استبشر أهالي منطقة نجران خيرا، بمجرد البدء في تنفيذ مشروع المركز الحضاري بالمنطقة على مساحة تقدر ب250.000م، قبل أربع سنوات، وفي مدة تنفيذ مقدارها 24 شهراً، وبتكلفة تقدر بخمسة عشر مليون ريال، إضافة إلى تكاليف تنظيم وتنسيق المواقع المحيطة بالمركز ومواقف السيارات والخدمات المرافقة البالغة 14 مليون ريال، لتصبح التكلفة الإجمالية للمشروع 29.718.727 ريالا. لكن سرعان ما أصيب شباب المنطقة بالإحباط، حيث كانوا يتمنون أن يكون حاضنا للمهرجانات والأنشطة الثقافية والمعارض والأمسيات الشعرية والبرامج المسرحية ومختلف المناسبات الرسمية، إلا أن آمالهم سرعان ما تلاشت بسبب تعثر هذا المشروع أسوة بمثيلاته من المشاريع الأخرى، التي باتت العنوان السائد للمنطقة، ويأمل الأهالي من أمانة المنطقة المشرفة والمالكة للمشروع في الإسراع بالعمل في هذا المشروع، الذي طال انتظاره ويعتبر حلم بالنسبة لهم، لما يشكله من أهمية في إبراز تاريخ وعراقة المنطقة، فضلا عن كونه مكانا لاحتضان مختلف الفعاليات والأنشطة. «عكاظ» قامت بجولة ميدانية لمشروع مبنى المركز الحضاري، واستطلعت آراء عدد من المواطنين حيال تعثر هذا المشروع الحيوي، حيث أبدوا استياءهم مما آل إليه وضع المبنى، الذي وصفوه ب«المهجور» في ظل عدم المتابعة والمحاسبة من قبل أمانة المنطقة للمقاول، خاصة بعد انتهاء الفترة الزمنية المحددة لاكتمال المشروع. وانتقد محمد اليامي الحال الذي آل اليه مشروع المركز الحضاري، وقال: قبل أربع سنوات استبشر أهالي المنطقة والمثقفين والمبدعين بتدشين مركز حضاري لاحتضان المواهب ودعم الأنشطة الثقافية والاجتماعية بالمنطقة، إلا أن هذا الأمل سرعان ما تلاشى في ظل عدم المتابعة من قبل الجهة المسؤولة، وغياب الرقابة والمحاسبة عن المقاول المنفذ للمشروع، مناشدا الجهات المسؤولة بفتح تحقيق حول أسباب تعثر هذا المشروع، وعدم تسليمه في موعده المحدد، وذلك لما ما يمثله هذا الصرح من أهمية كبيرة للمنطقة وأهلها. واستغرب حسين آل مخلص، تعثر مشروع المركز الحضاري بالمنطقة وقال: لم يشفع لمنطقة نجران أرض الحضارات والتاريخ بمواقعها الأثرية وقلاعها التاريخية، أن تساير ركب التنمية والتطور، أسوة بمثيلاتها من المناطق الأخرى، باكتمال مشروع المبنى الحضاري الذي طال انتظاره، وذلك بسبب تخاذل الجهات المعنية عن هذا المبنى، الذي لو أنجز في وقته المحدد لأحدث تغير كبير في الجانب الثقافي والاجتماعي بالمنطقة، مطالبا بمحاسبة المقصرين والمتسببن في تأخر هذا المبنى. وتذمر خالد عسيري من وضع المبنى «منذ أربع سنوات في كل يوم أمر بجانب هذا المبنى وأنا أمني نفسي بمشاهدته صرحا شامخا يحتضن مختلف الفعاليات والمناسبات في المنطقة»، مضيفا «للأسف هذه الأمنية لم تتحقق بسبب أنه لم يطرأ على هذا المشروع أي جديد، وبدأ أشبه ما يكون مهجورا وربما يكون ملجأ للحيوانات الضالة، إذا استمر هذا الإهمال وعدم المتابعة، مطالبا من المسؤولين بسحب المشروع من المقاول الحالي، وتسليمه لمقاول آخر يستطيع إنجازه في أسرع وقت». وكان المركز الحضاري قد وضع حجر الأساس له قبل أربع سنوات من الآن، على طريق الملك عبدالعزيز بمدينة نجران ويبعد عن مطار نجران الإقليمي قرابة 3 كم، ويحتوي على مسرح من دورين يتسع لحوالى 500 مشاهد للدور الأول المخصص للرجال و200 مشاهدة للدور المخصص للنساء ومزود بأحدث التقنيات الخاصة ويشمل على غرف عرض مرئي للصوت والصورة وكذلك صالة لكبار الزوار وصالة متعددة الأغراض بمساحة 28000م على شكل خيمة مستوحاة من الطراز المحلي وترتفع سارية المظلة التي تم تزويدها بإنارة مبتكرة ويخدم المركز الأنشطة الثقافية والمهرجانات والمعارض والأمسيات الشعرية والبرامج المسرحية ومختلف المناسبات الرسمية.