جميل عبدالله منصور بن محمد علي الجشي، آخر منصب شغله هو سفير المملكة لدى إيران من العام 1999 إلى العام، وقبلها شغل عددا من الوظائف، ففي 21/9/1975م صدر المرسوم الملكي بتأسيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع وصدر قرار تعيينه نائبا لمدير عام مشروع الجبيل الصناعية وفي 10/10/1406ه بدأ عمله معارا من وزارة الصحة في الشركة العربية للاستثمار ثم عمل في مجلس الشورى في دورته الأولى من 3/3/1414ه وفي دورته الثانية من 3/3/1418 ه حتى 3/3/1420 وهو حاصل على الدكتوراه في الهندسة الصناعية. الإعلامي فؤاد نصرالله يقول عن الدكتور جميل الجشي بأنه شخصية فريدة، جمعت بين العلوم التطبيقية في أجلى صورها وبين الدبلوماسية الهادئة، يضاف إلى ذلك فهو نموذج رفيع لفن الإدارة، مع حضور قوي في المحافل العربية والدولية هو علم في مجاله، ورغم وافر علمه فهو متواضع بالفطرة، له ثقله العلمي، واجتهاداته المأخوذ بها في دوائر صنع القرار، ولم لا وهو يمتلك عقلا ذكيا وتجربة راسخة، يشار إليها بالبنان. وله مساهماته المؤثرة في المجالات العلمية والإدارية والدبلوماسية، وكذا عشقه للأرض التي أنبتته نبتا كريما. يضيف نصرالله: عملت أسرة الجشي بتجارة اللؤلؤ، وهي مهنة مربحة وأساسية في ذلك الزمن، في جزيرة تاروت تحديدا، وتلقى جميل تعليمه الأولي في الكتاتيب، يذهب إلى بيت الجد في القطيف وينحدر المهندس الدكتور جميل الجشي من أسرة عريقة، ولد بتاروت في 22 رجب 1360ه، وكانت فرحة أسرته به كبيرة، ولكي يكون قدومه مبعث سرور وتفاؤل كان الاسم «جميل»، بالرغم من أن الاسم المقترح كان بعيدا عن الاسم الذي سمي به، ولكن «جميل» هو الاسم الذي استقر عليه وهو اسم متداول في العائلة، حيث يحمله ابن عم والدته جميل جواد الجشي (رحمه الله). ويؤكد نصرالله، بأنه حين عاد جميل الجشي من لبنان وجد الإغراءات التي تقدمها شركة أرامكو، وقرر الالتحاق بها، ففي النصف الثاني من عقد الخمسينات الميلادية تبنت أرامكو برنامجا طموحا لتوظيف الطلبة السعوديين في فترة الصيف كموظفين مؤقتين.. وكان البرنامج موجها على الأخص لأبناء موظفي الشركة وأقربائهم لتعم الاستفادة، وسعى ابن عمه عباس الذي كان يعمل في إدارة شؤون الموظفين لتوظيفه ضمن ذلك البرنامج الذي كان يستقطب طلابا كثيرين. ويشير نصرالله، إلى أن المهندس الدكتور جميل الجشي اهتم بالزراعة في الجزء الذي ورثه من مزارع أبيه أو ما قام بشرائه أو الذي قام هو بزراعته ومتابعته فيما بعد. وكان والده قد أسندت له مهمة أن يكون عمدة، حيث اختير كعمدة لبلدة تاروت لعدة سنوات. ووظيفة العمدة قديما لها مكانتها الاجتماعية ونصيبها من التقدير والاحترام، وأكبر الظن أن الاختيار جاء نتيجة السمعة الطيبة ومعرفته بمشاكل المواطنين، والوظيفة تترتب عليها مسؤوليات عديدة كانت تحتاج لحضور شخصي وقدرة على حل المشكلات، وعندما فتحت مدرسة القطيف الابتدائية بمدينة القطيف عام 1367ه، أرسله والده ليتعلم، وهناك أقام في بيت إحدى عماته التي كانت تعيش مع زوج وابنين يصغرانه، وفجأة ولأسباب لا يمكن الجزم بها قرر أن يترك المدرسة «مؤقتا» بعد مشادة مع أحد الأساتذة، وربما كان السبب هو سأمه، وحسب تفكيره في هذا الزمن المبكر أنها «مضيعة للوقت».