أعلن وزير الخارجية النروجي بورخ بريندا ووزير الإسكان الفلسطيني مفيد الحساينة أن مؤتمر المانحين لإعادة إعمار قطاع غزة سيعقد في القاهرة في 12 الشهر المقبل. وقال الحساينة خلال مؤتمر صحافي مع بريندا عقب لقاء قصير بينهما عصر أمس في منزل الرئيس محمود عباس في غزة، والذي أصبح مقراً موقتاً لحكومة الوفاق الوطني، إن إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي من مسؤولية الحكومة الفلسطينية. وأضاف أن الحكومة شكلت أخيراً لجنة وزارية مهمتها جمع البيانات والمعلومات والإحصاءات عن التدمير والأضرار التي ألحقتها قوات الاحتلال بكل القطاعات، ومن بينها الإسكان والاقتصاد والزراعة والبنى التحتية وغيرها. وأشار الحساينة، الذي رافق بريندا على عدد من المناطق المدمرة في القطاع، إلى أن اللجنة ستعقد اجتماعاً لها اليوم، داعياً الدول العربية والإسلامية والأوروبية إلى المشاركة في مؤتمر القاهرة، وتقديم الدعم المالي اللازم لإعادة إعمار القطاع. ولفت إلى أن قوات الاحتلال دمرت 18 ألف وحدة سكنية كلياً، ونحو 40 ألف وحدة أخرى جزئياً، داعياً أصدقاء الشعب الفلسطيني إلى زيارة القطاع والاطلاع على حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال، بما فيه المنطقة الصناعية الوحيدة في القطاع التي زارها بريندا. وسيلتقي بريندا الرئيس عباس في عمان، قبل أن يتوجه إلى القاهرة للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري من أجل تنسيق الجهود والإجراءات الفنية لمؤتمر إعادة إعمار القطاع بين النروج والقاهرة. وعبر بريندا، وهو المسؤول الغربي الرفيع الأول الذي يزور القطاع منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي، عن صدمته من حجم الدمار في القطاع، قائلاً: «كأن المنطقة ضربها زلزال». ووصف الأوضاع في القطاع بأنها «كارثية»، داعياً إلى فتح المعابر الحدودية كي يتمكن الفلسطينيون في القطاع من الاستيراد والتصدير بحرية، ومن إعادة إعمار القطاع. ورداً على سؤال ل»الحياة» عن الضمانات بعدم تدمير إسرائيل ما يتم بناؤه، قال بريندا: «نحتاج إلى حل سياسي لتأمين ألا يحدث ما حدث عامي 2009 و2012 والآن، وعلينا أن نعقد المؤتمر الإنساني للمتبرعين في أسرع وقت، كما أن نعالج الأمور الكبيرة والتأكيد على عدم تكرار ما حدث». وأضاف أن «مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المجتمع الدولي وإسرائيل لرفع الحصار عن القطاع، ودعم الشعب الفلسطيني في إعادة إعمار القطاع وإصلاح ما تم تدميره»، معرباً عن أمله في ألا يتأخر انعقاد المؤتمر عن موعده. وجدد تأكيد بلاده على حل الدولتين وضرورة قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967. وشدد على الحاجة الفورية لإعادة تطوير اقتصاد القطاع لتوفير فرص عمل نظراً لأن 70 في المئة من الشباب في القطاع عاطلين من العمل، وهذا أمر غير مقبول. وقال بريندا الذي زار القطاع عام 2011: «شاهدت غزة مختلفة عن تلك التي رأيتها في السابق. الدمار كبير جداً وغير معقول». وأضاف: «لدينا رسائل واضحة للعالم، وهي أن لدينا مسؤولية إنسانية للوصول إلى مؤتمر إعادة الإعمار القطاع، وكي نعيد المحادثات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لأنها الطريق الوحيدة المجدية للمستقبل وهي حل الدولتين». وأشار إلى أنه رأى «أموراً فظيعة» خلال جولته في القطاع غزة».