الوضع في اليمن يزداد تعقيدا وخطورة وتهديدا لأمن واستقرار المنطقة بعد تكشف بعض نوايا الحوثيين في السيطرة على باب المندب، بكل ما يمثله من أهمية إقليمية ودولية، ما يعني أن هذا الفريق من القوى على الساحة اليمنية له طموحات وأطماع وأجندة تتجاوز مطالبته بالشراكة الفعلية في إدارة البلاد إلى طرح نفسه لاعبا إقليميا. وهذا التوجه يؤكد ما يقال عن ارتباطهم بالمشروع الإيراني التوسعي في المنطقة العربية، وانصياعهم لتنفيذ خططه في منطقة بالغة الحساسية لأمن الجزيرة العربية والقرن الأفريقي. والشيء المؤكد الذي يجب أن يعرفه هذا الفصيل ومن يقف معه أن الدول والشعوب العربية ترفض الهيمنة الإيرانية المهددة لاستقرارها وثقافتها وتجانسها، وستقف في وجه كل من يعمل لتمرير هذا المخطط وأهدافه. وسيطرة فصيل واحد، مرتبط بدولة لها أطماعها، على باب المندب الممر المائي الإقليمي والدولي يشكل تهديدا حقيقيا للأمن وللاستقرار، ويدخل المنطقة في مرحلة جديدة من النزاعات والتدافع بين أصحاب النفوذ والقوة، إلى جانب تهديده المباشر للأمن القومي العربي. الأمر الذي يستدعي تحركا منظما مدروسا من المجموعة العربية في اتجاه خلق إرادة دولية تقف في وجه كل من يرفض الاحتكام إلى العقل والمنطق والحوار والاتفاقيات في الساحة اليمنية، إذا كان الصراع الدائر الآن في اليمن يضعف الدولة ويسلبها دورها في فرض النظام، فإن تحرك الحوثيين في اتجاه باب المندب يدخل الأمن الإقليمي والدولي في دائرة الخطر، وهو ما يستوجب مواجهته بالقوة إذا عجزت وسائل الحوار عن الحل.