يتناقل الكثيرون قبيل بداية الدوام المدرسي والأعمال عبر وسائل الاتصال الاجتماعي المختلفة مقاطع تصور معاناة الكثير مع بداية الدوام، والأسف على انتهاء الإجازة، ما يعود على نفسياتهم بأمور عكسية تخالف الهدف السامي من الدراسة والعمل، وفقا لعدد من الاختصاصيين الذين طالبوا بالحد من هذه الظاهرة التي تتزايد يوما بعد آخر. وأكدت المعلمة «فائزة» ان أولادها وبناتها وبمختلف مراحلهم الدراسية يتناقلون هذه المقاطع ويتندرون عليها، بيد أنهم يؤمنون بها، مبينة أنها ترى تأثير ذلك عليهم في تأففهم من انتهاء الإجازة والعودة لمدارسهم وجامعاتهم وشعورهم بثقل للاستعداد لهذه العودة. وأشار التربوي نواف إلى أنه يشعر بانقباضة بمجرد ان تبدأ الرسائل تتداول بينهم ومن هذا النوع فهي تشعره بالإحباط والتأسف على انقضاء أيام الإجازة وإحساسه بقصرها. بدورها، ذكرت الأخصائية النفسية سوزان شال وآنة أن هذه المقاطع هي من صنع الكبار من قبيل المزح والفكاهة ولكن يأخذها الأطفال جدياً ويظهر ذلك في عدم تقبلهم للعودة للمدارس وربما تكون من أسباب الغياب في اليوم الدراسي الأول من بعد الإجازة. وقالت «وتجنبا لتأثير هذه المقاطع والعبارات التي توجد وسط بطاقات أو رسومات لا بد من تهيئة الطالب للعودة للدراسة، وتقبله لتغير نظامه فيها بالنوم المبكر من قبل العودة للمدرسة بمدة أسبوع على أقل تقدير ومراجعة الدروس التي مضت حتى تبدأ الدراسة وهم مهيئين فعلا للعودة للدراسة وانتهاء الإجازة دون الشعور بثقل هذه العودة والتأفف منها كما تصورها تلك الرسائل المتبادلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي». وذكرت شال وآنة أن تلك المقاطع تؤثر على الكبار فهي تصور لهم أن العمل شيء غير محبب مفضلين الكسل والخمول في حين انه لا بد ان تكون عندهم قناعة بأن الدوام يعني بداية العمل لكسب الرزق الحلال ومستحيل الحصول عليه دون هذا الدوام الذي يعتبر نظاما للحياة وتحفيزا للنفس وتجديدا للمحيطين به من الاحتكاك بأصدقاء العمل ووجود جو التنافس المثمر وتحفيز النفس لخدمة أنفسهم ومن ثم الوطن. وتشير المشرفة بإدارة التربية والتعليم للبنات في مكةالمكرمة الدكتورة وفاء مندر الى أنه يجب ألا يكون لهذه المقاطع أي تأثير على أفراد المجتمع باختلاف فئاتهم سواء من الموظفين والموظفات أو الطلبة وأن ينظر لها بأنها قصاصات للتسلية فقط وإلا أصبح الأمر اكبر من كونه نشر مقاطع أو صور فكاهية، فالعودة للعمل والبدء في الدراسة تعتبر بناء للمجتمع ورفعا من شأن الوطن الذي نعيش فيه ولا يمكن ان يبنى ويزدهر دون العمل والعلم. وطالبت الدكتورة مندر مصممي ومخرجي تلك المقاطع والتصميمات التي تأسف على انتهاء الإجازة والعودة للمدارس بأن يتوقفوا عن ذلك وبالتالي عن تبادلها لما لها أثر سلبي فبصرف النظر عما تشمله من نكتة وفكاهة فإنها لا تأتي بخير في مجالات العلم والعمل وليحاولوا ان يغيروا المحتوى للترحيب بهذه العودة والحث على الاستعداد للدراسة أو الدوام وهنا يكون البناء لا الهدم.