فجأة شق كتل الزحام شاب يمتطي دراجة نارية وعلى متنها حاج أفريقي هذا السيناريو يعد مشهدا مألوفا في موسم الحج غير أن وسيلة النقل بالدراجة النارية او التاكسي الطائر تعد من الآليات الخطيرة نظرا لكثرة حوادثها المرورية. يشار إلى أن بعض شباب مكةالمكرمة من محترفي قيادة الدراجات النارية يشاركون في موسم الحج لنقل الحجيج والتنقل بهم بواسطة الدراجة النارية التي تتخطى الكتل البشرية والزحام ولكنها في نفس الوقت وسيلة خطرة. وأوضح عبدالرحمن سالم أن موسم الحج يعتبر من المواسم المفضلة لدى أهالي العاصمة المقدسة ويكرسون فيه جل وقتهم للحصول على لقمة العيش كل على طريقته، موضحا أن الدراجات النارية واحدة من الأساليب التي تدر مالا وفيرا وقد أطلق عليها التاكسي الطائر، فالحاج أو المعتمر يفضل ركوبها بدلا عن المركبة لسرعة التنقل أثناء الزحام الشديد. وأشار إلى أن شباب مكة يتبادلون تعليم بعضهم البعض قيادة الدراجة النارية للاستفادة من دخلها المادي في موسم الحج. من جهته، قال الشاب فيصل «نواجه حملات مكثفة من قبل إدارة المرور التي تمنع سير الدراجات النارية في موسم الحج بل وتصادرها إضافة إلى تحرير المخالفات المالية التي تسجل باسم صاحب الدراجة النارية». وأبان عبدالرحمن أن تكلفة المشوار الواحد بالنارية يتراوح بين 200 - 300 ريال للراكب الواحد وتعتمد التسعيرة على المسافة، مؤكدا أنه في أيام نفرة الحجيج ترتفع الأسعار إلى 500 ريال للراكب الواحد. فيما قال محمد المولد «تعلمت قيادة الدراجة النارية عن طريق أصدقائي في الحي بعد أن طلبت منهم ذلك لأستثمر إجازة الحج، فبالرغم من خطورة قيادتها إلا أن عددا من الشباب لا يعملون طيلة العام بحكم الارتباطات الوظيفية أو الدراسية إلا أن الموسم مغر ودافع لكسب الرزق». من جهته شدد الناطق الاعلامي لمرور العاصمة المقدسة النقيب الدكتور علي الزهراني على عدم استخدام الدراجات النارية في نقل الحجاج بصورة مخالفة مبينا أن من يقوم بهذا العمل يكون عرضة للجزاء وسوف تطبق عليه العقوبات المقررة. ونوه النقيب الزهراني إلى أن التعليمات واضحة وصريحة وميسرة حيث يتوجب على كل من يرغب في قيادة دراجة نارية أن يملك رخصة قيادة ولوحات وتصريح والخوذة وأن يتجنب استخدام الدراجة بأي حال من الأحوال في النقل والتحميل وإلا سيعتبر مخالفا وفي حال إخلاله لأي شرط من هذه الاشتراطات فإن الدراجة تتعرض للحجز والمصادرة. وأضاف أنه بتوجيهات من مدير عام إدارة المرور تم عمل فرق خاصة لمتابعة الدراجات النارية وملاحقتها وضبطها تحديدا في المناطق التي يتم فيها تحميل الركاب مؤكدا أن الحملة مستمرة حتى منتصف ذي الحجة، وأبان أنه حتى الآن تم حجز اكثر من 830 دراجة نارية وإيداعها حجز المعيصم منذ بداية موسم الحج، وأشار إلى أن الدراجات المخالفة لا تسلم ويتم عرضها في المزاد لبيعها أو يتم تصحيح وضعها بإصدار أوراق الملكية من لوحات وغيرها.