كما كان متوقعاً جاءت انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي بتحقيق الجمهوريين لتقدم كبير حيث سيطروا على الأغلبية في مجلس النواب وقلصوا في نفس الوقت من الأغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ ورغم ان انتخابات التجديد النصفي غالباً ما تأتي عكس هوى الحزب الحاكم إلا أنه في هذه النتيجة بالذات ضربة لأوباما واحباط لطموحه وربما تكون تهديداً لاعادة انتخابه بعد عامين خاصة وأن مقعده في ولاية الينوي قد آل إلى مرشح الحزب المنافس الحزب الجمهوري. وإن كان بصفة عامة أن هذه الانتخابات لا تشكل تهديداً لسلفه كما لم تشكل في السابق تهديداً لسلطات من هو قبله الذين كانوا يتعاملون مع كونجرس معارض لهم بالكامل فالنظام الرئاسي يمنح الرئيس صلاحيات مريحة كما أن المسائل الحساسة غالباً ما تحظى بالموافقة الاجتماعية رغم التباين السياسي. وعموماً فإن الاختلاف بين الأمريكيين ينحصر في قضايا داخلية أما في السياسة الخارجية فتكاد تكون المواقف متطابقة تماماً ولكن لكل رئيس اسلوبه الخاص ومما حمل أوباما والديموقراطيين للحكم انتقادهم الحاد لادارة بوش في التعامل مع الشأن العراقي ولذلك وعد أوباما باتباع سياسة الدبلوماسية الناعمة وهو ما يسير بها حتى الآن في التعامل مع بعض القضايا الحساسة مثل ايران والسودان ولبنان وغيرها. ولكن مع ظهور الجمهوريين كأغلبية في مجلس النواب ومع ضغوط الرأي العام الأمريكي فإن ذلك قد يشكل ضغطاً على أوباما للتلويح بالقوة في بعض المواقف.