياسات أوباما في كافة الملفات الخارجية. وعن العلاقات الخارجية، قال الوزير بويز: هذه العلاقة التاريخية التي تربط الولاياتالمتحدة بالدول العربية وتحديدا المملكة العربية السعودية لن يؤثر عليها أي تقدم لأي طرف إن جمهوريين أو ديمقراطيين، هي علاقة ثابتة ومتينة والتباينات في وجهات النظر التي ظهرت مؤخرا بين الدولتين ستبقى في خانة التباينات لا أكثر. وعن تأثير الجمهوريين على الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال بويز: هناك قاعدة ثابتة وواضحة في الغرب أو في أمريكا إن فاز فريق في الانتخابات الرئاسية يتشكل الرأي العام والمجلس النيابي من الفريق الآخر للإبقاء على التوازن في السلطة التنفيذية، من هنا لا أعتقد أن الانتخابات المقبلة ستتأثر بهذا المعيار وهذا مرده لأمرين، الأمر الأول أن الرأي العام الأمريكي يقوم بردة فعل عكسية على نتائج الانتخابات، والأمر الثاني هناك معيار لشخص الرئيس بمعزل عن توجهات الديمقراطيين أو الجمهورية، كما أن الفارق السياسي بين الفريقين ضئيل جدا، فلا رابط بين لون الكونغرس ولون الرئيس. وعن أسباب تراجع الديمقراطيين، قال: هذا التراجع سببه اقتصادي بحت، فكلما كانت أمريكا مقيدة اقتصاديا وأرادت التخفيف من هذا العبء ذهبت باتجاه الجمهوريين الذين تعتبرهم أكثر إقداما وأكثر ليبرالية اقتصاديا وأكثر تشجيعا. إن العامل الاقتصادي يتحكم في كثير من الأحيان بتقدم فريق على آخر، ولطالما كانت هناك ردة فعل من قبل الجمهوريين على المشروع الاجتماعي الذي جاهد من أجله الرئيس أوباما وكان مقيدا لنمو الاقتصاد الأمريكي، لذلك فإن انتصار الجمهوريين هو لتخفيف الضغط عن الاقتصاد الأمريكي.