تنطلق أعمال المؤتمر الدولي للمانحين الخاص بإعادة إعمار غزة اليوم الأحد في القاهرة، بمشاركة دولية وعربية واسعة، وفيما شددت الجامعة العربية أمس على ضرورة وجود ضمانات بعدم تكرار العدوان الإسرائيلي على غزة، بعد إطلاق عملية إعادة الإعمار، أعربت مصادر عربية عن مخاوفها من عدم قدرة المؤتمر على توفير المبلغ المطلوب للإعمار والذي يتراوح بين أربعة وستة مليارات دولار. كما أبدى مسؤولون أمريكيون شكهم في أن يفي مؤتمر المانحين بمطالب الفلسطينيين بالحصول على أربعة مليارات دولار من تعهدات المساعدات. وستقدم الحكومة الفلسطينية خلال أعمال المؤتمر بالتنسيق مع البنك الدولي، عرضا يتناول احتياجات القطاع وإعادة الإعمار للخمس سنوات المقبلة.ونوه الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة السفير محمد صبيح، بأهمية المؤتمر الذي يأتي استكمالا للجهد المصري لوقف العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع والذي خلف دمارا هائلا ودمر البنية التحتية. وشدد على ضرورة ألا تضع إسرائيل العراقيل أمام دخول المواد الخاصة بإعادة الإعمار، كما فعلت في السابق بعد مؤتمر شرم الشيخ. ويهدف مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي تشارك فيه 50 دولة، إلى جمع 4 مليارات دولار، تعزيز أسس وقف إطلاق النار، تحسين آفاق الحل السياسى للصراع عن طريق تعزيز قدرة الحكومة الفلسطينية في تحمل مسؤوليتها بشأن إعادة تأهيل غزة، تعزيز آلية الأممالمتحدة القائمة لاستيراد وتصدير البضائع من وإلى القطاع. من جهته، اعتبر رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني جمال الخضري، أن المؤتمر الدولي فرصة مواتية لبلورة موقف دولي موحد لإلزام إسرائيل برفع الحصار عن غزة. ودعا المانحين إلى رصد نحو 5 مليارات دولار لإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل خلال حرب ال51 يوما، مؤكدا أن خسائر كبيرة لحقت بكل القطاعات الحيوية في غزة. وقال الخضري: إن عملية إعادة الإعمار ستوفر فرص عمل للآلاف من العمال والمهندسين والفنيين وشركات المقاولات ولكل القطاعات التي تضررت جراء الحصار والعدوان الذي رفع معدل البطالة إلى قرابة 65 %. وأضاف: إن البوابة العملية لإعادة الإعمار تتمثل رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة والسماح بتدفق مواد البناء ومستلزمات الإعمار خاصة بعد سحب الذرائع الإسرائيلية والتئام حكومة التوافق الوطني الفلسطينية في غزة، واتخاذ الترتيبات اللازمة لإدخال المواد دون إعاقة. من جانبه يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم إلى القاهرة للمشاركة في المؤتمر الدولي حول إعادة إعمار غزة، في حين تتنامى المخاوف حيال عدم توفير الجهات المانحة الأربعة مليارات دولار الضرورية لإعادة إعمار القطاع الذي دمرته الحرب. إلى ذلك عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في مقر إقامته بالقاهرة، اجتماعا مع كل من أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري سامح شكري. وبحث الرئيس عباس مع شكري والعربي خلال الاجتماع المشترك المواضيع التي ستطرح في مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة الذي يبدأ اليوم، بالإضافة إلى الانتهاكات والاعتداءات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المصلين والمعتصمين في المسجد الأقصى، وكذلك تنسيق المواقف العربية للمرحلة السياسية المقبلة الداعمة للقضية الفلسطينية وضرورة الوصول لحل عادل بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.