ما بين مطرقة الديون، وسندان قسوة الحياة والألم الذي يسيطر على فلذة كبده، يقف المواطن علي حمد آل منصور (من سكان حي الشرفة بمدينة نجران) حائرا وهو يرى صغيرته ذات الستة أعوام تئن من الألم، وبين براءة الطفولة وجسم نحيل أنهكه المرض، تعاني الطفلة أبرار من شحنات كهربائية زائدة نتج عنها موت الخلايا في الدماغ، حرمتها من ممارسة طفولتها، فأصبحت حبيسة الفراش، وسط أنين وحسرة من والديها اللذين وقفا عاجزين عن فعل أي شيء ينهي معاناة طفلتهما، وأصبحت بحاجة إلى زراعة خلايا جذعية. وأوضح آل منصور أن بداية معاناة طفلته وهي في عمر السنة والنصف، «حيث كانت أبرار طبيعية وتعيش طفولتها بكل براءة، حتى ألم بها المرض حينما ارتفعت حرارتها، كان في البداية الأمر طبيعيا، حيث قمنا بمراجعة مستشفى الولادة والأطفال بالمنطقة، وتم إعطاؤها مضادات حيوية»، وأضاف: ما هي إلا أيام قليلة حتى ارتفعت حرارتها، ووصلت إلى 42 درجة مئوية، صاحبتها تشنجات أدخلت على أثرها إلى العناية المركزة في ذات المستشفى، مشيرا إلى أن طفلته حاليا تعاني من غيبوبة منذ خمس سنوات، وتتغذى عن طريق أنبوب تم زراعته في بطنها، مبينا أنه تم عمل تشخيص لحالتها من قبل الأطباء، في مستشفى الشميسي بمنطقة الرياض، وقرروا أنها بحاجة ماسة إلى زراعة خلايا جذعية خارج المملكة. وأضاف، والدموع تذرف من عينيه، أنه هو وزوجته يمران بحالة نفسية سيئة؛ جراء الوضع الذي تعيشه أبرار وتأزم حالتها الصحية والنفسية، بسبب المرض الذي أنهك جسدها النحيل، وحرمها من ممارسة طفولتها أسوة بمن هم في سنها من الأطفال، وقال إنه هو وزوجته وقفا عاجزين عن فعل أي شيء لها، خصوصا مع تكالب الظروف عليهم، وتراكم الديون التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياته، وما دفعه لذلك هو عدم حصوله على وظيفة تكون عونا له لتوفير لقمة العيش لأسرته ولعلاج فلذة كبده. واختتم حديثه بالقول: أملنا في الله ثم في المسؤولين في وزارة الصحة بأن ينظروا إلى وضع أبرار بعين الشفقة، وأن يتم علاجها في أحد المستشفيات المتخصصة، أو إرسالها إلى خارج المملكة، خصوصا أنها بحاجة إلى زراعة خلايا جذعية، حتى تعود إلى وضعها الطبيعي، ويتسنى لها الاستمتاع بطفولتها كبقية أقرانها الأطفال.