كشفت الأمطار الغزيرة التي هطلت البارحة الأولى سوء البنية التحتية في معظم الطرق والشوارع بمنطقة جازان، حيث تسببت هطولها في إحداث تشققات على جنبات طريق الدريعية وهبوط في الشوارع ما أدى لسقوط سيارة واحتراقها في بلدة الدريعية التابعة للسهي جنوب منطقة جازان.حيث أكد شهود عيان بأن سقوط السيارة واحتراقها كان بفعل التشققات على التي حدثت للطريق مما أدى إلى تلف السيارة. وفي محافظة صبيا، أعاد مدني جازان مجرى مياه السيول لمساره الصحيح بعد أن غير أهالي القرى اتجاهه بالعقوم الترابية رغبة في وصول المياه لمزارعهم، لكن ذعر مواطنين من قرى مجاورة من اقتراب المياه من مساكنهم دفع الدفاع المدني لتصحيح الأمر وإعادة مجرى السيول لطريقها الصحيح. من جهة أخرى، قام مواطنون بسد «عقم هلال» في قرية الظبية بجازان حيث يصد السد الترابي السيل، ويحول مساره الطبيعي إلى اتجاه مزارعهم، حتى يقوم المواطنون بري وسقيا مزارعهم بمياه السيول. وسبب اقتراب المياه من مساكن القرى ذعرا لأهالي قرى الهجارية والغراء والكنانة بظبية جازان، ما حدا بهم إلى استدعاء مدني صبيا لتوسيع الطريق للسيول حتى تسلك مسارها الصحيح بعيدا عن القرى. وقال محمد العقيلي بأنه في كل سنة نقوم بسد هذا «العقم» ويقوم الدفاع المدني بفتحه ولكن هذه المرة رغب المواطنون في ري وسقيا مزارعهم مما سبب ذعرا لأهالي القرى المجاورة فتم استدعاء الدفاع المدني لفك أسر السيول حتى تسلك طريقها الصحيح، وبحمد الله لم تكن هناك أية إصابات أو غرق لمواطنين. وفي محافظة بيش، داهم وادي بيش قرية السلامة والعليا والسلامة السفلى والنقاش المجديرة مما أدى إلى إغلاق الطريق المؤدية لها وسط مطالبات من الأهالي في إنشاء كوبري للعبور. وطالب أهالي المحافظات والقرى بجازان بإعادة تشييد الطرق بجودة ومواصفات عالية باعتبار أن الوضع الحالي بالغ السوء وهو ما كشفته الأمطار، فضلا عما تسببه من حوادث مرورية وشددوا على إضافة إيجاد مساحات خالية على جانبي الطريق لسلامة المواطنين. إلى ذلك تواصل هطول الأمطار الغزيرة على منطقة جازان خلال الثلاثة أيام الماضية، والتي من خلالها اشتكى العديد من المواطنين في عدد من محافظات ومراكز المنطقة من تضرر عدد من المنازل والمحلات التجارية نتيجة العواصف الشديدة التي اقتلعت الهناجر من على البيوت والمحلات. ففي مركز الشقيري أدت الأمطار الغزيرة إلى تجمع المياه في بعض المناطق بينما دخلت إلى المنازل في أماكن أخرى. وقال كل من حسين فواز ومحمد مجلي من أهالي الشقيري إنه يجب على الجهات المعنية التدخل لأن تجمعات المياه في العديد من الشوارع دليل على عدم وجود استراتيجية معينة وخطط أثناء عمل الدراسات للمشروعات التي يتم تنفيذها فنشاهد العديد من المنازل تضررت نتيجة ارتفاع منسوب الشارع عن مستوى المنازل مما يجعل مياه الشوارع تتحول إلى المنازل. وتحدث مروعي طروش قائلا: نحن نعاني من انقطاع الكهرباء بسبب الأمطار في قرى المشوف حيث انقطعت الكهرباء نحو 12 ساعة وتواصلنا مع الطوارئ في فيفاء والعيدابي وضمد لكن لم نجد أي فائدة حيث تعطلت الأجهزة الكهربائية وأتلف كل ما كان بالثلاجات. وفي قرى محافظة أحد المسارحة أدى انكاسر في الخط الرئيس للمياه المحلاة في الطريق الرابط بين قريتي العامرة العليا والجروف التابعتين لمحافظة أحد المسارحة إلى انهيار طبقة الإسفلت به، ما قد ينذر بوقوع حوادث مرورية لمرتاديه. وبين المواطن نايف صفحي أن الكسر في الخط الرئيس للمياه المحلاة بهذا الموقع حدث قبل خمسة أيام وقام الأهالي بالتواصل مع فرع المديرية العامة للمياه بالمحافظة وانتقلت إحدى الفرق للموقع وكحل مؤقت ومبدئي قاموا بإيقاف المياه فقط ما تسبب في انقطاعها عن العديد من القرى القريبة من الموقع ولكنهم لم يقوموا بإعادة ردم وسفلتة الطريق إضافة إلى أن الأهالي يضطرون لشراء المياه على نفقتهم الخاصة عن طريق الصهاريج والتي قامت باستغلال هذه الأزمة برفع أسعارها حيث يبلغ سعر الوايت 80 ريالا في بعض الأوقات، ما سبب أزمة لدى البعض. وقال محمد شراحيلي إن هذا الطريق يمر بالعديد من القرى إلى أن يصل لمحافظة العارضة إضافة إلى أن هذا الشريان يسلكه العديد من المواطنين والمقيمين لغرض التنزه في أودية المحافظة ومن أهمها وادي مسلة ويعتبر أغلب المتنزهين من خارج المحافظة ويجهلون هذه الحفرة مما قد يعرضهم للحوادث المرورية أو سقوط أحد المارة بها وذلك في حال استمرارها خاصة أنها تصل إلى عمق ثلاثة أمتار تقريبا. إلى ذلك، شهدت محافظة صامطة أمس أمطارا غزيرة شملت قرى الركوبة والمجعر والجاضع وكشفت الأمطار هشاشة تنفيذ مشاريع الصرف الصحفي وأغرقت عددا من المحلات التجارية وجرفت الصخور والأتربة لفناء المنازل نتيجة ارتفاع منسوب المياه. وفي هذا السياق اشتكى بعض من أهالي قرى صامطة من تجمع مياه الأمطار في بعض الشوارع بالقرية والتي أعاقت حركة المارة بالقرية. وقال كل من حسين إبراهيم وعادل حسين إن مياه الأمطار التي هطلت تسببت بمستنقعات في شوارع القرية وأعاقت حركة المارة، مضيفين أن الشركة المنفذه التي انتهت قبل أسابيع من سفلتة شوارع القرية لم تقم بسفلتة بعض الشوارع مما أدى إلى تراكم المياه بشوارع القرية. وأضافا أن شوارع القرية التي غرقت بمياه الأمطار لا يوجد بها فتحات لتصريف المياه مما زاد من تجمع المياه التي أصبحت أشبه بالمستنقع مطالبين البلدية بوضع حد لتجمع المياه التي تغرق شوارع القرية. ودعا الأهالي مدير عام المياه بمنطقة جازان المهندس حمزة بن عمر قناعي بسرعة التدخل والتوجيه بردم وسفلتة هذا الطريق حرصا على سلامة مرتاديه قبل حدوث أي كارثة لا سمح الله. وكانت مديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان واصلت مباشرتها للحوادث التي أحدثتها الأمطار والسيول في ظل تحذيراتها المتواصلة من مخاطر الأمطار والسيول والصواعق الرعدية، في وقت شهدت فيه المنطقة أمطارا متواصلة وجريان سيول حتى يوم أمس. وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان بالإنابة الملازم رعد الرياني أن المنطقة تعرضت أمس الأول لأمطار مصحوبة بصواعق رعدية تبعها جريان السيول في بعض المحافظات، وشدد الملازم الرياني على الالتزام بتحذيرات الدفاع المدني وعدم المجازفة بالأرواح مهيبا بتوخي الحيطة والحذر خاصة في أوقات المطر والسيول. ومن جانبها، أكدت الشركة السعودية للكهرباء أنها طبقت خطة طوارئ في منطقة جازان بسبب التقلبات الجوية والأمطار والعواصف التي تشهدها المنطقة حاليا.