أبدى عدد من النقاد الرياضيين والجماهير الرياضية أسفهم لما آلت إلية الرياضة في بلادنا من شتائم وتحريض وإقحام للفتاوى والأمور الدينية في الرياضة والميول، مشيرين إلى أن رياضتنا قد دخلت نفقا مظلما وتحتاج إلى حلول لمعالجة ما يمكن معالجته. ونوه الرياضيون بأن ما صاحب أحداث مباراة الهلال وسيدني في نهائي كأس آسيا من تصاريح وتعليقات ونكات متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ودخول عدد من رجال الدين في إصدار الفتاوى، وتحريض البعض على الاعتداء ونحو ذلك أمر يؤكد أن الكرة السعودية تعيش أجواء غير صحية وتسير إلى الخلف، مؤكدين بأنها لن تتطور بوجود مثل هذه التصرفات. «عكاظ» التقت عددا من النقاد والرياضيين الذين اتفقوا على أن ما يحدث هو خطأ وجرم بحق الرياضة السعودية ويحتاج إلى وقفة صادقة من قبل المسؤولين. الوضع خطير بداية يقول المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد: إن التعصب الحاصل في الوسط الرياضي ليس وليد اليوم بل هو من خمسة أعوام، ويتطور في كل عام بشكل مخيف في جميع الأندية بدون استثناء. وأبان الخالد بأن الرياضة في السعودية انحرفت عن هدفها الرئيسي وهو التنافس الشريف والجميل والمتعة والتشويق، وأضاف الخالد «الوضع خطير جدا، ومجتمعنا وأسرنا بدأت تتقسم بسبب الرياضة، والاستهزاء بالفتاوى بدأ ينتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وأكد الخالد أن ما يحدث غير صحي ويحتاج إلى وقفة صادقة من الجميع، من أجل عودة الرياضة السعودية لمكانها الطبيعي ومن أجل أن يبقى الجميع على قلب واحد ووطن واحد بعيدا عن التعصب والآراء المتعصبة المقيتة. دخلنا في نفق مظلم اللاعب السابق حمد الدبيخي يرى أن التعصب كبير جدا بين أنصار فريقي الهلال والنصر مقارنة بالأندية الأخرى، مشيرا إلى أنهم وصلوا إلى مرحلة خطيرة جدا انحرفت عن مسارها الرياضي. وأبان الدبيخي بأن دخول رجال الدين والفتاوى والتراشق بينهم أمر غير جيد بل هو خطير جيد. مشيرا إلى أن التعصب كان موجود لديهم في السابق ولكن لم يكن كما هو عليه الآن في ظل انتشار التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي. وعن الحلول المقترحة يقول الدبيخي: «أعتقد أننا دخلنا في نفق مظلم لن نخرج منه إلا برحمة الله، أنا لست متفائل ولا أعتقد أن هنالك حلولا ففي كل مرة يزداد التعصب والمتعصبين، فمواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص (التويتر) لا يمكن السيطرة عليها من خلال انتشار أسماء مستعارة تقذف، وتلعن، وتحرض.. وغيرها من الأمور السلبية». كما حمل وسائل الإعلام مسؤولية كبرى في زرع التعصب من خلال استضافة محللين أصحاب ميول متعصبة. وطالب الدبيخي الرياضيين بكافة ميولهم أن يكفوا عن ما يحدث، مشيرا إلى أن الرياضة السعودية لن تتطور ولن تعود طالما هنالك تعصب للأندية أكثر من الوطن. نحتاج حلقة نقاش ويؤكد المدرب الوطني صالح المطلق بأن الموضوع كبير وكبير جدا ويحتاج لوجود حلقة نقاش تجمع أطباء ومختصين وإعلاميين لوضع حلول لمثل هذه التعصب، مشيرا إلى أن الوضع حاليا لا يسر. لا بد من تصدي وعقوبات فيما وجه المدرب الوطني علي كميخ رسالة إلى وزارة الثقافة الإعلام ورعاية الشباب ووزارة الداخلية قال فيها: «ما حدث من تجاوزات وتغريدات تحريضية وعبث بالمدرجات يجب التصدي له بالنظام والعقوبات». وأضاف كميخ «المشوشرون والمأزمون ورموز الشر الذين أدخلوا مشايخنا والفتاوى في مباراة الهلال وسيدني وأصبح كل من هب ودب يفتي من الرياضيين بمباراة مصيرية للكرة السعودية هدفه ليس بريء». وزاد «التشجيع والعشق للأندية أمر محبب للنفس وحلاوة كرة القدم لكن أن يدفعنا للسباب والشتم وتقمص شخصيات عدائية فهذا أمر خطير، لنحذر من مغبة الحماس والتهور».